في مشهد رائع شرفه والي الخرطوم بميدان الإنقاذ بمحلية جبل الأولياء لأداء القسم للجان التسيير، والتي أنشأت بديلاً للجان الشعبية بالأحياء.. وقد علمت أن تكوين تلك اللجان قد تم عن طريق المحاصصة بتخصيص نسبة للمؤتمر الوطني، ونسبة للأحزاب المشاركة وملاحظتي في ذلك الآتي: إن تكوين هذه اللجان قد تم بواسطة أفراد كلفوا بذلك، وأن أهالي الأحياء أو أغلبهم لم يسمعوا بذلك ..كنت أود وبعد أن يتم الترشيح أن يتم عرضهم على سكان الحي لتزكيتهم وكسب المزيد من الثقة، حتى يكونوا ممثلين حقيقيين لهم ويكتسب هؤلاء الأشخاص قوة يستطيعوا خلالها تقديم الخدمات للأحياء. أنا أعرف أن العملية تعيين وليست انتخاباً، لكن حتى من خلال سياسة التعيين كان يكون ممتازاً لو عرضوا على سكان الحي وكسبوا ثقتهم. ثانياً: أنا لا أؤيد مبدأ المحاصصة في لجان الأحياء القاعدية، فهي لجان خدمية بعيدة عن السياسة والأحزاب وهي لجان بديلة مؤقتاً للجان الشعبية التي هي قاعدة الحكم المحلي، ولن ينجح الحكم المحلي إذا زجوا به في متاهات السياسة.. وكان من الأفضل أن يتم اختيارهم من كفاءات أهل الحي القادرين على الأداء، ومن أصحاب البخاري بعيداً عن الإلتزام الحزبية لنترك المحاصصة وغيرها لتكون على مستوى الأجهزة العليا، وليس لجان الأحياء.. أن الأحياء مليئة بالكفاءات والمعاشيين من إداريين وقضاة ومستشارين ورجالات قوات نظامية والعاملين في الحقل الصحي والهندسي ..فقد كان يمكن أن يستفاد منهم في تكوين لجان الأحياء، خاصة وأنهم بعد التقاعد قد أصبحوا شعبيين كغيرهم من المواطنين.. إن متابعة خدمات الأحياء عمل يحتاج للكفاءة أكثر من الإلتزام السياسي والحزبي .. ولا أعتقد أن الإلتزام السياسي وحده كافياً لتحقيق النجاح وإدارة شؤون الأحياء. ثم لا أرى سبباً لعزل حتى الأحزاب المعارضة، إن كان من بين أعضائها من تتوفر فيه مواصفات الخدمة العامة، ويجب أن تتاح له الفرصة.. لأن المجال هنا مجال خدمات وليس مجال كسب سياسي، على كل حال نأمل ألا تطول فترة هذه اللجان حتى يعود الحق لأهله لينتخب أهل الحي من يمثلهم بعيداً عن كواليس التعيينات.