غادرنا إلى القاهرة بدعوة من منظمة اليونسيف منتصف نهار الثلاثاء 2 نوفمبر، لحضور فعاليات منتدى اليونسيف الإقليمي السادس للإعلام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. بعد فوزنا في مسابقة اليونسيف حول حقوق الطفل 2010م التي أهلتنا للمشاركة في هذا المنتدى الذي عقد بقاعات فندق سمير أميس المطل على كورنيش النيل في الفترة من 3 - 4 نوفمبر بمشاركة إعلامية وفنية واسعة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عند خروجنا من مطار القاهرة في الساعة الرابعة ظهراً، دلفنا إلى عربة تاكس إلى حيث مكان إقامتنا بفندق سمير أميس، وصادف أن سائق السيّارة سوداني من أبناء الولايات الجنوبية يدعى وليم مُقيم بالقاهرة منذ خمس سنوات بعد غربة بالولاياتالمتحدة امتدت لسنوات، وكانت أسئلته حول الوحدة والانفصال وأجواء السودان ومصيره، وأثناء تبادل وتجاذب أطراف الحديث معه أكد لنا حرصه الشديد على السفر للجنوب لتسجيل اسمه للاستفتاء من أجل وحدة واستقرار السودان. وقد كانت سيارتنا تجاهد من أجل السير في شوارع القاهرة المزدحمة والمكتظة بالسيارات، فحركة المرور شبه مشلولة. وما لفت انتباهنا رغم بطء الحركة عدم سماع أو مشاهدة أي نوع من الشجار والزهج والسخط أو التخطي، فالكل كان يسير دون مخالفات أو تجاوزات أو حدوث حادث.. وتذكرنا حال أهلنا في السودان في أوقات الذروة. ولم نشعر بطول الرحلة التي استغرقت حوالي الثلاث ساعات بسبب حركة المرور للحديث الشيق الذي دار مع وليم واشتياقه للسودان ودعوته لوحدته، وحكى لنا الكثير عن ذكرياته بالجنوب. كيلوباترا وطيبة شهدت قاعتا طيبة وكيلوباترا بفندق سمير أميس حضوراً إعلامياً وفنياً أنيقاً ومميزاً ومكثفاً بمشاركة الأستاذ عبدالرحمن غندور المدير الإقليمي لليونسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والضيفة الخاصة الفنانة صفاء أبو السعود وسفير النوايا الحسنة لليونسيف بمصر الفنان خالد أبو النجا وشرابل رأجي مسؤول الإعلام الإقليمي لليونسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بدأت فعاليات اليوم الأول بقاعة كيلوباترا بتسجيل المشاركين ومنحهم بطاقات الدخول للقاعة ومن ثم إعطائهم حقيبة سوداء تحمل شعار اليونسيف تحتوي على البرامج والمحاضرات. الوفد السوداني شكّل الوفد السوداني المكون من الأستاذة فالينتينا مسؤول الاتصالات والعلاقات الخارجية ووسائل الإعلام المكتب القطري في السودان لليونسيف والأستاذة سهير عبدالسيد مساعد الاتصالات العلاقات الخارجية ووسائل الإعلام بالمكتب القطري في السودان والزملاء إنعام محمد الطيب من الزميلة السوداني وإخلاص عبدالرحيم صاحبت عمود نمريات بالزميلة الصحافة وأنور عوض السماني بجريدة الأخبار وشخصي حضوراً أنيقاً ومميزاً ومما زاد من حلاوته النقاش الثر والمشاركة الفاعلة. جلسات المنتدى افتتح الجلسة الأستاذ عبدالرحمن غندور مدير مكتب اليونسيف الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالترحيب بالمشاركين ذاكراً أن الهدف الأساسي من المنتدى عمل شراكة بين اليونسيف والإعلام لمعالجة كافة قضايا الطفولة لينعم كل أطفال العالم بكل حقوقهم. وكشف غندور عن معاناة 90% من أطفال العالم من العنف الجسدي وأنهم يهدفون لتغير