ألتقيته على غير المعتاد، لم يكن هاشاً باشاً منفرج السريرة، قلت: مالي أرى الوجوم يخيم على وجهك، قال ابنتي، قلت في فزع: أرجو أن لا يكون أصابها مكروه؟.. رد: بخير، لكنها رمتني بسهم جارح، قلت أفصح.. قالت: أعلم أنك لست أسوأ من معظم الرجال، ولكنني أظن أنك أحسن منهم وأنني أنظر إليك كأب، قلت ما الذي دفعها أن تقول ذلك؟.. قال إني فكرت في الزوجة الثانية، هنا عقلي كاد ينزاح قلت ماذا تقول؟.. رد: الذي سمعته، قلت كيف تفكر في أخرى وأنت الذي ناضلت نضالاً فاق نضال أبو عمار عليه الرحمة من أجل القضية الفلسطينية حتى وصلت إليها، كيف تفكر في أخرى وقد وهبك المولى زوجة ذات جمال صارخ يدير الرؤوس ويلوي الأعناق؟.. هل نسيت أنك من أطلق عليها اسم فينوس؟.. هل نسيت ذلك اليوم الذي قبلتك فيه زوجاً؟ السعادة التي غمرتك ولم تسعك الدنيا يومها، يا ترى هل التي اخترتها أجمل منها؟.. سكت برهة ثم قال بعد أن أطلق زفرة دون تحيز أو تجنٍ.. أقل من العادية.. ثم أردف الرجل يجري وراء المرأة الجميلة، لكن هل الحياة تستقيم في بيت كل ما يعني الزوجة فيه أن تهتم بجمالها وتعتبره نقطة ارتكاز في علاقاتها مع زوجها، معتبرة أن جمالها هو الذي يجذبه إليها، عندما تستسلم المرأة للغرور وتعتقد أن القدر لن ينصفها، وأنها كانت جديرة لرجل أفضل من زوجها، أرفع مكانة وأن مثلها خلقت لتعيش في الرفاهية وتتقلب في النعيم، ما دفعني من الزواج من أخرى البحث عن الحنان والفهم والنظرة العملية للأمور والحياة.. أبحث عن غذاء لروحي الجائعة، أبحث عن حديث عذب متصل.. أبحث عن جمال النفس وحلاوة الروح، أبحث عن إنسانة تعطيني الحنان قبل الحب.. وهذا ما تفتقده فينوس.