رأسي: الخرطوم ولاية جاذبة رغم ما فيها من محن فقد استطاعت بعمرانها وثقلها الاقتصادي والتجاري والثقافي أن تجعل الناس يهجرون الولايات وطيبتها ووداعتها، يهجرون الزراعة ويتركون الأرض بكراً تهفو لحملها بالسواعد الخضراء التي ارتضت أن تبيع الفتات حبات ليمون وشوية نعناع، فأمتلأت العاصمة بالباحثين عن مأوى وعلاج وتعليم، وامتلأ خط الأفق وبحثت الولاية المزدحمة عن حل حلول رأسية «عمارات سوامق»، فهي لا تملك حق إرجاع المواطنين لمسقط رأسهم. إن في جعل الولايات جاذبة بتشغيل المصانع وإحياء الأرض البور يكمن الحل الذي لا نحتاج معه لمزيد من الطبقات. ضربة رأس: تغيير الأفكار يحتاج لرأس فاهم وآخر قابل للتغيير، من الفكر تنبع المعتقدات والمباديء، القابلية للتغيير مؤداها لاعب أحرف من الآخر. كنا سادة العالم وقادة الفكر فما بال أقوام يحرفون مبادئنا وأفكارنا ألأننا تركنا لهم مساحة؟.. أم لأننا سهلو القياد والانقياد؟ تقليدنا للثقافة الأوربية ضربة رأس موجعة لإسلامنا وعروبتنا ومحو لتاريخنا ومبادئنا. طالما نحن في حالة انبهار بكل ما هو أجنبي فلن نطور أنفسنا وسنظل مجرد متلقين للتطور والحداثة لا نحرك أفكارنا إلا بمقدار تحملنا لتلقي الضربات. رأس خيط: الإمساك بالأطراف بلا تحرز وتأكد من النهايات يمكن أن يجر «فيل أو فأر» ادعائنا القدرة على معرفة ما تحويه نهاية الخيط الذي نمسك برأسه دليلاً على سوء الخيال المفرط في الثقة . زاوية أخيرة: حينما يصيبنا الصداع فلا بد أن تكون حواسنا ومشاعرنا قد أصابها عارض ما، لا يداوي ألم الرأس دواء أنجع من محبة الله.