منذ سبتمبر 1983م يعيش السودان في عزلة سياسية واقتصادية بدأتها الولاياتالمتحدة الأميركية عقب إعلان الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري ل (قوانين الشريعة الإسلامية)، وعقب قيام ثورة الإنقاذ في أواخر الثمانينيات زادت وتيرة الحصار وزيدت مرة أخرى في عام 1990 إثر موقف الخرطوم من غزو العراق لدولة الكويت، وانضمت بعض دول الخليج وقتها وبعض الدول الغربية لهذا الحصار، فى أواخر التسعينيات شددت واشنطن الحصار الاقتصادي مما انعكس على التنمية بالبلاد، كثير من مؤسسات الدولة ومن بينها المجلس القومي للسكان تشكو من الحصار الاقتصادي والحظر المفروض على البلاد وتأثيره المباشر على التنمية من خلال حرمانه من المساعدات من قبل المجتمع الدولي. تقرير:محمد البشاري حرمان واتهامات ومضت الأمين العام للمجلس القومي للسكان د. ليمياء عبدالغفار للكشف عن حرمان البلاد من مساعدات وصفتها بالضخمة من المجتمع الدولي لتحقيق أهداف الألفية الإنمائية بسبب الحصار الاقتصادي والحظر، ليمياء ذهبت لأبعد من ذلك حينما اتهمت الولاياتالمتحدةالأمريكية بحرمان البلاد من تلك المساعدات جهراً والاتحاد الأوروبي صمتاً، وشددت فى تنوير صحفي محدود حول التقرير الوطني للأهداف الإنمائية للألفية وأجندة ما بعد العام 2015م، شددت على أن هنالك إلزاماً للدول المتقدمة بتخصيص نسبة من دخلها القومي لدعم أهداف الألفية الإنمائية، وأشارت إلى التزام (3) دول بالأمر لكن بنسبة أقل من التعهدات، مؤكدة استفادة دول من تلك المساعدات في نهضتها، وقطعت ليمياء بأن مخرجات الحوار الوطني ستكون جزءاً أصيلاً في خطط التنمية، وأضافت (نسعى للوصول إلى السودان الذي نصبو إليه)، وزادت (قضية السكان ما – ترف- بل قضية إستراتيجية)، مشددة على أنهم يسعون إلى تنمية لا تستثني أحداً، ليمياء أقرت بأن كلفة المسوحات التى يتم إجراؤها تبلغ ملايين الدولارات، وأكدت أن بعض الوكالات تقوم بإصدار تقارير بطريقتها الخاصة، واتجهت للقول بأن المجلس القومي للسكان يتابع مع الوزارات تنفيذ المؤشرات الواردة فى التقرير الوطني للأهداف الإنمائية. بالمقابل أقرت مساعد الأمين العام للمجلس وصال حسين، بأن الزواج المبكر يعد أحد الأسباب التى تؤدي لوفيات الأمهات، كاشفة عن مشروع قانون يجري إعداده بين وزارة العدل والمجلس القومي للطفولة لتحديد سن الزواج للفتيات، ودعت الى إعداد إستراتيجيات لمواجهة هجرة الشباب بجانب الهجرات الوافدة للبلاد. تحديات وأهداف التقرير الوطني للأهداف الإنمائية للألفية الذي تحصلت عليه (آخر لحظة)، حوى (8) أهداف تم إحراز تقدم فيها وهي القضاء على الفقر المدقع والجوع، واشتمل على خفض نسبة الأشخاص الذين يقل دخلهم عن دولار واحد في اليوم إلى النصف خلال الفترة من (1999 2015م)، وتحقيق العمل الكامل والمنتج والمجزي وخفض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع إلى النصف، بينما تمثل الهدف الثاني فى تحقيق شمولية التعليم الأساسي، وشمل صافي نسبة الالتحاق في التعليم الأساسي ونسبة إكمال مرحلة الأساس ومعدل الأمية، بينما حدد الهدف الثالث في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من خلال القضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليم الإبتدائي والثانوي بحلول العام السابق، وتمثل الهدف الرابع في خفض معدل وفيات الأطفال وتحسين صحة الأمهات، فضلاً عن مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة، الملاريا، والأمراض الأخرى وضمان الاستدامة البيئية وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية، كذلك احتوى التقرير على أهداف التنمية المستدامة التي تمت إجازتها في العام السابق، ويهدف إلى تعزيز السلام العالمي والقضاء على الفقر بجميع صوره وأبعاده، وحدد التقرير طرق تحقيق أهداف التنمية من خلال الحوار الوطني وبرنامج إصلاح الدولة وبرنامج الإصلاح الخماسي، بجانب إطار المساعدات التنموية للأمم المتحدة (2017 2021م)، كذلك مجهودات إنهاء جيوب التوتر فى بعض ولايات البلاد والتمييز الإيجابي في مستوى التنمية.