"ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    بورتسودان وأهلها والمطار بخير    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أما آن الأوان لضبط الخطاب الحكوميُّ “المُجغمس” وحجوة أم ضبيبيِّنة هذه..!!؟؟
نشر في حريات يوم 27 - 07 - 2011

وللإنقاذييِّن نقول: للمرة المليون نسأل عن مغازيَّ وجود مستشارين للرئيس، يفوق عددهم عدد وزراء حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.. ويئن بهم القصر الجمهوريُّ، بعد أن امتلأت بهم مكاتب مبانيِّه، عن بكرة أبيِّها!!”.. ليشرعوا في توسعته، بل نقله من مكانه الأثريُّ هذا.. بقروض ذات فوائد طائلة “لتتراكم على الأجيال القادمة!!”..
ويظل هؤلاء المستشارون في تزايُّد بمتوالية هندسية “بسياسة الترضيات والمجاملات للمواليِّن والتابعيِّن وحامليِّ السلاح!!”.. ولكن في المقابل.. ما جدوى وجودهم بالقصر الجمهوريُّ من الأصل؟؟.. وماذا تعني لهم كلمة مستشار؟؟.. “نأمل صادقيِّن أن يكون سعادتهم على دراية بها!!”.. فإذا كان الرئيس الأمريكي– باراك أوباما- يعترف بنفسه، أن خطابه الذي ألقاه بالقاهرة كتبه له 36 مستشارا.. فكل ذلك الرهط البشري، كان يكتب أحدهم كلمة، ليقرر آخرون تعديلها، ليرى أُخر عدم جدواها.. ولكن.. شتان ما بين “بلاد العم سام ومقرن النيلين!!”.. أو بالأصح.. أن البون لجد شاسع ما بين “الديمقراطية والبندقية!!”.. وما دونكم “اتفاق: نافع/ عقار–بأديس أبابا!!” ذلك الاتفاق الذي أُلغيَّ ب”جرة قلم وقبل أن يجف مداد توقيعه!!”.. بالرغم من دفاعات نافع المستميتة “لا توجد خلافات بين– العَاليِّاب والنَافِعَاب- بالنادي الكاثوليكي، أيِّ أن المؤتمر الوطني– كدار أبي سفيان- في أمانه لمن يدخله!!” أو شيء من هذا القبيل مِمَا قال نافع.. ليواصِل بعد ذلك في الاسترسال هارون “الغريبة الزول لقى التصريحات دي جديدة عليهو، إتلقي إتعلم من ناس غازي وعبيد وقطبي وسوار!!” ويقول “إن الشراكة لا زالت قائمة وإن اتفاق- أديس أبابا- سارٍ مفعوله!!” وهكذا دواليِّك..
ف”التضاربات في التصريحات والأقوال– من القيادة العليا- سواء أكانت من–هيئة شوري الوطني أو أيّ من كلياته- ستفتح باب الجحيم لما تبقى من- المليون ميل مربع- يا هؤلاء!!”.. ولأنهم يُّغالون بأن 90% من الشعب “مؤتمر وطني!!” تروننيِّ أُهديِّهم النصُح بأن “شظاياكم سيتداعي لها سائر الوطن سهراً وحُمى!!”.. وما دونكم.. خطاب الرئيس الشهيِّر بالقضارف مؤخراً عن “قصة: نسرين/الشرطة– فتاة اليوتيوب!!”.. فما أن قال الرئيس “بعد كدة مافي جغمسة أديان وحنطبق الشريعة الإسلامية!!” إلا وأن داخ– القمص فيالوس فرج- السبع دوخات، نادماً- في كل واحدة منهن- على انفصال الجنوب الذي كان يمكنه أن يحتميَّ به هو وبقية الطوائف المسيِّحية وينالون حقوقهم ويعرفون واجباتهم– أو هكذا قال الأب فيالوس فرج/ كاهن كنيسة الشهيديَّن- الذي اعترف بأنهم أقلية ولا حول لحالهم ولا قوة لمستقبلهم بشمال السودان بعد انفصال جنوب السودان بثُلث المساحة وخُمس السكان.. لنُترك– نحن- كاليتامى.. حيث نقاتِل “دُخلاء المجتمع هؤلاء!!” من جهة، ومن جهة أخرى “الطيب مصطفى وانتباهته ومنبر سلامهما العادل!!”..
