انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتقال الأسر السودانية من منازلها ذات «الحيشان» الواسعة الى الشقق.. «آخر لحظة» وقفت على أسباب هذه الظاهرة، هل للاستثمار أم بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الضاغطة، أم ماذا وراء ذلك؟.. بداية تحدث عدد من المواطنين.. يقول عبد الحي ابراهيم: إن السبب الرئيسي من انتقاله من منزله الِملك الذي يقطن فيه منذ حوالي عشرة أعوام الى استئجار شقة رغم كبر الأسرة بسبب الظروف الاقتصادية، وضغوط الحياة المعيشية اليومية، لتوفير أبسط احتياجات أسرته من علاج ورسوم دراسية وغيرها.. فيما حمَّلت نجوى عوض - ربة منزل- انتقالها من الحوش الكبير الى شقة شبهتها «بعلبة السجائر» الدولة لعدم توفيرها مجانية التعليم والعلاج في ظل الظروف الاقتصادية، وارتفاع الأسعار وتضيف.. لجأت لاستثمار المنزل للايفاء بأبسط الاحتياجات، الى جانب الالتزام تجاه الأبناء والأسرة الممتدة. ولكي تكتمل الرؤية جلست «آخر لحظة» الى بعض أصحاب العقارات: حيث أفصح عبد الحفيظ محمد عبد الله عن رأيه قائلاً: أولاً ترجع هذه الظاهرة التي أصبحت متفشية بصورة كبيرة الى ضعف المرتبات، التي تحول دون الإيفاء باحتياجات ومستلزمات الأسر، مما اضطر معظم أصحاب المنازل الواسعة لايجارها بأسعار عالية، والانتقال الى استئجار شقة بسعر أقل، موضحاً أن إيجار المنازل الكبيرة يصل الى «8» ملايين في الشهر. فيما يؤكد معتصم الطيب.. أن السبب الرئيسي وراء ذلك الظروف الاقتصادية والمعيشية موضحاً أن إيجار المنزل في بعض المواقع يصل الى أكثر من (2 مليون) وسعر إيجار الشقة ما بين «750-850»ج، وزاد أن بعض المناطق في العاصمة إيجار الشقة يكلف أكثر من ذلك والبعض أقل.. من ناحيته عزا فهمي أحمد أسباب هذه الظاهرة لانتقال الثقافات الوافدة الى السودان، وللظروف الاقتصادية، وعدم التزام الدولة بمجانية الصحة والتعليم، وارتفاع الرسوم الدراسية، وتكاليف العلاج- وأضاف قائلاً: إن السكن في البيوت الكبيرة والواسعة كان في السابق مظهراً اجتماعياً وتفاخرياً في المجتمع، «حوش ناس فلان الكبير» أما الآن «انقلبت» الصورة نسبة للكثير من الظروف والأسباب، فالبعض يرى السبب في الظروف الاقتصادية كما ذكرت.. والبعض الآخر يرجعه لما تمتاز به الشقق من أمان، خاصة وأن معظم وقت الكثير من الأسر خارج المنزل مكان العمل مثلاً. وتقول الأستاذة سلافة بسطاوي حسين-الباحثة والناشطة في علم الاجتماع.. إن للتوسع الأفقي له العديد من الإيجابيات، وذلك بربط العلاقات، كما أنه واحد من وسائل الضبط الاجتماعي، حيث تجد الأسرة الجو الملائم للتنشئة وتربية أبنائها على الترابط فيما بينهم. وقال من المتغيرات توافد الثقافات ودخول الكثير من المفاهيم، بالإضافة للظروف الاقتصادية. وأشار الخبير الاقتصادي محمد الناير.. لإيجار الكثير من أصحاب العمارات الكبيرة في الأحياء العريقة للمنظمات والشركات والفئات التجارية بالدولار، حتى يتمكنوا من الإيفاء باحتياجاتهم.. مبيناً أن رغبة السكن في الشقق ساعدت على تطوير وتنظيم وترشيد التيار الكهربائي. ويقول الحاج حمد -خبير اقتصادي- إن السياسة العامة للدولة تمنع الادخار، وسمى بعض الجهات بالطبقة الطفيلية لسيطرتها على جميع الأموال.. موضحاً أن التوسع الرأسي أصبح بلا مستقبل، عازياً ذلك لرفع القيمة الضريبية والتوسع في العقار والتطور في الكهرباء.