تصوير: سفيان كتب فريق الهلال السوداني الفصل الأسوأ في روايته الطويلة بدوري أبطال أفريقيا، عندما سقط من المدرج الأول وأفسح الطريق للأهلي طرابلس الليبي ليمر بسهولة للدور الثاني برغم فوزه بهدفين لهدف، عطفاً إلى نتيجة الذهاب التي خسرها بهدف، وجاء المباراة التي خسر الأزرق رهانها وغالط فيها التوقعات على ملعبه عصر أمس الأحد، ورسم فيها المصري طارق العشري أسوأ طريقة على المقلوب (موكورو يمين وبشة شمال) مع تباعد في الخطوط وفراغات في الدفاعات وأخطاء بلا حدود في كل مرتبع ومكان، ليتوه الأزرق في أفريقيا بعد سنوات كان فيها رقماً دائم الحضور بالدور نصف النهائي. هدف مبكر لم يمهل مدثر كاريكا المشاهدين والفريق الضيف أكثر من دقيقتين حيث وصل لشباك الحارس أحمد الفيتوري من نقطة الجزاء بعدما حاول النيجيري موسيس نوركوما إبعاد الكرة بيده، وقبل ذلك كان الهلال قد كشف عن نواياه الهجومية منذ البداية وتحرك بكلياته نحو الهجوم عن طريق شيخ موكورو وكاريكا نفسه ونزار حامد.. وبعد الهدف نشط الضيوف من أجل معادلة النتيجة وظهروا في أكثر من محاولة مؤثرة، فيما تراجع أصحاب الأرض إلى المنطقة الدفاعية مع تعدد الأخطاء في التمرير بوسط الملعب، الذي أخفق في التصدي لطلعات الليبيين ليفتح الطريق ويضع المدافيعن تحت الضغط. تفوق الضيوف تفوق الفريق الليبي على الهلال واستحوز على أجواء المباراة بالكامل وفرض أسلوبه بفضل مهارات لاعبيه وسرعة الحركة والتنقل من منطقة إلى أخرى، ونجح في المراوغة والعبور عبر كل الخطوط، خاصة على الناحية الشمال، بفضل حيوية محمد صولا ومحمد الغنودي، الذي تسرب خلف الجميع في غياب التغطية الدفاعية والشرود الكامل مستقلاً خطأ قاتل للغاني صمويل أبيكو ووضع الكرة في الشباك «د41». أحرج الليبيون فريقنا كثيراً وأعملوا مهاراتهم كيفما شاءوا وتحركوا بكامل الحرية وراوغوا لاعبي الهلال بكل الطرق وفتحوا شوارع واسعة باتجاه مرمى الحارس ماكسيم بصورة أقل ما توصف به أنها مخجلة. سيناريو للنسيان وجد الأزرق فرصة للتقدم مرة ثانية من ضربة مخالفة على رأس 18 نفذها أطهر الطاهر بصورة ضعيفة جداً، وبرغم ذلك أحدثت ربكة في الدفاع الليبي، إنتهت دون فائدة بفعل ارتباك الهلال هجومياً، لتنتهي معها الحصة الأولى بسيناريو للنسيان. تبديل وتحسن استعان طارق العشري، مدرب الهلال مع بداية الحصة الثانية بالثنائي محمد عبدالرحمن والغاني كينيدي ايشيا «وليد الشعلة وشيخ موكورو» من أجل تحسين الأداء في الوسط والهجوم، وكان له ما أراد من خلال التماسك واستعادة التوازن في منطقة البناء والمناورة، وتراجع الأهلي تباعاً لذلك إلى منطقته الدفاعية. عودة ولكن..! عاد كاريكا بالهلال للتقدم مرة ثانية من نفس النقطة «علامة الجزاء» برغم نجاح الفيتوري في الإبعاد في المرة الأولى، مستفيداً من ابعاد محمد صولا لتصويبة بشة التي كانت في طريقها إلى الشباك. رفع الهلال من وتيرة الأداء أكثر بعد الهدف ومارس الضغط على الجبهة الليبية من العمق والأطراف وصنع أكثر من سانحة مواتية للتسجيل، أبرزها لبشة، الذي ترك الكرة تمر أعلى منه داخل الست ياردات بعد جهد مقدر لنزار حامد في العبور على اليمين، وعمل الفريق الضيف على تمويت المباراة واللجوء لقتل الزمن بادعاء الإصابات وطلب الإسعاف للعلاج، ونجح في هذه الناحية. مغامرة وطرد غامر العشري بالدفع بوليد علاء الدين لزيادة القوة الهجومية على حساب لاعب المحور نصرالدين الشغيل، لينكشف ظهر الفريق ويتعرض عمار الدمازين للطرد بالبطاقة الحمراء لاعتراضه مهاجم الأهلي في لعبة مرتدة، وقاد الهلال عدد من الهجمات غير المنظمة تصدى إليها الدفاع الليبي بامتياز، محققاً هدفه من المباراة. إقالة العشري إنتهى كل شيء بسبب الفكر الفني الضعيف للمدرب المسمى بطارق العشري.. وإن كان لجماهير الهلال من مطلب أول فهو إقالة هذا المدرب على وجه السرعة والحجز له في أول رحلة إلى القاهرة ليعود إلى أهله في كفر الدوار سالماً غانماً.