نعم إن “الطيب مصطفى وانتباهته ومنبر سلامهما العادل!!” لم يسعوا لفصل الجنوب إلا ل”غُبن بدواخل الطيب!!” وليس من أجل “أسلمة وعروُّبة الشمال كما يزعم!!”.. فإذا كان هو من قدم ابنه ل”يُقتل في أحراش الجنوب ذوداً عن الشريعة والوطن!!” فكيف نفسر قوله “إن تِرِّلة الجنوب– المُنفِسة- كانت عالة على السودان الشماليِّ و-عربيُّ مسلِم- كمان!!”.. وأنه وانتباهته ومنبر سلامهما العادل “حريصون على الدفاع من أجل– أسلمة وعروبة السودان الشمالي- بقية الأمتار المتبقية!!” فما الذي دفعه لفعل– كل ذلك في البدء؟؟ بالماضي- أم هو “لعب على ذقون الأجيال القادمة بخداعنا وإبعادنا عن أشياء في نفس الحركة الإسلامية ومؤتمرها الوطني وجناحها الخفي منبر السلام العادل!!” ليتحفنا/ إسحق أحمد فضل الله بأسرار مفرحة وكأنه- لم يفرح مثلها من قبل- كفرحه لجريمة بتر الوطن الشنعاء هذه، مُتناسياً بذلك “في ساحات الفداء ودبابيِّنُها وأرواح شُهدائِهُم!!”.
.بالله عليكم.. أيُّ عبث هذا؟؟ وأيُّ تناقُض ذاك؟؟ حتى بِتنا في حيِّرة أمرِنا؟؟ ولكأننا في رؤوسِنا الطير؟؟ حتى نسينا مرارات أمس القريب؟؟..فالإنقاذ التي جاءت رافعة شعار “لا إله إلا الله!!” هي نفسها وبعد 22 عاماً عجاف، تتحفنا ومن– رأس الدولة نفسه وأمام البرلمان- بأن “خُططهم المستقبليِّة هي إعلاء راية الدين!! ونصرة الحق!! وتطبيِّق الشريعة!!”..
أفتونيِّ يا قوميِّ ما الذي يجري حولنا بالله عليكم.. وسأكتفيَّ بتذكيِّرُكم ببعض مآسيَّ الإنقاذ المريِّرة للتأمل فقط؟؟.. ففي فجر التسعيِّنيات وصلت الإنقاذ بالخصومة لدرجة الفجور مع “كل من مشى على الأرض من حولِنا!!” حيث كان همها الأول والأخير وشاغِلها الشاغِل هو “مُشكِلة الجنوب لا سِواها!!”.. فقد تكبد الوطن– طوال فترة حكم الإنقاذ- خسائر فادحة في– الأموال والأنفس- بسياسة “الثورة تُراجِع ولن تتراجع!!”.. فأنشئ الدفاع الشعبي وما أدراك ما “النار في دارك شبت، فتقدم يا حاميها، ورياح الجنة هبت، فأنِيِّها يا باقيِّها!!”.. ثم جيء بالتجنيد الإجباري وما أدراك ما “هُبي هُبي رياح الجنة!!”.. لتشهد أدغال الجنوب أشرس المعارك– ذوداً ودفاعاً عن العقيدة والوطن- ليشهدوا– هم وحدهم- زواج الشهداء من الحور العين وما أدراك ما “زغرديَّ أم الشهيد، واهتفيِّ أحلى نشيد، لم يمت من مات لله، وللدين المجيد!!” فيقسمون بأغلظ الأيمان– إنهم اشتموا في شهدائهم رائحة المسك والعنبر- وما أدراك ما “يللا نفارق الحِلة، ونهاجر في بلاد الله، بِنشُم المسك والعنبر، من دم صافي يتقطر!!”.. فكانت فيالق الميل أربعين– وأخواتها- شهوداً لاختلاط–أصوات دويُّ القنابل بأناشيِّد قرشي الطيب- وما أدراك ما “فارقت الجهاد وقربت ليِّ حوليِّ، يا الله النجاة، وكيفن النجاة يا أخوانا قولوا ليِّ يا الله النجاة– إلى أن يصل بهم الزهد في الدنيا والمال ب- المال والبنون في الجنة مكتوبه، وفي ود اللحد ما بنلقى غير طوبة، وفي يوم الشمس شبرين ومنصوبة، بنتمنى الضليل إن شاء الله راكوبة!!”..
