للمتنبئ عندي مكانة لاتنتقص منها مطامعه الشخصية (فشعره طاااعم وكنت أقول إنه بلا سماد) التلازم بين الطبيعية والطعامة، شفرة تنفع حتى في جمال النساء اللائي ابتدرن حملة نعم للسماد الصناعي.. البحث عن السمنة واللون الابيض بالحقن والهرمونات زادهن جمالاً مخلوطاً بسماد أضاع الطبيعي ولم يظهر الجمال المطلوب. وصديقي المتنبئ الذي لا يحسب الشحم فيمن شحمه ورم، عساه يقصد أن الزولة حابسة موية من السماد البقري، الذي تعاطته خلسة من دهر رزى بها وجعلها (معصعصة) وبدلاً من أن تعود القهقري وتعكر الكسرة أو تشرب الحلبة باللبن، اسهل السماد الصناعي الذي يمكن أن يلحقها (امات طه) من الهجمة التي سببتها لجسدها المكلوم بأكوام الشحم المفاجئة التي ردمتها بوازع سمادي ابن كلب. التسميد البشري يسير بالتوازي مع التسميد الحيواني والنباتي، الذي افقدنا الطعم المميز لكل ماهو سوداني، يظهر الفرق جلياً بين انتاجنا المحلي وغيره إذا غادرنا الوطن، فالطعم جد مختلف، بدأ هذا الفرق في التلاشي المتسارع الذي بدأ بجوافة الكدرو، ولم ينتهِ بالشطة الخضراء والليمون (الذي أصبح يحتاج ملح ليمون). تسميد البرسيم وكلورة المياه مسخ اللحوم، وجعل الابري خيار أفضل من المياه لأن اللون يذوب في الأحمر، والطعم يتلاشى في البهار المكوجن باتقان. بلا فلسفة ولف ودوران الحاجات بقت مسيييخة السماد، وزهج العباد، وجشع التجار، ثلاثي خطير يجيب أجل اي حاجة. والحكمة إذا أصابتك ملاريا وانثى انوفلس خبيثة مؤذية راجلها معرس فيها.. تمص دمك وبالمقابل بدل تقول ليك شكراً ترميك بطفيل لا يرحم يطلع زيتك.. كما طلع إشعار المتنبئ حين أصابته وجعلته يهلوس . وزائرتي كأن بها حياء فليست تزور إلا في الظلام . وهل كان يريد الشاعر الصنديد أن تزوره في النهار؟ زاوية أخيرة: قال العباس بن احنف معاتباً محبوبته (فوز).. أما تتقين الله في قتل عاشق *صريع نحيل الجسم كالخيط ذائب؟ شكلو عمنا العباس ما لاقي سماد.