الولاية الشمالية بإرثها وحضارتها الضاربة في القدم أصبحت وجهة السياح في الآونة الأخيرة خاصة بعد فتح المعابر مع مصر، لكنها في نفس الوقت تواجه اشكالية تعدي المعدنين التقليديين على الآثار، وقد قادت الولاية حملة توعوية في دور التعليم العالي والعام ومراكز الشباب، أطلقت عليها مشروع الترويج الأول لحفظ الآثار، وخلال ملتقى وزراء ومدراء السياحة للولايات الذي عقد بمدينة أركويت، التقينا وزير السياحة بالولاية الشمالية جعفر عبد المجيد ووجهنا له عدداً من الاسئلة فكان هذا الحوار حدثنا عن الوضع السياحي في الولاية ؟ الولاية الشمالية كما هو معروف هي واحدة من ولايات السودان التي تمتلك بنى تحتية متميزة في مجال العمل السياحي، سواء كانت الآثار الشاخصة أو المواقع الأثرية المعروفة، نحن الآن نتحدث عن 4700 موقع أثري شمال دنقلا، ومثلها في الجزء الجنوبي من الولاية، وقد أصدر السيد رئيس الجمهورية قراراً بجعل منطقة دير الغزالي في منطقة مروي في مساحة 180 كيلو محمية للصيد، وهناك اهتمام كبير جداً من هيئة مهرجان جبل البركل بهذه المنطقة وتسويرها، وجعل الحياة فيها ممكنة، خاصة بتوفير المياه حتى نجعل هذه المنطقة جاذبة للسياحة، والآن تتبنى الولاية الشمالية مشروعاً من كرمة الى كريمة، وهو مسار نيلي جديد بطول 285 كيلو، للاستفادة من مجرى النيل في نقل السياح وجعل المنطقة نفسها منطقة سياحة نيلية، وقد أعددنا تصوراً مع بيوت خبرة لإجراء مسح سياحي للولاية الشمالية، وقريباً سيكون هناك دليل الولاية الشمالية السياحي، كذلك نهتم بتدريب الكادر خاصة في مجال الإرشاد السياحي، والآن لدينا دورة لتدريب حوالي 73 من موظفي الإرشاد السياحي، والآن نفعل دور القطاع الخاص خاصة وكالات السفر والسياحة في الولاية عبر تأهيلها لنقود العمل المشترك بينا وبين القطاع الخاص، وهذا سيؤدي إلى نهضة السياحة بصورة كبيرة جداً هل تنسقون مع وزارة السياحة الاتحادية؟ - الوزارة الاتحادية الآن مهتمة جداً بالعمل السياحي، عبر تصنيف كل ولاية حسب الميزة السياحية المتوفرة فيها، ونحن نأمل ومع عدد من الولايات ذات السياحة المتشابهة بل المختلفة، لعمل أنماط سياحية مختلفة خاصة بيننا ونهر النيل والبحر الأحمر وعدد من الولايات الأخرى، حتى نوفر التنوع السياحي للسائح، وهناك اهتماماً كبيراً داخل الولاية على مستوى المجلس التشريعي بسن القوانين المساعدة والموجهة للعمل السياحي، والآن لدينا اهتماماً كبيراً بالبنى التحتية خاصة الايوائية، من فنادق ومنتجعات، والتي سنبدأها بمنطقة الدفوفة بحوالي 3 مليون جنيه لتأهيل فندق إيوائي متميز يشبه بيئة العمل السياحي في المنطقة، بالإضافة إلى تأهيل الفنادق الموجودة الآن بمنطقة مروي، وهي الآن فيها حوالي فندقين مصنفين 4 نجوم، هما مروي لاند والبيت النوبي، والآن نعمل على إنشاء فندق يحتوى على غرف محترمة * كم يبلغ حجم الإقبال السياحي في الولاية؟ - حجم الإقبال الآن متزايد، لفتح المعابر مع مصر مؤخراً عن طريق أشكيت، نعتقد أن هناك عدداً مقدراً من السياح الأجانب والمصريين مقبلون على المواقع السياحية في الولاية، ونحن حريصون على السياحة الداخلية عبر الترويج لها وتفعيلها ما أمكن، لجذب أكبر قدر من السياح الداخليين، خاصة في النيل والمواقع الأثرية * إلى أين وصل المشروع القطري الخاص بترميم الآثار في الولاية ؟ - الولاية كان نصيبها 27 موقعاً للترميم، وهناك جهد مقدر الآن في أكثر من 10 مواقع، تحديداً في مقبرة الكرو حيث اكتملت بالتعاون ما بين جامعة بنسلفانيا وجامعة دنقلا، وتم إعداد الكتيب والموقع الآن في مرحلة التسوير، ونعمل على بناء مركز للمعلومات في هذا الموقع، وقد انهت الإدارة الموجودة عدداً من المواقع منها موقع البعثات الموجود في كريمة وسمي بدوحة البركل، وستنشأ فيه معامل لترميم الآثار * ماهي الاشكالات التي تعاني منها الولاية؟ - نأمل أن تتواصل المنحة القطرية لإكمال عملها في الولاية، حيث لدينا أكثرمن 27 موقعاً أثرياً سيتم حفظه، وينشأ فيه مركز للمعلومات سيتم تسويره، بالإضافة إلى موقع لشرطة السياحة، ونحن مهتمون بتكوين مجلس مشترك بيننا وبين الأجهزة المهتمة بالعمل السياحي بصورة عامة لحفظ الآثار، بالإضافة إلى مشروع توعوي للمواطنين لحفظ آثار الولاية الشمالية، وأسميناه مشروع الترويج الأول لحفظ الآثار في الولاية سيكون في مؤسسات التعليم العام والعالي ومراكز الشباب، وعدد من مواقع المجتمع لتوعيتهم، خاصة مواقع التعدين الأهلي باعتباره واحداً من المواقع المهمة، خاصة في كيفية حماية الآثار من التعدي من قبل المعدنين، واعتقادهم بصورة جازمة أن الذهب موجود في مواقع الآثار، ما يجعلهم يتجهون كثيراً إلى مواقع الآثار في الولاية، وسنقود حملة توعوية بالإضافة إلى بعض الإجراءات في القوانين واللوائح التي تنظم هذا العمل بالتنسيق مع وزارة المعادن الاتحادية، القوانين واللوائح موجودة لكن نريد أن نفعلها بصورة أكبر وهناك أكثر من ضبطية في هذه المواقع من بعض الذين حاولوا الاعتداء على هذه الآثار * ما نوع هذه الضبطيات؟ - في فترة قريبة جداً حوالي اقل من شهر، تم ضبط بعض الآثار المعروضة للبيع باكثر من 2 مليون جنيه، وقبلها قطعة أثرية بحوالي مليون ونصف المليون دولار، عرضت على الذين يتاجرون في الآثار، لكن بفضل العمل التوعوي الذي تقوم به الوزارة، بالإضافة إلى المجتمع الذي أصبح مساعداً جداً في حماية الآثار والعمل الأمني الذي تقوم به الأجهزة الأمنية، وبكل هذه الجهود مجتمعة نكون قد ذهبنا في الاتجاه الصحيح لحماية الآثار