*الجمعة الماضية أعادت إلى أذهان الإسلاميين تفاصيل ما قبل قرارات (5) رمضان من العام 1999، ولم يدر بخلد أحد أن معلم اللغة الإنجليزية عبد الرحيم علي أن يقول للمستحيل (تبت يداك) ويجمع شمل الذين فرقت بهم الخصومات الفاجرة من أبناء الحركة الإسلامية السودانية، والذين فشل كل أخوانهم من تنظيمات الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي من الجمع بينهم بعد الحكايات المحزنة التي جرت في ذياك التاريخ المذكور ... أمس الأول استطاع عبد الرحيم أن يعيد الإسلاميين إلى البداية وفي بالهم أغنية فرفور (لو حتى نبدأ من الصفر .. الوحدة لازم تستقر) ...استطاع عبدالرحيم ان يزيل غبن استمر لخمسة عشر عاماً وكسر حاجز التلاقي بمبادرته ودعوته للأخوان أن هلموا إلى مسجد جامعة الخرطوم مكان التلاقي الأول في ستينات القرن الماضي، ثم صعد منبر المسجد وهو يذكر الذين تدافعوا إلى باحته بحشود كبيرة أدهشت المارة في شارع الجامعة، بحياة الشيخ المؤسس الدكتور حسن عبد الله الترابي في خطبة استمرت ل 60 دقيقة، ما بين تمجيد الشيخ والدعوة للوحدة . *ميلاده شهدت منطقة الخندق بالولاية الشمالية 1945 م صرخة ميلاد الدكتور عبد الرحيم علي، إذ لم تكن صرخته مجرد نحيب، بقدر ما كانت صرخة رضا أن قدم إلى الدنيا ليؤسس مع إخوته حركة للإسلام في السودان، ثم نشأ وترعرع وسط أسرة متوسطة الحال، كان والده يعمل بالتجارة، ومن ثم تحول للعمل الزراعي، تلقى بدايات دراساته بمدرسة (الخندق النصفية)، كما كان يطلق عليها آنذاك، ثم القولد الأولية، ثم القولد الوسطى، ثم مدرسة وادي سيدنا الثانوية، والجدير بالذكر أنه كان من الأوائل في بداية تعليمه عندما كان في المرحلة الأولية، ولكن يبدو أن اهتمامه بقراءة القصص، أثر على تفوقه في المرحلتين الوسطى والثانوية، وتقول سيرته إنه كان ومازال عاشقاً لكتب علم النفس والفلسفة . *عاشق الرحلات الخلوية رغم انشغاله بالدراسة و البحث العلمي إلا أنه يهوى رفع الأثقال وكرة القدم وألعاب القوى والسلة، وكان محباً للسباحة، التي لم يجد فرصة لممارستها بنادي الزوارق، كما عرف بعشقه للرحلات الخلوية، قال عنه القيادي بالإصلاح الآن أسامة توفيق إنه رجل يعشق العلم، تقي ورع يتجنب السجال نسبة لطبعه الهادئ، بجانب أنه رجل علمي من الدرجة الأولى، بارع في أن يكون مدرباً و أسوة حسنة لغيره. *من الخرطوم إلى أدنبرا ربما قاده عشقه لعلم النفس والفلسفة إلى الجمع بين دراسة الآداب والقانون، لكن يقول مقربون منه إنه درس الآداب ابتداءً، رغم رغبته الجامحة في دراسة القانون، حيث التحق بكلية الآداب جامعة الخرطوم في العام 1965م قسم الفلسفة والتاريخ، بالإضافة إلى دراسة اللغتين العربية والإنجليزية، وكان قد أبحر في دراسة اللغة العربية حتى نال شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبرا باسكتلندة عام 1977م، عن أطروحته (التركيب الأدبي للآية القرآنية)، وكان مشرفاً عليه المستشرق المعروف (مونتغمري وا ط)، الذي أوصى بترفيع أطروحته من ماجستير إلى دكتوراه مباشرة؛ والتي ترجمت مؤخراً إلى العربية، ونشرتها هيئة الأعمال الفكرية. كما عمل بالتدريس بجامعة أدنبرا لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد إلى السودان ليشغل منصب نائب مدير المركز الإسلامي الإفريقي حتى العام 1990م، و بعدها سافر إلى الجامعة الإسلامية بماليزيا، التي عمل بالتدريس فيها لمدة عام. و عندما رفع المركز الإسلامي الإفريقي ليصبح جامعة إفريقيا العالمية في العام 1990م، عُيِّن عبد الرحيم مديراً له، حتى العام 2001 وفي العام 2001م أصبح مديراً لمعهد اللغة العربية التابع للمنظمة العربية للعلوم والثقافة (الأليسكو)، يشغل الآن منصب الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية. *في المعتقلات بدأ انضمامه للحركة الإسلامية عندما كان طالباً بوادي سيدنا الثانوية في عام 1961 ، فكان مواظباً على حضور المحاضرات والندوات الإسلامية، وتأثر في بداياته بالداعية المصري "جمال عمار" في ذلك الوقت مع كثير من أقرانه، ومن بعدها انطلق في العمل السياسي حتى تم اعتقاله أول مرة حينما كان طالب بجامعة الخرطوم، بسبب حادثة (العجكو) الشهيرة حيث كان من المتهمين فيها، ومن ثم تكرر إعتقاله في عام (1970-1971)م ، عكف عبد الرحيم على حفظ القرآن في فترة اعتقاله، وبعدها عاد للتدريس مدة أخرى بعد أن أطلق سراحه من السجن السياسي. *مؤلفاته ألف رسالةً للطلبة اسمها «منهاج النبوة في الإصلاح الاجتماعي»، وكتب عدداً من البحوث نشرت في شكل مقالات بعدد من المجالات.