السلوك وتسليط الضوء لمعالجة كافة أشكال العنف المتمثلة في الزواج المبكر وختان الإناث وعمالة الأطفال وغيرها وكما يسعون جاهدين لتغيير السلوك الذي يحتاج لفترة زمنية طويلة بتوسيع فرص المشاركة لعالم الفن والدراما مع وسائل الإعلام لإيمانهم بدور الفن والدراما والمسلسلات على الأسر والأطفال. سفير اليونسيف بمصر وصف سفير النوايا الحسنة لليونسيف بمصر الفنان خالد أبو النجا الفنانة النجمة صفاء أبو السعود بالطفلة المميزة لقيامها بالكثير من الأعمال السينمائية والمسرحية الناجحة للأطفال وبترسيخ مبادئ وقيم إنسانية نبيلة وغرسها لكثير من القيم في نفوس الأطفال وأكد أبو النجا أهمية تمتع الأطفال بكافة حقوقهم خاصة وأن هناك تدهوراً وتراجعاً في هذا الجانب. إلا أنه ثمن دور وسائل الإعلام في تحقيق الكثير من الإنجازات من رفع الوعي بقضايا الطفولة الصحية التعليمية والاجتماعية والتعبير الحر عن الذات وانتقد خالد ظاهرة ممارسة ختان الإناث في بعض البلدان وعدم حماية الطفلات من هذه العادة السيئة وشدد على مواجهة هذا الجهل والتخلف بقوة لحماية الفتيات من هذه العادة إلى جانب حماية الأطفال من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز. قائلاً إن عصر الوسائل المباشرة قد ولى وأننا في عصر الرسائل غير المباشرة والصادقة كما أشاد بدور كل الفنانين بطرحهم لتصور للتنشئة السليمة. صفاء أبو السعود قالت إن للطفل مكانة خاصة في قلبها وتعمل جاهدة من أجل إيجاد عالم أفضل لصاحب السعادة الطفل مشيرة لمشاركتها منذ السادسة من عمرها في فلم قصير وقالت يجب أن يؤمن كل في موقعه بأن الطفل «منجم» ويجب توجيهه بطريقة غير مباشرة وأشادت بدور اليونسيف في تفعيل القوانين والتشريعات، موضحة أن مصر من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية حقوق الطفل في العام 93 . هذا وقد تمّ تكريم الفنانة صفاء أبو السعود لدورها الكبير والفاعل من خلال أعمالها المُتعلقة بمعالجة قضايا الطفولة للتمتع بحقوقهم وغرسها لكثير من القيم الفاعلة في نفوسهم. جلسات المنتدى ركّزت جلسات المنتدى في يومه الأول على العديد من المواضيع (حقوق الطفل) منها زواج القاصرات محطات وبرامج خاصة بالأطفال الطفل بالتلفزيون والدراما العربية والأفلام وحوار لخبراء الإعلام وأخصائيي الاتصالات في اليونسيف حول التجارب النموذجية بمشاركة عدد من الخبراء والاختصاصيين. ومنظور شركات الإنتاج الإعلامي وإدارة التلفزيون والأطفال في ساحة الإعلام بالإضافة لمناقشة جائزة الإعلام للعام 2011 العنف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الحماية تحدّث دكتور عادل عازر الأخصائي في حماية الأطفال عن موضوع الحماية والمشاركة السياسية والمنهجية التي تعاني منها الدول العربية رغم ما تم تحقيقه من إنجازات في مجال الطفولة وخاصة الناحية الصحية إلا أن هناك إشكالات خطيرة يجب مواجتها بصراحة ذاكراً أن مجال الحماية يعتبر من أسوأ مجالات حقوق الطفل وقال من ضمن المجالات التي تتناولتها سياسيات الحماية العنف إساءة الاستغلال مشيراً للصور المتكررة للمشاكل التي يعاني منها الطفل في الدول العربية بما فيها العنف وأكد على وجود رؤية مستمدة من اتفاقية حقوق الطفل للحماية متسائلاً أين مكمن