دائماً مانسمع بأن الزمن الجميل قد فات وولى، وفي اي من أحاديث البعض وسمرهم، خاصة إذا كانوا من رواد الزمن الجميل كما يقولون يتحسرون على زمننا هذا، ويبكون على زمانهم الذي يصفون كل شيء فيه بالبساطة وحسن المعشر. ونحن نقول أيضاً مازلنا متمسكين بتلك الصفات الحسنة، لكن هنالك بعض العوامل التي طرأت علينا وأفسدت علينا كثيراً من الأشياء . الطلاب في الماضي كانوا رمزاً للتواضع والاحترام، ورمزاً للتفاخر فيقول الأب (والله فلان ولدي خلاص السنة دي ممتحن للشهادة الكبيرة) لكن الآن أين الاحترام، بعض من طلابنا اليوم يتخلفون عن التعليم تجدهم أثناء اليوم الدراسي في الطرقات العامة، هذا إذا لم يتعاطوا السجائر والبلاوي الأخرى . الشيء الذي دعاني الى كتابة هذا المقال هو ظاهرة الغش التي ظهرت في امتحانات الشهادة الثانوية، والتي ضبطت فيها أجانب وهذه كارثة أخرى، (الأجانب وجرائمهم في بلادنا الحبيبة -(سنعاود لهذا الموضوع في مقال منفرد- نعود للغش في الامتحان هذه ظاهرة قديمة، لكن تبلورت بصورة مخيفة في الآونة الأخيرة، وللأسف ليس فقط في مراحل التعليم العام، بل في التعليم العالي وفوق العالي ..لاحظت بعض الطلاب يركزون جهدهم على المراقب، تجدهم يتمنون أن يكون المراقب من المتساهلين أو الغاضين الطرف عنهم، وبهذا اللفظ يقولوا( والله لو كان المراقب فلان داك مانجحنا ياعمك) أو(والله المراقب لو كان صعباً ياهو ابا يفكها لينا). إذن المراقب مشترك أيضاً في هذه الجريمة وهو عدم التركيز أو الانشغال بأشياء أخرى داخل غرفة الامتحان، وتؤدي الى ذلك الغش... ولعل السبب الأول والأخير يرجع الى الأسرة والمدرسة، ففي الأخيرة تعطي الدروس الأكاديمية فقط دون التربية والأخلاق.. إذن لابد من مراجعة المناهج وإدخال القيم الأخلاقية المأخوذة من الكتاب والسنة وأن نعلم أبناءنا أن الفشل أو عدم النجاح في الامتحان ليس بعيب، بل العيب أن تأخذ أجوبة ليست من جهدك، ونعلمهم أيضاً أن من يتق الله يجعل له مخرجاً كما في الآية . أيضاً بالنسبة لطلاب التعليم العالي، لا بد أن نذكرهم فإن الذكرى تنفع المؤمنين مع بداية العام الدراسي الأولي لا تكن فقط قوانين ولوائح موجودة، لابد أن يكون هناك اختصاصي علوم اجتماعية وعلم نفس.. إن نتائج الغش هذه سنجدها في المستقبل، والطالب غير المجتهد ينجح بمجهود غيره أو مايسمي) بالبخرات (سيعاني في العمل هذا إن لم تحدث مصيبة خطأ طبي يؤدي الى الموت، أو خطأ هندسي يعيق الطرق وهدم المباني وبنائها من جديد . أما الجزء الثاني من مقالنا العنف الطلابي الذي تبلور في العقد الأخير حيث المشاجرات والاصابات بل حتى الموت. نعم الجامعة هي منفذ الطلاب للسياسة والثقافة والرياضة وغيرها، لكن لا بد أن يكون كل هذا في حدود من الجانبين، إدارة الجامعة أن تعمل ما عليها تجاه الطلاب، وأن توفر لهم جميع سبل وتهيئة البئية العلمية ..ومن الجانب الآخر على الطلاب احترام الحرم الجامعي، وعدم المساس به عند وقوع اي فوضى -كما رأينا من قبل حرق جزء من ممتلكات الطلاب- لا نقول ممتلكات الجامعة- لأنها ملك للطلاب والأجيال القادمة، أيضاً عدم انصياعهم للسياسيين الموجودين في بيوتهم، ويتنسمون الهواء الطلق اصحاب الهواء الذين يدعون عدم الحرية، ويملأون فكرهم بأشياء لا تفيدهم ولا تحقق لهم الهدف الأساسي ألا وهو التحصيل الأكاديمي بتفوق، وهنا بسبب ذلك العنف يتأثر كثيرون عند إغلاق الجامعة لزمن طويل لا علاقة لهم بالعنف السياسي وهدفهم فقط التعليم ..الأسر أيضاً تتأثر بذلك، حيث يخرج الأب من الصباح للمساء لكي يوفر لابنه قيمة كتاب أو لقمة عيش يسد بها رمقه، بل يريد الأب أن يتخرج الابن وتمر السنيين لكي يقف معه ويشيل الحمل، ويساعد أخوانه الصغار في المراحل المحتلفة من التعليم . رسائل : للدولة وأجهزة التعليم لابد من غرس القيمة الفاضلة وعدم الغش في الامتحان لدى الطلاب قبل التعليم.. أما التعليم العالي الاجتهاد دوماً في عدم إغلاق الجامعات وأيضاً محاولة منع اي شغب يضر بالدراسة والوقوف مع الطلاب أولاً وأخيرأ. لأولياء الأمور: التربية الصحيحة والنشأة السليمة لابنائنا وعد ضغطهم للنجاح والتفوق باية طريقة كانت يؤدي الى نتائج مثل الغش. لأبنائنا الطلاب: أسركم ووطنكم في انتظاركم، حفظكم الله ووفقكم كسرة : على السياسيين الابتعاد عن الطلاب لإكمال هدفهم التحصيل الأكاديمي وتفوقهم، العلمي لأن بالعلم وحده تبني الأمم، وليس بالصراعات السياسية وغيرها.. أخيراً اسأل الله أن يرفع شأنكم بأبنائكم ويكونوا زخراً لوطنهم ويعلو ويسمو بهم .