وهكذا كانت الشعارات البراقة وما أدراك ما “لا لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء، فليعد للدين مجده، أو ترق كل الدماء!!”.. إلا أن التراجع البين وصل بهم ل180 درجة، وحديث الرئيس شاهداً حينما قال “فليُحسَب له الانفصال إلا أنه رجل سلام وحققه بعدالة!!”.. إذن ما هي جدوى كل تلك الخسائر الفادحة في الأموال والأنفس– طوال الحقبة الماضية- لتكبد البلاد والعباد “أنفساً بريئة وأموال طائلة!!”.. طالما أن الأشقاء الجنوبيين مطالبهم سقفها– حق تقرير المصير- منذ الاستعمار؟؟.. حيث تعالت أصواتهم منادية بذلك منذ العام 1947م لتبلغ أوجها في العام 1953م والتاريخ يشهد قبل-19 ديسمبر1955م- كاد أن ينشق صف السودانيين لتحقيق الاستقلال حينما طالب– الاتحاديون-بالوحدة مع مصر، بينما تمسك– حزب الأمة- باستقلال السودان، ليُحفظ سجالهم وقولة/ الإمام عبد الرحمن المهدي الشهيرة “السودان للسودانيين!!” قبل أن يتدارك/ أبو الوطنية الزعيم إسماعيل الأزهري للأمر بحسه الوطنيُّ العالي ليُرجح “كفة الإمام عبد الرحمن المهدي ضد مبارك زروق!!” من أجل– سودان واحد موحد ومتحد- ليضمن بذلك انخفاض أصوات الأشقاء الجنوبيين وما أدراك ما “الاستقلال من المستعمر– الجلابي- الشمالي!!” ليقول بعدها كلمته المحفوظة عن ظهر قلب– لكل وطنيُّ غيور- ألا وهي “سلمناكم ليهو زي صحن الصيني لا شق ولا طق!!” ليتك كنت معنا اليوم لترى بأم عينيك ماذا فعل بالسودان اليوم “دُخلاء المجتمع هؤلاء!!”..
حتى الراحل المقيم/ المشير جعفر محمد نميري وما أدراك ما “الأنانيا:- 1، 2 وفشودة!!” فلم يمنحهم– حق تقرير المصير- البتة.. إلا أن الإنقاذ “اكتفت بمخرجات–نيفاشا- التي ضمنت لها شرعيِّة حُكمنا!!”.. ولأننيِّ تروننيِّ مُغرماً بالمثل “لو تعاركت الفيلة كان الله في عون الحشائش!!” لذلك تجدون أن– أرشيفيَّ الإلكتروني- عاجاً ب”فوازير: تصريحات وتضاربات- أقوال وأفعال- ما بعد المفاصلة!!”
لكننيِّ الآن أعترف– ويا لخجليِّ- فقد فشلت في إيجاد الرابط بعد أن تشابه عليِّ بقر الإسلاميين– هنا وهناك- فمن باب التذكير نراجع معاً هذا:- قال الترابي “الغلطة الوحيِّدة الإرتكبتها في حياتيِّ ودايِّر الشعب السودانيِّ يسامحنيِّ فيها هي إنيِّ جبت البشير من العدم ليحكم السودان!!”.. أما الرئيس فقد قال “كنا معاهم في خندق واحد وصلت بينا معاهم مرحلة ما باقي لينا فيها إلا نقول فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله والترابي وليُّ الله!!”.. أما نافع فقد اعترف مجدداً بخداعهم للشعب السوداني الفضل بمسرحية “أذهب أنت للقصر رئيساً وسأذهب أنا للسجن حبيساً!!” من أجل امتصاص غضب الشعب ومن بعدها نشر ثقافة الحركة الإسلامية “والراجل منهم الليحاول يجرب يقلبها فيهم!!” أو كما قال– بمحفل عام- حينما سئل بعاصمة الضباب– لندن- ليعرضه- قوله ذلك- لاعتداء كاد أن يفقأ عيِّنِه “قدر ولطف!!”..
