ربما الصدفة وحدها التي دفعت بالبرلمانية المفصولة مواهب السيد تحت قبة البرلمان رغم انها كانت احدى ثلاث محظوظات تقدمن قائمة المرأة التي دفع بها الحزب الاتحادي الى مفوضية الانتخابات لاعتمادها لخوض انتخابات المجلس الوطني للعام 2015م ..مواهب كانت في رحلة عمل خارجية ولما هبطت طائرتها بمطار الخرطوم تفاجأت بالخيل مسرجة أمام بوابة صالة الوصول لتلحق بركب شقيقات آخريات سبقنها إلى تحت القبة . سلالة جارتوبو وحسبما تقول مقربة منها أن مواهب دائماً ما تفتخر وسط زميلاتها في الحزب بأنها من سلالة أسرة ختمية ومن بيت تسلم مفاتيح خلافة الطريقة الختمية من مولانا السيد علي بمنطقة جريف شيخ جنوب شندي وكان قد وقع الخيار على جدها (جار توبو ) ليشغل المنصب المتقدم في طريق الإمام الختم ، ومن باب من شابه أباه فما ظلم سلكت مواهب طريق أجدادها وولجت إلى عالم السياسة من باب الحزب الاتحادي الديمقراطي منذ نعومة أظفارها ، وكانت ومازالت تنشط في أروقة الحزب الذي تمثله في الجهاز التشريعي في الدولة كنائبة برلمانية وعضو لجنة الزراعة في المجلس الوطني . ذكريات طفولة وبالرغم من أن مواهب لازالت تحتفظ بذكريات الطفولة في بلدة جريف شيخ إلا أن سيرتها تقول أنها نشأت وترعرعت في أرض البطانة في رفاعة آل ابو سن حيث رافقت والدها الشرطي الى هناك منذ سنوات طفولتها الاولى حيث اكملت كافة مراحلها الدراسية هناك الابتدائي ، والمتوسطة ، والثانوي ، ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية الزراعة في منتصف تسعينات القرن الماضي وتخرجت منها بدرجة البكلاريوس ثم نالت درجة الماجستير من نفس الجامعة ولازالت تجلس في قاعاتها توطئة لنيل درجة الدكتوراة . ثورة الشقيقات أثناء سنوات دراستها بالجامعة التحقت مواهب برابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين ومن زميلاتها في رحلتها العصيبة تلك خلال سنوات الانقاذ الأولى الوزيرة السابقة اشراقة سيد محمود ووزيرة الثقافة والاعلام بولاية الجزيرة انعام حسن عبد الحفيظ ولبنى احمد حسين ثم ناضلت معهن حتى صعدت الى مركزية الطلاب الاتحاديين في الجامعات السودانية وعملت مع عدد من كوادر الحزب الطلابية الشهيرة من أمثال بابكر فيصل وقريب الله وعمر خلف الله وكريمة وزير التجارة السابق شذي عثمان عمرالشريف ، ثم دخلت في معركة كبيرة مع قيادات حزبية كانت ترفض مشاركة المرأة في مواقع قيادية وقادت مع رفيقاتها اشراقة وسلمى الجنيداوي حتى اقتلعن موقعا للمراة الاتحادية ونلن أمانة كاملة للمرأة في حزب موغل في الذكورية ويرفض أن يولي أمره إلى إمرأة بيد أن حرائر روابط الطلاب الاتحاديين حررن العقول الذكورية الحزبية وتقدمن الصفوف بعد أن كانت محرمة عليهن لاسيما وأن من بينهن الآن من تقلدن مناصب تنفيذية وتشريعية مرموقة في الدولة فنالت اشراقة منصب وزيرة لسنوات طويلة ولا زالت تمثل حزبها في البرلمان في وقت شغلت فيه مقررة أمانة المرأة السابقة عائشة أحمد محمد صالح منصب نائب رئيس البرلمان بفضل ثورة القوارير التصحيحية داخل الاتحادي . العنيدة الحمقاء لم تكن صدفة أن تواصل مواهب ثورتها داخل الحزب وحسب مقربة منها فإن مواهب عنيدة وأحيانا تكون (حمقاء) وثائرة لا ترضى الانقياد ودائما ما تتمرد على واقع الحزب المأزوم وتجهر برأيها ، هذه الميزة ربما تكون الخيط الرفيع الذي يربط بينها وبين زميلاتها في المرحلة الجامعية اشراقة سيد محمود فالأولى تناضل داخل الاتحادي الأصل وتصارع في أمانة التنظيم وتقود ثورة داخل حزبها ، والثانية أشهرت سيف القانون على الأمين العام لحزبها جلال الدقير وقادت ثورة قانونية عنيفة مكنتها من الانتصار قانوناً على رجل قوي الشكيمة ويتمتع بكاريزما كبيرة وسط قواعد الحزب ، فهل تتنصر مواهب على أمانة التنظيم بحزبها بعد أن قررت فصلها نهائياً من الحزب ام أن الأمانة ستطيح بثورتها وتكون ضمن زمرة الذين طالتهم سيوف المجزرة الشهيرة في العام الماضي ؟ .