بعد تنامي الشكاوي من قبل مزارعي عدد من الولايات من جراء تعثر خطوات التمويل من قبل البنك الزراعي، الذي كان مدعاة لإثارة مخاوفهم من فشل الموسم الجديد في حالة عدم حصولهم على التمويل اللازم، سارعت وزارة الزراعة والغابات بالإجتماع بعدد من المسؤلين ووزارء الزراعة بعدد من الولايات، والذي ستوفر فيه الدولة التقاوي والمعدات والمعينات الزراعية للمنتجين بالولاية، بجانب إعداد الخطة الزراعية للولاية المكملة لخطة الدولة الكبرى . 90% من المزارعين معسرين أدي الجفاف و قلة الأمطار إلى تعسر عدد كبير منهم في الموسم الزراعي 2015، وهذا ما أكده كل من مزارعي القضارف و سنار و النيل الأزرق، وقال ممثل مزاعي سنار الطيب أبو نار في حديث سابق ل(آخر لحظة) إن التعسر نتج عن أسباب خارجة عن أرادة المزارعين، قاطعاً بإلتزام المزارعين بجدولة الديون السابقة في حال بادر البنك بتمويل الموسم الحالي، وفي السياق أكد ممثل مزارعي القضارف حسن محمد الهادي أن مشكلة الجفاف تسببت في إعسار أكثر من 90% من مزارعي القضارف . * بوادر إنفراج والجدير بالذكر أن المساحات المستهدفة بولاية سنار هي 6 ملايين فدان للمطري و3 ألف فدان للمروي، كما خصصت الدولة 4 ملايين فدان للزراعة التقنية، وعلى ضوء ذلك توقع مزارعو سنار أن تاتي الخطوة ببشريات إنفراج أزمة التمويل التي يعانون منها منذ عدة أشهر، وطلب وزير الزراعة إبراهيم الدخيري من البنك الزراعي إيجاد حلول للمتعسرين، بجانب مطالبة كل من رئيس اللجنة الزراعية بمجلس تشريعي ولاية سنار بابكر المنقوري ووالي الولاية الضو الماحي بضرورة الحصول على التمويل. وعلى ضوء ذلك أعلن مدير البنك الزراعي صلاح أحمد الحسن تمويل الضامنين، وعدم ربطهم بالمعسرين، بعد كشفه عن 5 آلاف مزارع متعسر في السودان، وأن ولاية سنار وحدها تحوي 50% منهم، على أن تتم جدولة المديونيات وفقاً لتوجيهات النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح *مرونة في القضارف ومن جهة أخرى جاءت استعدادات مزارعي القضارف بعد حصولهم على التمويل الخاص بالموسم الصيفي، حتى لمعسري موسم 2015، وقال الهادي ل(آخر لحظة) إن البنك أبدى مرونة في التمويل، وخاصة للمزارعين المعسرين، و أضاف أن الخطوة أدت إلى إكتمال الإستعدادات بالمنطقة، حيث هرع المزارعون إلى صيانات الآليات وترحيل المواد البترولية (الجازولين) التي سيحتاجون إليها، ومضى بالقول إنهم يعملون على زيادة المساحات المزروعة من القطن، منوهاً إلى زراعة مساحات قليلة من زهرة عباد الشمس، بعد أن أمدت عدد من الشركات المزارعين بالتقاوي المطلوبة، وتوقع الهادي نجاح الموسم الحالي نسبة لهطول الأمطار بكميات جيدة. *خطوات تقنية وعلى الصعيد الفني أكد مسؤول التقانة بهيئة البحوث الزراعية أنس أحمد أن جمعيات الإنتاج الزراعي والحيواني التي أتت بعد حل إتحادات المزارعين تعاني من بعض الإشكاليات في تكوينها، قد تحول دون حصولهم على تمويل ساهل بحسب قوله، ولفت أنس إلى مواصلة العمل في الهيئة على رفع الإنتاجية وإستخدام التقانات للتقليل التكاليف وسرعة الأداء، وذلك عبر ما أسماه منصات الإبتكار و التواصل التي تعمل على جمع أصحاب المصلحة من مزارعين والقطاع الخاص والممولين ومقدمي خدمات الآليات بجانب عمليات التسويق، وقال أنس إن إلتزام المزارعين بالمحددات الفنيه والأساليب التقنية الحديثة التي تطرحها الهيئة تضمن لهم نجاح محاصيل الموسم الصيفي كالذرة والفول السوداني و القطن، بالإضافة إلى عمليات التسويق قد تفتح لهم أبواب للتصدير في الأسواق الخارجية في حال زيادة المساحات المزروعة بحسب خطة الدولة التي تحاول وصول التقانة إلي 20 مليون فدان بالبلاد.