لهذا لا بد لنا من أن نسألهم أين هم من حديثه “صلى الله عليه وسلم” الذي فحواه “إن المسلم ليسرق ويزني لكنه لا يكذب أبداً”.. وبما أن الكذب ليس من شِيِّم المسلمين “إلا أن الله غفور ورحيم– على عبده- لو تاب!!”.. لكن لو حاول أن يكذب ويتحري الكذب ف”سيكتب عند الله كذاباً!!” لا محالة.. هنا لا بد لنا من مراجعة شعاراتهم منذ- الجمعة 30 يونيو1989م- لنعرف إن كانوا هم “صحابة!!” كما يزعمون.. لأنه “صلى الله عليه وسلم” في غزواته كان معه– محاربون ومرافقون- من غير المسلمين.. وآيات القرآن الكريم وضحت لنا مكانتهم الدينية “من لدن النفاق مروراً بالفسق إلى– وللا بلاش منها بقى- والعياذ بالله “.. فلنبدأ بشعار:- “نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع، ونشيد نحن بلادنا، ونفوق العالم أجمع!!” الذي حُوِّل بقدرة قادر إلى “نأكل مما تزرع– أمريكا واستراليا- قمحاً، ونلبس مما تنتج– سويسرا والصين- قطناً، ونشيد العمارات لتنهار قبيل افتتاحها ولكأنها – راكوبة- قصب، لنفوق العالم في تصنيف أكثر الدول فساداً!!”..
وعلى ذلك قس من شاكلة “أمريكيا روسيا قد دنا عذابها وعليِّ إن لاقيتها ضِرابها!!” ليُفرخ المضمون والفحوى “حيث نتسول لهما لدرجة التوسل طالبين رفع العقوبات عبرهما بعد أن فشلنا في رفعها بغيرهما بما في ذلك– الصديقة الصين- وثقلها الأمميُّ– وفيتوها- وما أدراك ما حق النقض الدولي!!”.. ليظل سؤالنا قائماً:- “ما معنى أن يستنجد وزير المالية بنواب البرلمان لتمرير قرض ربوي لتشيد خزاني– عطبرة/ ستيت- وبعد 22 عاماً لنظام رفعاً شعار الدولة الإسلامية؟؟”.. لكن البدعة هذه المرة لم تكن كسابقتها– فقه الضرورة- أي”الضروريات يبحن المحظورات التي استخدمت لقروض مصانع السكر وطرق الإسفلت!!”.. بل البدعة هذه المرة هي “فقه ضرورة جديد لنج موديل 2011م!!” حيث بني على “مفسدة صغرى من أجل منفعة كبرى!!” مستشهدين بذلك في قوله تعالي “أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا* وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌلَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا *.. سورة الكهف 79-82″.. حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
هنا ليس لنا غير أن نردد مع صلاح أحمد إبراهيم
“ما الذي أقسى من الموت..
فهذا قد كشفنا سره.. واستسغنا مره..
صدئت آلاته فينا ولازلنا نعافر..
ما جزعنا إن تشهانا ولم يرض الرحيل..
فله فينا اغتباق واصطباح ومقيل..
آخر العمر قصيراً أم طويل..
كفن من طرف السوق وشبر في المقابر.. ما علينا..
إن يكن حزنا فللحزن ذُبالات مضيئة..
أو يكن قصدا بلا معنى.. فللمرء ذهابا بعد جيئة..
أو يكن خيفة مجهول.. فللخوف وقاء ودريئة..
من يقين ومشيئة..
هلمي يا منايانا جحافل..
تجدينا لك أنداد المحافل..
القرى منا وفينا لكن الديوان حافل..
ولنا صبر على المكروه إن دام جميل..
هذه أعمالنا مرقومة بالنور في ظهر مطايا..
عبرت دنيا لأخرى تستبق..
نفذ الرمل على أعمارنا إلا بقايا..
تنتهي عمرا فعمرا وهي ند يحترق..
ما انحنت قاماتنا من حمل أثقال الرزايا..
فلنا في حلك الأهوال مسرى وطرق..
فإذا جاء الردى كشر وجها مكفهرا.
. عارضا فينا بسيف دموي ودرق ومغيرا”..
وعلى قول جدتيِّ “دقي يا مزيكا”.
