التنمية غير المتوازنه في بلادي .. هي سبب (التخلف الإجتماعي) لقد أوقع تجاهل هذه الحقيقة البلاد في مآزق وتسببت في ظاهرة ( الصراع المسلح ) وأدت إلى هدر الكثير من الجهد والوقت والإمكانيات البشرية والمادية. بشكل إتخذ طابع التبزير ، الذي لا يمكن للمجتمع المتخلف ذي الأعباء الثقال أن يسمح لنفسه به . فمثلاً الإنطلاق في مشاريع تنموية طنانة ، ذات بريق ووجاهة ، قائمة على دراسات ومخططات جزئية ، لم تتجاوز السطح معظم الأحيان ومعظمها هي مشاريع ذات الطابع الدعائي الإستعراضي ، لم تنظر إلى المجتمعات بإعتبارها عنصراً أساسياً ومحورياً في أى خطة تنموية ... والتنمية مهما كان ميدانها تمس تغيير الإنسان ونظرتة إلى الامور . في المقام الأول لابد إذاً من وضع الامور فى إطارها البشري الصحيح واخذ خصائص الفئة السكانية التي يراد تطوير نمط حياتها بعين الإعتبار ، وهو ما ندر الإهتمام به إلى الآن في بلادي ، لان علم النفس لم يحتل بعد مكانته المفروضة في هذا المضمار ، بل حلت محلة وطغت على إمكانية إقامة المشاريع ظاهره بعدها (قبلي ،جهوي ومناطقي) ،على شاكلة ( مثلث حمدي ) مع العلم أن علم النفس يملك مفاتيح مهمة لمعرفة الإنسان والقوى التى تحركة داخلياً وخارجياً(الدافعية)، والمقاومات التي يظهرها إذا مس توازنة ، وكل تنمية لابد لها إذا كانت فعاله من المساس بهذا التوازن لإحلال آخر أكثر تطوراً ومرونة مكانه . ولابد من شمول النظر من خلال الإهتمام بالبعد الذاتي (الإنساني ) إضافة إلى البعد الموضوعي (الإجتماعي الإقتصادي ) من خلال فهم العلاقة الجدلية بينهما إذا أردنا السير على طريق يحالفه الحظ في إيصالنا إلى الهدف . (نموذج) المجموعات السكانية في مناطق الشمال النيلي تقاوم وبشدة عملية إنشاء المشاريع الحيوية مثل (السدود) ومثال ذلك سد مروي ،كجبار،الشريك وكثير من السدود المقترحة التي نفذت والتي لم تنفذ منها وجدت المناهضة . بينما السكان في مناطق الجنوب والجنوب الغربي هم الاكثر تعداد والاكثر حاجة إلي قيام السدود ( نظرية حصاد المياه ) حتى يحدث تغيير في نمط حياتهم (إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً وأمنياً ) بخلق إنسان منتج أكثر من أن يكون مستهلكاً ونقل حياتهم من البداوه إلي المدنية الريفية للتاثير في بعض العادات والتقاليد التي لا تتوافق والشرع واكثر ضرراً للإنسانية ، ومنها الحروب التي في الغالب نشأت نتيجة لخلاف بين المجتمعات السكانية القاطنه وبعد المجتمعات التي هاجرت نتيجة لظروف طبيعية قاهرة مثل الجفاف والتصحر والمجاعة والحروب في هجرات ذات بعد داخلي و خارجي من دول الجوار الإقليمي كونت الشكل الحالي لتلك المناطق وبعض مسببات الصراع التدافع بين المجتمعات السكانية المتزايدة في الموارد الشحيحه الغير متطورة (المياه ،الرعي ، الزراعة والتعدين ) أو خلاف حول قطعة أرض جرداء يفقد الوطن فيها الكثير من أبنائه في صراعات لا جدوى منها غير أنها أهلكت الحرث والنسل وقضت على الأخضر واليابس بفقدان أهم عامل في التنمية وهو الإنسان الكادر البشري الذي كرمة الله تعالي في العالمين . ( الموارد البشرية ) .. وقال تعالي : (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق). بسبب التنمية غير المتوازنة كانت الهجرات من الريف إلى المدن نتيجة لمحدودية العيش والكسب وفقدان المقومات الأساسية للحياة (الصحة والتعليم)واخيراً نشوب النزاع المسلح بين الحكومة والحركات مما أدى إلى الإضطراب الأمني وساهم على النزوح واللجوء بشكل كلي في بعض المناطق جراء إنعدام الأمن والإستقرار . وإكتظت المدن خاصة العاصمة المثلثة (الخرطوم ،بحري ، أم درمان ) وحُملت ما لا تطيق من السكان من كل مناطق النزاع ( دار فور ، كردفان ، النيل الأزرق ، وشرق السودان ) وكل له عاداته وتقاليده وطقوسه في الحياة في ظل عاصمة لم تهيأ مسبقاً إلى هذا العدد المهول من السكان . وحتي لا يصاب الجميع (بعمي البصيرة ) فالينظر الناس إلي بعضهم البعض يتفقد الجار جاره من المأكل والمشرب والملبس والعلاج ، ويتفضل صاحب الظهر في الطريق ، ونُحيي كآفة سنن ديننا الحنيف وتطبيق شرعة القويم . .. ونرفع الأكفَ تضرعاً لله عزل وجل بأن تستقيم حالنا ويولي فينا القوي الأمين .