القصور.. وما هي أوضاعنا في مجالات سياسات الحماية. أشار لتفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال وتزايدها في معظم دول المنطقة العربية في ظل التحولات والظروف الاقتصادية وتدني المُستويات المعيشية والعطالة التي أدت لتفاقم الظاهرة. وأشار لتقارب الأوضاع في المنطقة العربية في ممارسة العنف البدني الذي يتعرض له الأطفال في الظروف الصعبة كأطفال الشوارع عمالة الأطفال ودور الإيواء. العنف. قال إن نسبة الاعتداءات الجسدية في المغرب بلغت 27% من مجموع الحالات المسجلة في العالم 2005 و 70% من الإساءة للأطفال في المناطق الحضرية والتي تشكل خطورة أكثر من المناطق الريفية. أبدى عادل ملاحظته لافتقار النظرة الشاملة والموحدة لحقوق الطفل وعدم معالجة العُنف بالإضافة إلى الخلط بين المشكلات الاجتماعية والجنائية أو القانونية في بعض الدول العربية بتجريم طفل الشارع الذي تعرّض لمشاكل تربوية اجتماعية يجب معالجتها.. الأطفال في ساحة الإعلام ناقشت جلسة تلفزيون للأطفال وحول الأطفال ومع الأطفال متى وكيف تتحدث عادة عن الطفل في الإعلام المطبوع والمسموع والمشاهد (الأطفال في ساحة الإعلام) العنف الذي يتعرض له الطفل من جهاز التلفزيون وأفلام الكرتون وتأثيرها الكبير على سلوكيات الأطفال مستعرضة إيجابيات وسلبيات هذه الأجهزة خاصة التلفزيون. استعرض لطفي لعماري رئيس تحرير مجلة الحقائق التونيسية تجربة الطفل بالإعلام التونسي فيما تحدثت منى الصغير رئيس جهاز الرقابة بالتلفزيون المصري عن إيجابيات وسلبيات هذا الجهاز على الأطفال. مشددة على أهمية رفع الوعي الأسري بترشيد مشاهدة هذا الجهاز لخطورته حيث يظل الأطفال أمامة 24 ساعة وأشارت لتعرّض الطفل للعنف من جهاز التلفزيون موضحة أنه يعتبر من أخطر أنواع التأثير الذي يخرج من هذا الجهاز. قالت آن الأوان لرفع الوعي الأسري وأهمية تصنيف الأفلام ذاكرة أن العمر الخيالي للطفل 7 سنوات وأن هناك كارثة هي الكسب على حساب الطفل ولذا لابد من نشر ثقافة السلام داخل الأسرة. توم آند جيري انتقدت الفنانة صفاء أبو السعود برنامج الأسرة والطفل لتركيزه على قضايا المرأة فقط بعيداً عن الطفل وتوم آند جيري الذي أثر على سلوكيات الأطفال بالتقليد من حيث الانتقام وغيره من أفلام الكرتون موضحة أنها بداية لتعلم الأطفال العنف محذرة من خطورته على سلوكيات الأطفال. أبو النجا قال خالد أبو النجا لا يجب أن يكون للفن جنسية لأن لغة الفن لغة إنسانية بحتة وأشار لتفشي ظاهرة العنف وسط الأطفال ويكمن الحل بتوعية الطفل حتى يكون له درع واقي ذاكراً أن العنف أصبح تعلمه ليس قاصراً على أفلام الكرتون التي أصبحت سلسلة من الأفلام وإنما من النت وغيره فلابد من توعية الأسر بحقوق أطفالها. أيضاً شهدت فعاليات اليوم الأول استعراض ثلاث مبادرات ناجحة لبرامج ثلاث دول ركزت على الأطفال تونس الأردن ومصر وزواج القاصرات ببعض الدول العربية. اختتمت جلسات هذا اليوم الذي احتوى على 6 جلسات بتجربة مصر في مجال أفلام الكرتون بتقديم الأعمال المتميزة من حيث المضمون. والتأكيد على أن ما يقدم في التلفزيون به عنف بإمارة المناسبة وعدم ارتباط ما يقدم بهوية الطفل بالإضافة لاستعراض تجارب الإعلام المسموع إلى جانب مناقشة العديد من حقوق الطفل.