ليس بغريب ولا مدهش ان تستمر المناشط الاجتماعية بمدينة الخندق ذات التاريخ العريق والمجد التليد والمستقبل الواعد بإذن الله. كانت قلعة تاريخية في كل الحقب القديمة والحديثة تقف شامخة راسخة وذلك بفضل جهود ابنائها البررة، ولقد كانت الخندق من اكبر المراكز التجارية خلال القرنين الماضيين الثامن عشر والتاسع عشر وكانت تربط السودان بكل اجزائه عن طريق الاربعين الذي كان لاهل الخندق الفضل في اكتشافه ثم نهر النيل وبعض الطرق البرية الاخرى شمالاً حتى جمهورية مصر العربية وبعض دول الجوار الافريقية. ومن الدلائل الواضحة على ذلك الاتفاقيات التجارية التي صيغت باللغتين العربية والانجليزية والتي وجدت في بعض الدول العربية كمصر والمغرب والدول الاوربية كفرنسا وانجلترا وقد جاء الكثير منها في اصدارات الدكتور عبد الحميد محمد احمد «الخندق - التاريخ - الحضارة» وليس بغريب ايضا قيام بعض ابناء الخندق بأنشطة اخرى في مجالات كثيرة ومختلفة، ففي مجال التجارة انتشروا في جميع انحاء السودان، أما في مجال الزراعة فقد تأسس أول مشروع زراعي بالآلات الحديثة في قرية سلفي في ثلاثينيات القرن الماضي لمؤسسة المرحوم الحاج علي محمد ابراهيم والد البروفيسور عبد الرحيم علي واخوانه وما زال يقف شامخاً وذلك بفضل اتفاق وتعاون ابنائه. كذلك مشروع فرجي لمؤسسة المرحوم ميرغني السيد في اربعينيات القرن الماضي والذي يديره ابنه كمال ميرغني السيد وهذا المشروع مؤسسة اجتماعية فريدة فهو يضم جنسيات مختلفة ففيه الصعايدة والفلاتة والجعليون من ابناء الباوقة واهل المنطقة الاصليين ويقوم هذا المشروع على نظام الحواشات وانتاجه من الفاكهة مشهود له في السوق المركزي بالخرطوم. بعد هذه المقدمة التوضيحية التي لا بد منها نأتي لمشروع غرب الخندق لتوطين القمح هذا المشروع الرائد الذي لا يخلو من عبقرية أبناء الخندق وهنا لا بدلنا من الاشادة بالاخوين المرحوم فاروق عمر الملك والاستاذ عبد الله يس اولهما اقام مشروعا في رقعة من هذه الارض وكان يقوم بالري بواسطة المياه الجوفية اما الآخر فكان يقوم بالري من النيل ولكن ضيق ذات اليد حالت دون نجاح واستمرار هذين المشروعين. صفة مشروع غرب الخندق لتوطين القمح يقع هذا المشروع في ارض خصبة خالية من المعوقات الزراعية كالجير والعطرون والاملاح التي تكثر في بعض المناطق المجاورة للخندق وكذلك سهولة الري عن طريق نهر النيل والمياه الجوفية. هذا المشروع يقع في المنطقة شمالاً من قرية اوربي الى قرية شبعانة جنوباً 52 كيلو وغرباً من غرب شارع الاسفلت حتى مسافة 24 كيلو في مساحة قدرها 052 ألف فدان وزعت على «01» ألف حواشة «عشرة ألف حواشة» بواقع 52 فداناً للحواشة. قام بدراسة الجدوى لهذا المشروع نخبة من العلماء الزراعيين والاجتماعيين تحت رعاية ابن المنطقة الشهيد الزبير محمد صالح اسهم معه البروفيسور احمد علي قنيف وزير الزراعة السابق والشهيد محمود محمد شريف مدير الكهرباء سابقاً وابن الخندق المهندس الجيولوجي شادول احمد شادول، تم اختيار موقع المضرب بالخندق على النيل وقامت هيئة الكهرباء برفع 2 محول كهرباء وتوصيل الكوابل والاسلاك الهوائية بالمحول وهذه المعدات موجودة حتى يومنا هذا. قبل اربع سنوات جاء المستثمر السعودي الراجحي وأقام مشروعا في جزء من مساحة هذه الارض من الخندق حتى قرية شبعانة جنوباً ،وقام بزراعة قمح وعيش ريف فكان الانتاج كبيراً فاق كل التوقعات. والكل في انتظار قيام هذا المشروع .