عبارة تقال هكذا ... من قبل كبير المراغبين في الإمتحان عندما ينقضي نصف الزمن، فتسير الربكة والفزع والخوف والهلع عند كل ممتحن .. خاصة إن كانت المادة دين رياضيات، أحياء كيمياء، فيزياء ولم يقوَ الدارس على تعريف المصطلحات التى تعتبر هدية المادة، ناهيك أن يحل أصعب المسائل تعقيداً وخداعاً لكل مجتهد جلس لأن يمتحن ... مضى نصف الزمن هو الوقت المناسب للإستعانه بصديق أو جار، ويا بخت من كان أحوص العينين أو بمقلتيه حول، فيبص ويستمع يمنة ويسرى، يسترق السمع والبصر عله يأتي بجديد أو يفتكر، ولا يجادله المراغب لأن مصيبته عيب خلقي وداء حل به ونزل، أو يستعين الممتحن ببخرة يعول عليها يخرجها خلسة مضطرباً يهتز ويرتعش خوفاً أن يكتشف فتكون الفضيحة والفشل .. مضى نصف الزمن هو جزء من التاريخ يسجل ويدون ويحفظ كل واقعات الزمان خيراً وشراً، فتكون تاريخاً على مدى الحياة إلى اليوم المشهود قولاً فعلاً وعملاً ... مضى نصف الزمن يقولها الحكم بصافرته في كل match ولا يبالي أي الفريقين متأخراً أو منتصراً، فيتسارع اللاعبون ركضاً خلف الكورة لترجيح الكفة لا يبالون تسللاً ركلة جزاء، foul بل همهم تحقيق الفوز والنصر وكسب الزمن . فالناظر إلى الأحداث اليوم متسارعة تأتى بغتة وفجأة كلمح البصر والوطن الجريح المكلوم نازفاً ونازحاً، لاجئاً وبائساً، مريضاً يحتضر، وكل ما لاحت بادرة أمل اقتيلت في مهدها باكرة، وحلت النوائب والنكبات وأزمات الدهر، وخيم البؤس والحزن والأسى وشاع كل قبيح، أمراً شنيعاً فعلاً وعملاً، إن المصائب لا تأتي فرادى وإن المصاب كبير وجلل، فعلى ولاة الأمر أن يستبينوا النصح قبل ضحى الغد حتى لا يقول الشعب مضى وانتهى نصف الزمن ...وأن يهتدوا بأبيات المقنع الكندي عندما قال: وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسؤني طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدالا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا . لهم جل مالي إن تتابع لي غني وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا . الزمن الضايع تبقت بضع سويعات أو دقائق ومازال الحال يكتنفها الغموض والضباب والوضع (جايط)، والدولار أدخل الجنيه في أزمة وكل يوم متزايد ... حلايب وشلتين في فترة نقاهة والتمصير متزايد والفشقة طينها زايد، والأحزاب السودانية في شتات وضرار، لا رأي ولا برامج ولا اهتمام بقضايا داخلية ولا خارجية، همهم غير والشعب متمحن ومتضايق وأصحاب الرأي رقدوا بالربايط ،والبلد محتاجة قون العشية والدنيا عصرية، والتاريخ يبحث عن بطل يدخل ببوابة الإصلاح الفتية ،ويعبر بالسودان إلى بر الأمان، ويتجاوز الضربات الثابتة والترجيحية ويحرز هدف العشية، قون العشية أحسن من ألف ومية والفرصة ذهبية، وحارس المرمى جاته قطعية، والجمهور منتشي وهتافاته هدير تسبب هزة أرضية، وياريت كرة على الطاير أو زاحفة أرض جو في ركن من الأركان القصية، وتكون في الشبكة هدف العشية .. مية المية ... والبطل عريس زفه مغربية ... والله المستعان