لا حديث في دارفور هذه الأيام سوى الحديث عن الاستفتاء الإداري المقرر له أبريل المقبل، وبالرغم من أن القوى السياسية خاصة شركاء وثيقة الدوحة التي نصت على العملية، قد قالوا كلمتهم بين مؤيد لخيار الإقليم وراغب في الولايات، إلا أن أصحاب المصلحة لم يتحدثوا بالرغم من أنهم جزء أساسي من الوثيقة.. (آخر لحظة) وضمن متابعتها للملف جلست إلى رئيس آلية أصحاب المصلحة التي تمثل رأي النازحين في دارفور ومجلس تنسيق معسكرات النازحين بجنوب دارفور، العمدة صلاح عبدالله وناقشت معه القضية، فكان له موقف مغيار لما خرجت به الأحزاب وقلب الطاولة على المؤتمر الوطني والحركات الموقعة وكشف عن أوضاع سيئة بمعسكرات النزوح. أجراه: لؤي عبدالرحمن ٭ ما هو موقفكم من إجراء الاستفتاء؟ - نرى أن الاستفتاء جاء في وقت غير مناسب، صحيح هو استحقاق ورد في وثيقة الدوحة، ولكن كنا نعتقد أن تنفيذ الوثيقة يمهد على الأقل لرجوع الناس إلى مناطقهم ومن بعد ذلك يقوم الاستفتاء الذي يفترض أن يجد نسبة كبيرة عادت إلى قراها، ولكن للأسف حتى الآن العودة لم تكن بالصورة المطلوبة، بالإضافة إلى الأحداث الكبيرة التي شهدها جبل مرة والنزوح الكبير جداً بشهادة الأممالمتحدة والذي يفوق ال 40 ألف نسمة، وأرى أن هذه ظروف كان من الأفضل أن يتم فيها تأجيل استفتاء دارفور لوقت يكون فيه المواطنون عادوا إلى مناطقهم وهدأت الأوضاع الأمنية، والآن في هذه الحالة ما في روح منافسة وشايفين اخوانا في المؤتمر الوطني فقط هم القائمون به وما في أي زول آخر من شركاء الوثيقة لا تعبئة ولا استنفار، وهذا يوضح أن النتيجة محسومة وأن الاستفتاء حتى إذا تم سيكون بصورة أحادية وليس بشكل كامل. ٭ هذا الموقف الذي ذكرته، هل أجمعتم عليه كمشائخ معسكرات أم أنه موقفك وحدك؟ - نحن ناقشناه كمعسكرات وحديثي هذا أمثل به شيوخ هذه المعسكرات. ٭ في ظل الموقف الذي تفضلت به، هل هناك تسجيل في المعسكرات؟ - نعم يوجد تسجيل وعدد كبير سجل في كل معسكرات النازحين مثل السلام، موسي، عطاش ودريج، وهناك مقاطعون طبعاً، مثلاً في أجزاء من معسكر كلمة بجنوب دارفور. ٭ أي الخيارات تتوقع أن يقف معه النازحون؟ - الناس سيصوتون لخيار الإقليم. ٭ هل موقفكم من الاستفتاء أبلغتموه للسلطة الإقليمية والحكومة؟ - والله نحن قلناه للصحافة فقط وما في جهة اتصلت علينا لكي نقوله لها وكان يجب أن تتم مشورتنا. ٭ أنتم أصحاب مصلحة وشاركتم في المؤتمر بالدوحة والآن أنت في تشريعي السلطة الإقليمية، ألم تحاولوا طرح هذه القضية؟ - للأسف منذ الإعلان لعمل الاستفتاء توقعنا أن توجه دعوة للمجلس التشريعي للسلطة الإقليمية على أساس التفاكر حول الموضوع والإدلاء بالآراء، ولكن حتى الآن لم توجه أية دعوة لأن تتم مناقشة موضوع كبير ومهم كهذا ولنا ملاحظاتنا عليه، وأنا شخصياً كواحد من أصحاب المصلحة ورئيس آلية أصحاب المصلحة ومجلس تنسيق المعسكرات بجنوب دارفور وعضو مجلس السلطة كممثل للنازحين فيه، أقول ما جاء في الوثيقة لم تتم مراعاته في الرموز التي لا تعكس الاتفاق الذي تم فيها، لأن وثيقة سلام دارفور تقول خمس ولايات بدون إقليم أو إقليم بداخله خمس ولايات، فكون الرمزان يكونان خمس قطاطي وقطية لوحدها هذا غير صحيح، يفترض أن يكون خمس قطاطي وقطية بداخلها خمس قطاطي، وهذه ملاحظة كان يفترض أن يراجعها إخواننا في التحرير والعدالة بشقيها، لكن لاحظنا بعض التراجع عن المباديء من قبل حزب التحرير والعدالة الذي يرأسه بحر أبوقردة بتخليهم عن الإقليم الذي قاتلوا من أجله واختيارهم لخيار الولايات، كان من الأفضل أن لا تجعلهم خلافاتهم الشخصية يتخلون عن مبادئهم. ٭ موقف التحرير والعدالة بالمطالبة بنظام الولايات إلى ماذا تعزيه؟ - قراءتنا له أنه ردة فعل لصراعاتهم مع التجاني سيسي، ويفترض الصراعات الشخصية لا تؤدي إلى التخلي عن المباديء، لأن مسألة الإقليم كانت مبدأ بالنسبة لهم كلهم، ولم يكن وسطهم صوت مخالف لذلك. ٭ ما تقييمكم لوجود مفوضية الاستفتاء وانتشارها وتواصلها مع الناس؟ - نحن والله ما عندنا أية خلفية عن مكتب لمفوضية الاستفتاء، فقط في ناس أتوا وسجلوا في المعسكرات والمحليات، وليست لنا علاقة مباشرة مع مفوضية الاستفتاء ولم تأتنا دعوة منهم ولم نجرب نحن أن نمشي لهم. ٭ كيف هو الوضع الإنساني الآن في معسكرات النازحين؟ - في نقص حاد جداً في الخدمات سواء كانت صحية أو معاشية، وحالياً موسم الشتاء عدى ولم تقدم أية جهة بطاطين أو أغطية، وجاء الصيف الذي نتوقع أن تحدث فيه مشكلة مياه، لأن مصادرها لا تجد اهتماماً كبيراً من المنظمات بمثل ما كان موجوداً في السابق. ٭ لماذا يتم إهمال الخدمات بالمعسكرات؟ - نفتكر أنه وسيلة ضغط على الناس لكي يتركوا المعسكرات ويذهبوا إلى مناطقهم لكننا نرى أنها وسيلة غير إنسانية، لأنه كان يجب أن تكون هنالك خدمات بالقرى وأمن مستتب يجذب للعودة، هنالك أناس ضعفاء داخل المعسكرات وآخرون قراهم لا يمكن دخولها نسبة لعدم استتباب الأمن فيها ومحتلة تماماً من قبل آخرين لم تتم إجلاءهم عنها، وهذا الوضع أبلغناه لأخينا نائب الرئيس في اجتماعنا به في نيالا قلنا له نحن مع العودة إلى مناطقنا الأصلية ولكن بتوفر الأمن والخدمات الضرورية وإزالة العقبات. ٭ على ما أذكر أن نائب الرئيس أصدر توجيهات واضحة لتنفيذ ما طلبتموه خاصة مسألة استيطان الآخرين في أراضي الغير؟ - هذا الكلام يحتاج إلى آلية وليس على الهواء الطلق هكذا، لا بد من الجلوس مع قيادات النازحين لتحديد المناطق التي فيها استيطان وكيفية رجوع أهلها، هذا يحتاج إلى حوار ومناقشة ولم يتم أي تواصل معنا بعد اللقاء ونتمنى أن تكون هنالك آلية لتنفيذ الموضوع وجهة بعينها تتفاوض مع النازحين في ترتيبات العودة. ٭ برنامج الغذاء كان قد هدد بتخفيض نسبة الأغذية التي يوزعها بالمعسكرات، إلى أي مدى تم ذلك؟ - تم التخفيض على مراحل والآن يتجه لخفض آخر، وهذا أصبح أمراً مزعجاً جداً للناس، وهو يخرب العلاقة بين النازحين والحكومة نفسها، لأن النازحين يفتكرون أنها هي التي تقف وراء ذلك وليس لهم بدائل. ٭ صف لنا حجم الخفض الذي حدث في الغذاء؟ - التخفيض تم في مراحل من 15 إلى 13 والثانية 13 إلى9 والمرحلة الأخيرة من 9 كيلو إلى 6 كيلو شهرياً، والآن طلبوا من الأسر حذف شخصين من الكرت الممنوح للأسرة. ٭ هل توجد معسكرات ليست فيها خدمات صحية بشكل كامل، وما عدد سكانها؟ - نعم معسكر دريج الذي به 76 ألف نسمة، ومعسكر موسي الذي به 4 آلاف نسمة. ٭ ماذا عن المدارس والإجلاس بمعسكرات النازحين؟ - الحال مزري جداً بالذات في المعسكرات الكبيرة مثل كلمة، الفصل به 170 إلى 180 طفلاً، والإجلاس على الأرض الطفل يأخذ جوالاً فارغاً من بيته ويجلس عليه. ٭ ما هي مساهمة المنظمات الوطنية في هذه الأشياء؟ - المنظمات الوطنية كانت تضع مشاريع وترفعها للمنظمات الدولية التي أصبحت الآن غير موجودة، لذلك ليست لهم خدمات، صحيح أن لهم مكاتب في المدن مثل نيالا لكن خدمة في المعسكرات لا توجد لهم. ٭ حالياً هل توجد عودة طوعية من معسكرات النازحين؟ - لا توجد عودة، لأن الخدمات غير موجودة. ٭ هنالك قرى نموذجية نفذتها قطر، ما هو رأيكم فيها؟ - هي من أجمل القرى التي رأيتها في حياتي. ٭ هنالك أناس يتحدثون أن القرى لم تنشأ في مناطق بها عدد كبير من السكان وأن اختيار المواقع لم يكن موفقاً؟ - أنا من الناس المنتقدين لاختيار المواقع وأفتكر أن القرى النموذجية كان يفترض أن تبنى في قرى نزح منها الناس والآن أصحابها في المعسكرات لكي يعودوا إليها لكنها بنيت في أماكن ليست فيها عودة طوعية من معسكرات النزوح مثل تمبسكو التي كان يفترض أن تبنى في مارلا قرب نيالا أو يتشاور فيها النازحون أنفسهم أصحاب المصلحة لاختيار موقع آخر إذا كانت هنالك ظروف تجعله لا يبنى في مارلا، لكن قد يكون لحسابات سياسية تحولت لتمبسكو. ٭ أين مشاركتكم في الحوار الوطني الجاري حالياً؟ - نحن كنازحين ما عندنا أية خلفية عنه سمعناه في التلفزيون، لا نعرف ما يجري داخل الأروقة ونحن لدينا قضايا كان يفترض أن نطرحها ولكن لا حياة لمن تنادي.