تطالعنا جريدة «الانتباهة» قبل فترة بقيام مشروع آخر وفي نفس المساحة باسم مشروع غرب القولد لزراعة القمح فالكل يتساءل من اين جاء هذا الشخص بهذا المشروع وما هي الجهة المصدقة لهذا المشروع وما القصد من إثارة هذا الموضوع؟ قبل سنوات قام مشروع حكومي غرب قرية البكري جنوب القولد المسافة بين البكري والقولد اقرب من المسافة بين الخندق والقولد فلماذا لم يسمِ هذا المشروع باسم مشروع غرب القولد؟ «للخندق رب يحميها». 1- تم اختيار الخندق كمكان مناسب لقيام برج تقوية الارسال التلفزيوني لاسباب فنية وقد شيد البرج وسط الخندق والمدهش بانه يحمل اسم القولد: 2- انشئ مركز مامورية الخندق في بداية القرن التاسع عشر الماضي 2091م وقد اقيم اول احتفال بتخريج اول دفعة للشرطة في الولاية الشمالية بالخندق في العام 4002م وذلك لمرور اكثر من مائة عام لقيام مركز مامورية الخندق وكان احتفالاً كبيراً حضره بعض المسؤولين من الخرطوم والولاية الشمالية. 3- في العام 2191 من القرن الماضي افتتح اول مكتب بريد في المنطقة بالخندق وقد توقف العمل في كل مكاتب البريد بالسودان. وفي شهر فبراير الماضي 1102م زار الخندق وفد من الشركة الجديدة سودابست لاعادة فتح مكتب البريد بالخندق وقد فتحت كل المكاتب شمال وجنوب الخندق ولم يعد فتح المكتب حتى الآن علماً بان المكتب القديم في حالة جيدة. 4- تم تشييد اول كبانية في المنطقة بالخندق 42 خطر في العام 4791 وعند قيام الشركة الجديدة «سوداتل» قررت بناء كبانية جديدة بالخندق ولكن وبكل اسف تم البناء في قرية اخرى جنوب الخندق وهي تحمل اسم الخندق. 5- اقيم أول مشروع لمياه الشرب بالخندق في العام 7791م وما زال حتى الآن يؤدي خدماته للمواطنين بامتياز. 6- الخندق في كل الخرط العالمية «الاطلس» والاقليمية وذلك كمنطقة لها أهميتها التاريخية. «ولا نعلم ماذا فعل الله بها في الخرط الجديدة ان كانت هنالك خرط جديدة». 7- عسكر بها جيش القائد عبد الرحمن ود النجومي في ضيافة الياس ود احمد وقد التحق بجيش ود النجومي مجموعة من أبناء الخندق على رأسهم عبد اللطيف والد البطل علي عبد اللطيف قائد ثورة 4291 وقبره موجود بالخندق. 8- زارت الخندق في ثمانينيات القرن الماضي الباحثة اليابانية كورينا كوريتا التي وثقت لثورة 4291م ولقائدها البطل علي عبد اللطيف وزميله عبيد حاج الامين واثبتت انتماءها للخندق وألفت كتابا باسم ثورة 4291م وهو موجود بالمكتبات. 9- تواصلت مجهودات شعبة الآثار جامعة الخرطوم فبعد المسح الاثري خلال الاعوام 6002 - 9002م والمجهود الكبير الذي بذل لايجاد الدعم لقيام هذا المشروع والذي كلل بحمد الله بالنجاح، قامت دكتورة انتصار صغيرون الزين صغيرون عميدة كلية الآداب جامعة الخرطوم ورئيسة المشروع بزيارة للخندق في الشهر الماضي «فبراير» لاجراء الترتيبات اللازمة لبداية العمل ،فبجانب الاستراحة سوف تتم صيانة منزل المأمور وقصر سيد النور الخبير كمتحف مؤقت والتصديق موجود بالنسبة للاستراحة ومنزل المأمور. 01- وأخيراً صارت السياحة من اهم الموارد المالية لكثير من دول العالم وفي السودان اعطت الحكومة هذا الموضوع اهتماماً كبيراً والولاية الشمالية تسخر بمواقع اثرية كثيرة والخندق تعتبر من اهم المناطق بالولاية الشمالية لانها منطقة اثرية اولاً ثم لموقعها الاستراتيجي الذي قل ان يوجد في اي مكان آخر في الولاية الشمالية،ولقد اعدت الوزارة دراسة جدوى لهذا المشروع الكبير سوف نبذل الجهد لقيامه. وبالله التوفيق