من المعلوم أن ظاهرة السكن العشوائي تعد من الظواهر السالبة وتشهد زيادة مستمرة بالمدن الكبرى وتعتبر الدول النامية أكثر المناطق تأثرًا بتلك المشكلة لعدم توفر العدالة الاقتصادية وتوزيعها بين المدن والريف ومن ثم ساهمت في زيادة النسبة بصورة كبيرة، وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن هناك أكثر من مائتي مليون مهاجر حول العالم في الوقت الراهن.. واستقبلت أوربا حوالى 70.6 مليون شخص في عام 2005م تلتها أمريكا 45.1 مليون مهاجر كما قدر عدد المهاجرين على مستوى العالم بحوالى 175 مليون، وفي السودان أظهرت الإحصائيات أن 17% من السكان من النازحين ويعد السودان من أكثر الدول التي تشهد نزوحاً على مستوى العالم وقدر عدد النازحين بأكثر من 5 ملايين نسمة منهم 2 مليون نزحوا بسبب الحرب في دارفور كل ذلك انعكس سلبًا على النظام الاقتصادي الذي كان سلفًا يعاني انعدام التنمية والتنمية المتوازنة ما أدى إلى التباين بين المناطق الحضرية والريفية وظهر ذلك في حجم العطالة، مستويات الاستهلاك، توزيع الدخول، سوء الخدمات وضعف البنيات الأساسية. وأكد وزير البيئة والتنمية العمرانية حسن عبد القادر هلال ارتفاع ظاهرة السكن العشوائي بالبلاد واصفًا الظاهرة بالخطرة مشيرًا لمساهمتها في انهيار الخدمات الاقتصادية وتفشي الأمراض بالمدن منوّها لعدم مقابلته بخطوات لاستيعاب المشكلة، وأرجع الأسباب للخلل الاقتصادي الذي بدأ منذ العام 1983م مشيرًا أن الخطط الإصلاحية لم تساهم في إزالة الترهل السكاني، وأوضح الوزير أن الخرطوم سجلت أعلى نسبة نزوح حيث بلغت 45%، فيما قدرت نسبة النازحين ب 40% من عدد سكان الخرطوم وطالب هلال بوضع خطة اقتصادية متكاملة لإعادة التنمية المتوازنة بالريف بتضافر كافة الجهات، لافتًا لضرورة أن يكون نظام التمويل فدراليًا وقال لا بد من إعادة التنمية الريفية بطرق حديثة ومتكاملة كالاهتمام بالإنتاج الزراعي والصناعي إضافة للصناعة التحويلية بهدف محاربة الفقر وتقليل نسبة البطالة، وقال نسعى لتنمية سليمة عبر توفير الحلول لتخفيف الضرر بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة وكشف عن مشكلات بالخدمات خاصة المياه ومياه الصرف الصحي، وأشار لضرورة توفير التمويل وتوزيعه بصورة عادلة بهدف إعادة التوازن وإيقاف الحروب، ومن جهتها أبانت د. إبتسام ساتي مقدم ورقة الأسباب النظرية لنشأة العشوائيات أن البلدان النامية في ظل وجود الهجرات الكثيفة والنزوح للمدينة ونمط التحضر السريع لم تواكبه حركة التصنيع، وواحدة من أهم المشكلات التي تواجه سكان المدينة والقادمين الجدد ندرة المساكن بصورة عامة والمساكن الصحية على وجه الخصوص مما زاد من نسبة السكان بدون مأوى، وأشارت إلى أسباب ديموغرافية وبيئية بجانب التنمية غير المتوازنة وضعف التنمية الإقليمية وتطبيق سياسات الإصلاح الهيكلي والتحرير الاقتصادي، وأوصت الورقة بضرورة وضع سياسات تنموية بجانب التوسع الرأسي في نظام السكن وتشجيع العودة الطوعية وتفعيل القوانين والتشريعات الخاصة باستخدامات الأراضي. مياه القضارف.. البحث عن حلول القضارف: الحاج السيد أكدت حكومة ولاية القضارف اهتمامها بقضايا المياه التي تمثل أولوية في برامجها ومشروعاتها التنموية وأوضح وزير التخطيط العمراني مهندس عبد العظيم مصطفى البدوي أن وزارته تركز جهودها للتوسع في تعميم خدمات المياه بالمدن والأرياف بإنشاء المصادر والشبكات، وأشار في حديثه ل (الإنتباهة) لافتتاح محطة مياه باسندا وخمس آبار بمدينة دوكة يمثل الهم الأكبر، منوهاً إلى أن العمل قد شارف على الانتهاء ب (سبع) آبار بكل من (كساب ومريود وعلام وأم خراييت وأم مليحة وباسندا والقلابات). وكشف البدوي عن تمكن وزارته من إيجاد تمويل بمبلغ سبعمائة ألف جنيه متبقي عقودات عند مراجعة العقودات السابقة، مبنيًا أنه قد تم تسخيرها لحفر سبع آبار جديدة بمحليات البطانة والرهد والفشقة والقلابات. وأشار وزير التخطيط عن قرب موعد إنهاء معاناة المياه بمنطقة مثلث العطش التي تشمل قرى العزازة صقورة وأم بليل وود وديدة حيث يجري العمل في مشروع مياه حقل ساسيب، مبنيًا أنه قد تم العمل في تركيب ثلاث آبار بمنطقة كشافات بتنفيذ الشركة الوطنية بتكلفة مالية بلغت أربعة مليار جنيه بتمويل ديوان الزكاة بالولاية كما شارف العمل على الانتهاء في الصهريج الخرساني بمنطقة الجب. وأوضح أن العمل يمضي بصورة طيبة في مشروع الحل الجذري لمياه القضارف بعد تحديد الجهة الاستشارية للمشروع موضحًا أن التكلفة الكلية للمشروع تبلغ (87) مليون دولار بقرض من بنك جدة الإسلامي للتنمية لمدة خمس وعشرين عامًا بفترة سماح ست سنوات بهامش أرباح لا يتجاوز 6% منوهًا لمشروعات حصاد المياه التي مولها بنك جدة خلال هذا العام لإنشاء ثلاثة سدود بمناطق دوكة وراشد والسرف الأحمر و(27) بتكلفة مالية بلغت (11) مليون دولار، ومن جهته أوضح مدير هيئة مياه ولاية القضارف المهندس صديق الخضر الدرديري ل (الإنتباهة) أن مشروع الحل الجذري يشتمل على محطة مياه ببحيرة سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت تنتج (75) ألف متر مكعب يوميًا، وخطًا ناقلاً من المحطة لمدينة القضارف بطول (60) كلم إضافة إلى إنشاء خزان جديد بجبل الشميلياب بسعة (25) ألف متر مكعب ليعمل بجانب خزان الجيش الذي تبلغ سعته التخزينية تسعة ألف متر مكعب مما يمكن من خلق إمداد مائي مستمر في الشبكة الداخلية للمدينة ومن جانبه أكد مدير التشغيل بهيئة مياه القضارف مصطفى إبراهيم مصطفى استقرار خدمات المياه بمدينة القضارف بعد جهود مضنية بذلتها الهيئة وإدارة المياه بالوزارة وذلك من خلال تنفيذ خطة