البروفكسير- كما يسميها أخينا وصديقنا عثمان الفاضلابي الشاعر والجعلي- هي درجة عالية لا ينالها الراسخون في العلم ومن سهر الليالي، وكما قيل قديماً (من طلب العلا سهر الليالي) والبروفية هي درجة قد تتفوق على الجعلية في مسماها وإذا كنت جعلياً وبروف فأنت ذو مكانة عالية ويلقبونك في الجرائد حينما يشيرون اليك B.G يعني بالعربي بروف جعلي.. هلا هلا يا العمدة بقى يفسر علم البروفية سيداتي سادتي حاولت وتمنيت أن أكون بروف، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد لبست لباس بروف من بنطال إلى قميص أفرنجي وبدلة وجزمة (نعلات وارد AITLF) وخناقة في الرقبة- يعني كرافتة- وكل هذه من لون واحد وظللت أقدل وأمشي الهوينا طربا وظل الناس ينادونني قائلين سعادة البروف، وظننت نفسي ذلك البروف وبقيت أقدل، وبهذا اللبس كانت البروفية خايلة فوقك تب، كما قال عني عثمان الفاضلابي (يا عمدة أقدل بروف وجعلي خايلة فوقك تب) كما قيل قديماً عن عمدة العبيدية خايلة الملكة فوق مختار، وظل الناس ينادونني قائلين يابروف وأرد عليهم بالأنقليسية ANCLS قائلاً SANKUA وحينما أتى لمؤتمر أو جمع حافل بدون دعوة لأنني بروفكسير، وأجلس من الخلف تواضعاً ينادونني قائلين يابروف تعال قدام محلك الكراسي الأمامية وأأتي أحني رأسي تواضعاً ويقف الجالسون تقديراً لهذه البروفية، وهم مساكين ما عارفين أنها مزيفة وأنها بروفية TAF يعني ماها أصلية، وأمرهم بالجلوس قائلاً ست داون SITDAUN ثم بعد ذلك وأنا في الحالة البروفية طالعت في الجريدة أنه مطلوب القبض علي بقرار من رئيس الجمهورية، لأنني زيفت أنني بروف ورمزوا إلى اسمي بالحروف الأولى ولقيت ما في طريقة غير أهرب خارج السودان وهربت إلى القاهرة.. ولما وصلت ذهبت لإحدى الصحف وأدعيت أنني بروف سوداني أتحدث ثلاث لغات وقلت إنني جئت للقاهرة لاجئاً سياسياً لانعدام الحرية في السودان.. كمان يعني بقيت بروف وكذاب.. ونشرت الجريدة لقاء معي باعتباري (بروف ولاجيء سياسي).. وبعد أيام بقيت لاجيء جيعان أحوم بالشوارع وضاق بي الحال، وضربت تلفون لأخي أن يذهب على رأس وفد من الأسرة للسيد الرئيس يقولون عني إنني عوقة وأهبل ومتخلف، ولست بروف ولا حاجة، حتى يوافق الرئيس على سحب أمر القبض وأعود للبلد، وفعلاً أصدر الرئيس قراره وعدت للبلد، ولكن الناس حينما أأتي بالشارع يقولون عاين البروف الأهبل المزيف، وهكذا تحملت نتيجة أدعائي البروفية بالكذب وظللت حينما أطلع للسوق أشوف الشوارع الميتة.. هكذا سيداتي سادتي حياكم الله من شر الإدعاء القارع وأشكركم على حسن القراءة وشكراً.