يوم الاثنين 21/3/2016م بكل جرأة احتفلت كل قنواتنا ومؤسساتنا حتى مساجدنا بعيد الأم واتخذت منه موضوعاً لخطبة الجمعة، ودائماً يدس السم في الدسم حتى يبتلع الطعم، لماذا الاحتفال بالأم فقط؟ وكل آيات دستورنا القرآن يخاطب الأم والأب سوياً ابتداءً من حواء وآدم (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا...) الأعراف (20) (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي ...) الأعراف (21) ،( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير) سورة لقمان الآية (14)، بدأت الوصية بالوالدين وختمت بالشكر للوالدين، ولم نجد آية في القرآن فصلت بين الأب والأم أو حديث شريف فصل بينهما، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك)، ولم يفصل بينهما والحديث (فيهما فجاهد)، لأن الأب والأم ركنا ،الأسرة في الإسلام ليست كالأسرة في الغرب، قد تكون الأسرة في الغرب من زواج المثلين (رجل ورجل إمرأة وامرأة امرأة وحيوان رجل وحيوان كالقطط والكلاب ومثلهما)، وهذا لا يأتي بنسل، كما حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث (تناكحوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، والأسرة في الإسلام كالولاية تماماً يحتاج للقوي الذي يمثله الأب، والأمين الذي تمثله الأم من رعاية وتربية، والأسرة لها رسالة وحقوق وواجبات كل مسؤول منها، وإذا كانت الأسرة في الغرب من أم وأب، فإن دور الأم مثبوت بالفطرة لأنها هي التي تلد، وأما الأب مجهول فهو واحد من عشرات الأخدان فلا يميز الأب، لذلك كانت فلسفة الغرب بالاحتفال بالأم التي انتزعت حقها بالفطرة وانطمست هوية الأب بمنطق الإباحية فلماذا نجاريهم؟ فلنخالفهم ونحتفل بالأسرة كاملة أباً وأماً وأولاداً، لأن لكل منهم حقوق وواجبات وكلكم راع .لقد درج الغرب على الأعياد فجعل للسنة أعياداً وأياماً كاليوم العالمي للكتاب، واليوم العالمي للشعر، اليوم العالمي للدرن، اليوم العالمي لغسل الأيادي وهكذا، ونحن الذين علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نغسل أيادينا قبل وبعد الأكل وأن نأكل بيميننا ونسمي الله ونستاك خمس مرات ثم نغتسل خمس مرات في اليوم كل عضو ثلاث مرات، هل يبقى من درننا شيء، وجعلوا للحب عيداً وأخشى أن يجعلوا للفاحشة أيضاً عيداً، فما بالنا نتبعهم القزة بالقزة ولو دخلوا جحر ضب لدخلناه كما أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم، وأيضاً ورد في الأثر (يَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ , حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَأْتِي أُمَّهُ عَلانِيَةً، لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ). ربما يأتي علينا أهل الغرب أن يقسموا كل أيام العام إلى أعياد فنتبعهم في ذلك، وبذلك نكون قد تركنا القرآن الذي حوى 114 سورة و6666 آية هو دستورنا الذي أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ليكون بلسماً شافياً لكل زمان ومكان حتى يرث الله الأرض ومن عليها (وما فرطنا في الكتاب من شيء)، لقد أرادوا أن يستبدلوا لنا ديننا الحنيف عبر رسولهم منظمة الأممالمتحدة ومكاتبها وفروعها ومنظماتها التي تدار عبر ماسونية اليهود والمسيحية. ولو اجتمع كل علمائهم وآخر تكنولوجيتهم بأن يأتوا بدستور مثل القرآن، لما استطاعوا والله أكبر وحدها تهدم وتهزم ما بنوه في قرن في جزء من الثانية، لأن عندما يصيح بها المسلم تملأ ما بين السماء والأرض. ولو جعلوا في السنة 360 عيداً ويوماً لم يضاهوا عيدي المسلمين، عيد الفطر بعد صيام وقيام وعيد الأضحى بعد فداء وحج، ولم يذوقوا واحداً على مليار من حلاوته مهما عملوا. وختاماً لا توقروا أصحاب البدع فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من وقر صاحب بدعة فقد عان على هدم الإسلام)، فما بالكم باتباعهم؟.. هل في الإسلام وفي التاريخ قديمه ومتوسطه ومعاصره وأيضاً في الحاضر وخاصة في السودان، هل توجد أم غير مثالية في رسالتها؟.. فالأم منذ صدر الإسلام شهيدة ومحاربة وأم الشهيد وزوجة الشهيد القانتات العابدات شقائق الرجال كلهن مثاليات، فجردوا في التعبير حتى لا تظلموا، صبراً جميلاً والله المستعان على ما تصفون .