خروج: تعظيم سلام للحاجة سهام: في– بداية مايو الماضي- دفعني ظرف اجتماعي لزيارة مدينة– ود مدني/ حاضرة ولاية الجزيرة- وبعد أن أنهيته تجولت بسوقها الكبير، لأجد نفسي أحتاج– فنجان قهوة- فذهبت لإحداهن ومنحتها– عشرة جنيهات-وبعد أن احتسيت القهوة وهممت بالمغادرة، نادت عليِّ– متناسية سدادي المقدم- مطالبة إياي بسداد قيمة القهوة، فدفعت لها– مبلغاً آخر- وتسلمت الباقي، دون أي اعتراض مني أو محاججة تذكير لها.. وانصرفت ولكأن شيئاً لم يحدث، متناسياً الموضوع حتى غادرت المنطقة..
ليدفعني ظرف اجتماعي آخر بزيارة المدينة– في الأسبوع الأخير من يوليو هذا- وبعد أن أنجزت مهمتي فكرت في– التسكع بشارع النيل هناك وحدي- لأعيد شريط ذكرياتي بأفاضل “جمعت بيننا الذكري قبل أن تفرق بيننا الأيام!!” لأسمع استغاثة إحداهن-بالسوق الكبير- تردد “يا جماعة ألفتوا لي الود دة!!” فمنيت نفسي بأن يكون لي شرف نجدتها.. لأفاجأ بأن المقصود هو–شخصي الضعيف- لأسمعها تقول “السارح بيك ما بودرك، وحقيقة الدنيا دوارة يا وليدي!!” فهممت بمهاتفة معارفي هناك “على ظن مني أنها شبهتني بأحد نصب عليها!!”.. لأسمعها تقول لي “الحمد لله الليلة ح أنوم بعد ما طار النوم من عيوني ل 79 يوم!!”.. فاستفسرتها بما ترنوه وسألتها إن كان بيننا-سابق معرفة- لتروي لي- القصة أعلاه- وتشرح الأمر قائلة “والله يا وليدي اليوم داك بعد ما مشيت البيت وختيت راسي بالمخدة، النوم حلف كان يجيني، طوالي اتذكرت إنك ناولتني عشرة جنيه– مطبوقة على اثنين بالطول- قبال ما تعقد وقلت لي يا ماما أديني جبنة في كباية، أها طوالي قمت صليت ركعتين وشحدت- ربي إنو يأخر- استلام أمانتو- لحد ما ألاقيك وأرجع ليك قروشك- والله يومي التفت أقول أشوفك لحدي ما النوم طار من عيوني!!”.. فقلت لها أتركي المبلغ معك وإني قد عفوته لك، فقالت لي “أنا أكان دايراهو كان ذكرتك بيهو!!” لاقترح عليها بأن آخذه منها لأسلمها آخر، لتحرجنيِّ بقولها “الأمانة يا وليدي ما بيشتروها بقريشات الدنيا!!”.. فاشترطت عليها بأن أتعرف عليها نظير تسلمي للمبلغ– وقد كان- فهي والدة ل 5 أبناء– من الجنسين- تركهم لها والدهم منذ أمد قبل أن يغادر الفانية.. لتتولي– هي-تربيتهم وتعليمهم– الآن جميعهم بالمرحلة الجامعية- ولأن دعاءها لربها– صباح مساء- بأن يبعدها وأبناءها عن الحرام، كان لها ما أرادت.. ولأن المال لا يعني لها شيئاً– بالرغم من ضنك حالها وشظف عيشها- إلا أنها علمت أبناءها على الزهد في الدنيا.. ورأيتهم كم هم فخورون بوالدتهم التي أحسنت تربيتهم، أمام أصدقائهم وزملائهم.. ولأنها أنموذج للأم المثالية “وددت أن أحتفي بها في هذه المساحة لأشهدكم بأنها تستحق الإشادة والتكريم لأنها عفيفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!!”.. لكن أجمل ما في ذلك- بالنسبة لي- هو تبادلي-معها وأبناءها- أرقام الهواتف.. فادعوا معي لها الله بأن يحقق لها أمنيتها الوحيدة بزيارة قبر رسوله “صلى الله عليه وسلم”..
والسلام ختام
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.