نفذ اطباء مستشفى كوستي إضراباً عن الحالات الباردة والحرجة يوم الخميس الماضي، بحجة سوء بيئة العمل، وانعدام أبسط الاحتياجات مثل السماعات وأجهزة الأوكسجين وقياس الضغط، الأمر الذي واجهته إدارة المستشفى بالتهديد، حيث فصلت طبيب امتياز وأوقفت تدريب ثلاث نواب اختصاصيين، واعتبر البعض أن ماحدث رد فعل لمواقف الأطباء مؤخراً، حيث يقوم من يقف على أمرهم بتهديدهم كلما أحست بتمردهم وتزايد احتجاجهم وإضرابهم. مطالب مشروعة نقص المعينات وتردي بيئة العمل اضطر الاطباء للدخول في اعتصام، هذا ما بدأ به سكرتير لجنة اطباء كوستي د. فضل، مواصلاً المستشفى يعاني من نقص كبير حتى السماعات غير متوفرة بجانب أجهزة التنفس وقياس الضغط، حيث بدأ الأطباء إضرابهم يوم الخميس الماضي عن كل الحالات الباردة والطارئة، وإدخال الحالات الحرجة سببه عدم تحمل الإضراب الجزئي، لأن إدارة المستشفى لا تعنيها العنابر، وكل همها استمرار العمل في الطوارئ، وبالطبع لم تكن الماديات من ضمن المطالب بإعتبار أن القضية تخص مواطن المنطقة. تهديد وفصل يقول طبيب بالمستشفى فضل حجب اسمه إن إدارة المستشفى قامت بتهديدهم حال مواصلة الإضراب بدلاً عن إبداء حسن النية، حيث أشار لنا المدير العام شفاهة إلى فصلنا وقام بإيقاف الإعاشة بميز الأطباء، وايقاف الوجبات حتى يوم الإثنين، وأخطرونا بالخروج منه أثناء تناولنا لوجبة الفطور يوم الجمعة، ولكنهم أغلقوه ونحن بالداخل مما أثر على نفسيات الكثير منا، وأخرج المدير الطبي قراراً بمساءلة الأطباء وتقديمهم للمحاكمة، وبتاريخ 28 من الشهر الماضي أصدر المدير العام قراراً بقطع فترة تدريب ثلاث نواب اختصاصيين، وهم د. عزام إبراهيم، محمد بابكر، ومحمد السنوسي، وإرجاعهم لمجلس التخصصات الطبية بمدني، وعقبها بيومين أصدر المدير الطبي العام قراراً بفصل طبيب الامتياز محمد بشرى سليمان، ووصف المتحدث فصله بالخاطيء رغم أنه متعاون، وأن القصد منه تهديدنا. ويواصل سكرتير لجنة الأطباء، في اليوم الثالث تم اجتماع بين الإدارة وبعض أعيان المنطقة، ولكنه لم يكلل بالنجاح، لتعنت الإدارة، وتم توفير جزء ضئيل فقط من الاحتياجات مثل أجهزة شفط وأسطوانات أوكسجين وعدد يسير من السماعات، وفي الاجتماع الذي تلاه قطعت الإدارة بتوفير المستلزمات خلال شهر، ولكن رؤية الأطباء بأن المده بعيدة، ويمكن توفير جزء كيبر منها من الأسواق واستمر الاضراب. رفع الإضراب يقول د. فضل إن الأطباء رفعوا الإضراب بعد تدخل اختصاصيين كوسطاء بين الإدارة والأطباء بعد وعود الجهات المعنية بتوفير عدد من المستلزمات بوقت محدد، وتم تكوين لجنه من الأطباء والاختصاصين وإدارة المستشفى لتوفير المطلوبات ومتابعة تنفيذها، وكان رفع الاضراب مشروطاً بتنفيذ كافة الوعود ويمكن للأطباء المعادوة حال النكوص عن الاتفاق. وشكك عدد من الأطباء في التزام الجهات المعنية، وقالوا إن ماتم مجرد تخدير فقط، ولو كانت هناك حسن نيه لقدمت الإدارة ماتستطيع في اليوم الأول، مطالبين الوزارة بالتدخل ووضع حل لهذه المعضلة. احتواء الأزمة قال أمين الإعلام وشؤون الولايات باتحاد الأطباء د. دفع الله علم الهدى أن مطالب الأطباء مشروعة، لكن دون أن تكون خصماً على استحقاقات المواطنين، أما قيما يتعلق بفصل أطباء، فلم نسمع بها كإتحاد، وحالياً توجد لجنة لرأب الصدع، حيث رفع الأطباء الإضراب وانخرطوا في العمل بشكل طبيعي، وعن دور الاتحاد فيما يجري أجاب لدينا ميزانيات واستطعنا استقطاب دعم لتحسين بيئة العمل بجانب اتصالاتنا مع وزارة الصحة بالولاية.