الطفلة ذات العامين أتت برفقة والدتها لزيارة جدتها، وعند خروج الأم لمشوار انسلت الطفلة محاولة اللحاق بها ولم يدر في حسبان أحد أن هناك ذئب بشري يقف متربصاً في انتظار فريسة، الذئب ذو الثلاثين سنة قام باختطافها ليمارس نزوته الحيوانية حتى أزهق أنفاسها، بذلت الشرطة جهداً مقدراً وكشفت القضية خلال ثلاثة أيام، تمت محاكمة الوحش البشري بالإعدام، لكن مشهد طبيب المشرحة وهو يذرف الدمع ويقول إنه لم يشاهد وحشية مثل هذه، ظل هذا المشهد راسخاً في ذهن كل من حضره. ونحن في عشرة المغفرة في الشهر الكريم داهمتنا الأنباء بحادثة مقتل طفلة أخرى تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وأيضاً نجحت الشرطة في القبض على المتهم الذي وجد أنه يمت بصلة قرابة لأم الطفلة القتيلة، ومتوقع أن يقدم للمحاكمة ويلقى جزاءً وفاقَا لفعله الشنيع. حسب رأي بعض الباحثين أن الأمر لم يقف عند معدلات جرائم التحرش بالأطفال في محيطنا الاقليمي، لكن المتوجب دق ناقوس الخطر على مثل هذه الجرائم الكارثية، قبل أن نصحو يوماً ونجد أطفالنا فلذات الأكباد ضحايا الجرم الكارثي تسبح أجسادهم في داخل بئر سحيق، لكنها ليست مثل جب نبي الله يوسف الذي القى به اخوته وأخرجه الله حياً. الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي قطعت شوطاً في مكافحة جرائم الأطفال يتوجب علينا الأخذ بها، فالولايات المتحدةالأمريكية أجاز القانون فيها نشر أسماء ومناطق سكن أصحاب السوابق، مما يساعد الأسر في تجنب وجود اطفالهم بالقرب من أماكن الذئاب البشرية، وكمثال في قصة الطفلة (شهد) اتضح أن المدان بإغتصابها ثم قتلها كان قد خرج من السجن قبل شهر من تنفيذ جريمته الوحشية، ويحمل في سجله القضائي اربع سوابق مدونة في محاضر الشرطة وهي اختطاف وسرقة واغتصاب ومخدرات. فلماذا لا يتفق المشرع على إاضافة عقوبة الإعلان عن أصحاب السوابق في التحرش بالأطفال، حتى يتجنب الآباء والأمهات اقتراب أطفالهم من مناطق أصحاب السوابق، وحتى يتجنب أصحاب الأعمال المرتبطة بالأطفال مثل رياض الأطفال، وسائقي الترحيل المدرسي، وأماكن بيع الألعاب للأطفال، كل تلك المهن يجب أن يمنع توظيف أصحاب السوابق بها مثلما يطلب من المتقدم للالتحاق بالشرطة (فيش وتشبيه) يطلب من كل من يتقدم لوظيفة متعلقة بالأطفال. وبرغم كل هذه المقترحات الاحترازية تظل مؤسسة الأمومة هي من توفر العناية والرعاية والإحاطة، لذلك يتوجب على الأمهات الحرص الزائد على عدم ترك الأطفال وحدهم، أو تحت رعاية من قلت امكانيته، ففي قصة شهد تركتها الأم مع الجدة وخرجت، وفي أغلب القضايا تكون الأم قد انشغلت لفترة قصيرة فيقع المحظور، عزيزتي الأم لاتثقي في كائن من كان دعي كل تفكيرك في عدم الانشغال عنها وتركها لقريب أو غريب فتجديها ملقاة في الجُب.