* كان هناك اعتقاد سائد بين عدد من مواطني كسلا أن طائر الخداري يحمل أجنحة مباركة، ما أن يهبط بها على منزل في المدينة إلا وبشره بفرح قادم، ثم مضت السنون لتكشف لنا أن ما يحكون به عن الخداري أصبح مجرد وهم بين الأحباب في مدينة كسلا ، وذلك بعد مشاهدتهم لأجنحته المباركة تهبط على كثير من المنازل دون أن تفعل فعلها في الإتيان بأعراس للعذاري، الشئ الوحيد الذي خرج به الخداري منتصراً هو أن أجنحته وجدت حماية من بنادق الصيادين، بإعتبار أنها أجنحته مباركة تصطاد من يصطادها. * كل من استمع لصوت الفنانة منار صديق، يشعر أن مشاعره قد تحولت إلى طفل يركض خلف فراشة في حديقة، أو أنه أصبح فرداً من جوقة الإنشاد يجوب الفيافي بحثاً عن حملة الأحزان ليمسح دمعة هنا ويزرع بسمة هناك، أما عن التزامها برسالتها كفنانة فإن معظم العاملين بالوسط الفني يتفقون معي تماماً أنها وبالرغم من هيمنة الأغنيات الهابطة علي الساحة، بل تظل في بعد دائم عنها كأنها شيء حرام. * أثناء سباق عالمى للخيول بمدينة نيو ماركت شاركت فيه الاميرة (آن) بواحد من خيولها محبب إلى قلبها، وبمجرد القيام بإطلاق صافرة البداية كان فرسها الأسود اللون يركض كأنه يطير في الهواء إلى أن وصل لمنصة التتويج حائزاً على المرتبة الأولى، وذلك في أقل من الدقيقة الواحدة قطع خلالها مسافة سباق (الألف كليومتر) وبما أن الأعراف الملكية لا تسمح للملوك والأمراء أن يكشفوا عن مشاعرهم أمام العامة من الناس إلا أن الأميرة (آن) كسرت هذه القاعدة، حيث قامت بتقبيل فرسها الحاصل على المرتبة الأولى بين عينيه وسط عاصفة من التصفيق، والمعروف عن الأميرة (آن) أنها تعتبر من أكبر ملاك الخيول المهجنة في العالم، أضف إلى ذلك أنها قد حصلت على معظم الجوائز الخاصة ببطولة اختراق الحواجز على مدى سنوات متتالية، فقد أكد بعض المقربون منها أنها يمكن أن تدفع نور عينيها ثمناً لحصان لونه أسود وذلك لشدة افتتانها بالخيول السوداء. * وجه الشاعر مختار دفع الله دعوة للشاعر الراحل مصطفى سند عليه الرحمة، وذلك بمناسبة ميلاد طفله الأول إلا أن سند لم تساعده الظروف لتلبية الدعوة، اتجه مختار ذات نهار إلى منزل الشاعر الكبير وهو يضمر في نفسه شيئاً، خرجت إليه زوجة الشاعر الراحل لتقول له إنه غير موجود ، فقال لها بصوت جاد أرجو أن تخبريه أن ابنه من زوجته الأولى قد حضر لزيارته من مدينة ملكال ، ثم مضى في طريقه، حين عاد سند إلى منزله وجد زوجته وقد هيأت نفسها للخروج إلى منزل أهلها بعد أن صدقت ما قاله مختار ، ذهب سند عليه الرحمة إلى منزل الأخ مختار صانع المقالب وأصر عليه أن يعود معه إلى المنزل قبل أن يحترق ، وافق مختار على تهدئة العاصفة ولكن بعد أن عاهده سند بأنه لن يخلف له وعداً مرة أخرى. * تعرض أحد المعلمين إلى ظرف مادي صعب دفعه إالى القيام بطلب سلفة من أحد طلابه على أن يردها إليه في أقرب وقت ممكن, لم يتردد الطالب في مد يد العون لأستاذه حيث قام بتسليمه المبلغ المطلوب كاملاً ثم توالت الأيام دون أن يتذكر الأستاذ أن عليه ديناً واجب السداد, وقد عز على الطالب أن يتحدث إلى أستاذه عن حاجته الماسة إلى ذلك المبلغ فلجأ إلى الصبر الجميل عسى أن يجد من خلاله مخرجاً, ذات يوم كانت هناك أمسية شعرية شارك فيها عدد من الأساتذة والطلاب, وقد كان من ضمن المساهمين فيها الطالب المغلوب على أمره والذي أتته الفرصة سانحة حيث قام أستاذه بتقديمه كواحد من طلابه الموهوبين في كتابة الشعر إلا أنه قبل أن يصل الطالب إلى المنصة لتقديم قصيدته عرج على أستاذه وهو يهمس في أذنه قائلاً نعم أنا (طالبك..وطالبك) وفهم الأستاذ القصد من وراء المعنى في اليوم التالي رد إليه دينه كاملاً.