الزيارة الخاطفة لوزير الخارجية المصري السفير سامح شكرى للخرطوم أمس، والتي امتدت لساعات تكتسب أهمية قصوى كونها تتعلق بعدد من الملفات وتنسيق المواقف والأجندة ذات العلاقة بأثيوبيا والتهديد الأثيبوبي لمصر، بجانب العلاقات الثنائية والترتيبات الجارية لإعداد اللجنة العليا المشتركة بين الرئيس المشير البشير ونظيره المشير عبد الفتاح السيسي. تقرير:أحلام الطيب مخاوف مشروعة وفيما يبدو أنه كلما رمقت أثيوبيا مياه النيل الأزرق بنظرة تعود بمنفعة اقتصادية على بلادها، ارتفعت خفقات قلب مصر وارتمت في أحضان الخرطوم خوفاً على مصالحها التي تهددها الأولى بسد النهضة، ولم تكن زيارة الوزير المصري ببعيدة من هذه الصورة الدراماتيكية، حيث أن بلاده تعول على جارتها على الحدود الجنوبية كثيراً في أن تعزز من موقفها خلال المفاوضات التي لازالت تتعثر بين الأطراف المعنية بالأزمة التي فجرها اعتزام أثيوبيا تشييد سد النهضة، وإعلانها عن اتجاهها لتشييد سدود أخرى مماثلة . ولم ينشغل الجانبان السوداني والمصري، خلال اللقاء الذي جمع بين وزيري خارجيتهما غندور وشكري أمس بأي ملف قضية أخرى عالقة بين البلدين خلافاً للقضية الأكثر سخونة التي تشاركهما فيها أثيوبيا والمتعلقة بسد النهضة، حيث لم تكن زيارة شكري هي الأولى من نوعها للبلاد منذ اندلاع أزمة السد، بل سبقتها أربع زيارات ناقشت في مجملها التنسيق الثنائي الاقليمي المشترك للخروج من عنق الزجاجة، وضرورة وضع حد للقلق المصري تجاه الطرف الأثيوبي، لاسيما فيما يتعلق بالإعلان الأخير الذي جاء على لسان رئيس الوزراء الإثيوبي المتعلق بتشييد مشاريع أخرى على النيل قبل أن تعالج أزمة سد النهضة، وضمان عدم المساس بحصة مصر التاريخية من مياه النيل، لاسيما وأن خبراء مصريين اعتبروا إعلان إثيوبيا بناء سد جديد للطاقة الكهربائية بطاقة ألفي ميغاوات يهدف إلى استفزاز مصر وجرها بعيداً عن مسار التفاوض، بغية هيمنة أديس أبابا على مياه نهر النيل، سيما بعد اكتمال نحو (50%) من سد النهضة * تمسك مصر وفى خطوة ليست بالجديدة فإن مصر ظلت تتمسك بالوساطة السودانية للتعامل مع أديس كلما لاح فى الأفق غضب مصري تلجأ القاهرة للخرطوم خوفاً على حصتها في مياه النيل، وتهديد إسرائيل لها عبر أديس، على ضوء توافق القيادتين السودانية والمصرية الذى ينطلق من مصلحة الشعبين، ويرى دبلوماسي رفيع فضل حجب اسمه ل (آخر لحظة) إن حقيبة شكري لن تخلو من ملف سد النهضة والسدود الجديدة التى تعتزم أديس أبابا تشييدها على النيل الأزرق، مشيراً لاحتجاج القاهرة قبل ساعات في أعقاب آعلان اديس تشييد سد جديد، ويتابع الدبلوماسي أن زيارة شكري غير المعلنة تأتي فى سياق الخوف مما يدور فى دهاليز أديس أبابا * لقاء البشير لم يكتف الوزير المصري بمقابلة نظيره بل التقى أيضا رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وقال إبراهيم غندور في تصريحات مقتضبة عقب الاجتماع إن اجتماع شكرى بالرئيس تناول قضية الاتفاق الثلاثي المشترك بين السودان وأثيوبيا ومصرحول التعاون الثلاثي، فيما يتعلق بقضايا اقتصادية سياسية أمنية اجتماعية ثقافية، ووقف على الاستعدادات الجارية لعقد اللجنة العليا بين مصر السودان على مستوى وزراء الخارجية فى القاهرة الأيام القادمة كاشفاً عن وصول نائب وزير خارجية مصر للخرطوم خلال الأسابيع القادمة لإكمال ما تبقى من عمل للجنة المشتركة للإعداد للقمة المرتقبة بين روؤساء الدول الثلاثة، وكشف غندور عن أن اللقاء تناول في مجمله خمس قضايا تمثلت فى التعاون السوداني المصري وما تم من تقدم محرز فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبحث العلاقات العربية والاقليمية والتحديات التي تواجه البلدين على مستوى القارة الإفريقية * سر الرسالة وحمل شكري رسالة شفهية من السيسي للبشيرتحدثت عن العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال شكري للصحفيين أمس إنه كلف من قبل الرئيس السيسي لنقل رسالة للبشير تؤكد التقدم والاحترام لما وصلت إليه علاقات الخرطوموالقاهرة، مشيراً لعزم السيسي والتزامه بما توافق عليه مع البشير توطئة لاستمرار العمل المشترك ودعم العلاقات السودانية المصرية وايجاد كافة الفرص لتحقيق مصلحة البلدين نحو التنمية والازدهار