وأقصد بها الدورة المدرسية القومية «22» والتي لغاها «وزير ولائي» في حكومة الجنوب هو باقان أموم وزير السلام في الحكومة الجنوبية.. فهل بإمكان وزير ولائي في أي حكومة ولائية اتّخاذ مثل هذا القرار الباهظ التكاليف مالياً وسياسياً؟ كنت أتصور أن يطلع المسؤولون عن الدورة جميع الطلاب المشتركين ومشرفيهم على القرار والجهة التي أصدرته وتحميلها المسؤولية ثم يُعادوا إلى ذويهم معززين مكرمين.. فالدورة المدرسية «لا فرض ولا سُنة».. صحيح إننا أنفقنا عليها إنفاق من لا يخشى الفقر تشييداً وتأثيثاً وتنجيلاً وتدريباً ونقلاً وترحيلاً وإقامة وإعاشة وهلمجرا.. وضاعت أموال وأُهدرت أوقات.. ثم دوت صفعة في الظلام وقُتلت الدورة المدرسية بدم بارد.. لا سوا سوا.. ولا حاجة. صديقي أحمد الجعلي رجل الأمن الحصيف والخبير في الشؤون الاستخباراتية منذ عهد مايو قال لي «أهم الجوانب في إقامة الدورة المدرسية القومية بالجنوب هو الجانب السياسي وبعض محاولات الوحدة «الجاذبة».. وكان من المنطقي والطبيعي أن لا تتحول الدورة إلى ولاية الخرطوم أو أي ولاية شمالية أخرى لتتحمل حكومة الجنوب وزر إلغاء الدورة المدرسية بعدما تحمّل الشمال الفاتورة المالية لإقامتها.. وبقيت البنية التحتية حقاً وملكاً خاصاً بما يشبه الخديعة والمكر السيء الذي لا يحيق إلا بأهله.. ولا أدري من الذي أصدر قرار استضافة الدورة بالخرطوم لنرفع بذلك الحرج ممن لم يستشعروا أي حرج عند إصدار قرارهم.. وكانت الرسالة التي ستصل لجميع أسر الطلاب هي أن «حكومة الجنوب طردتنا بعدما أكلت حقنا وستفهم كل أم وسيناقش كل أب بأن حكومتنا فعلت ما هو مطلوب منها لكن حكومة الجنوب فعلت العكس وأن الأمر الصادر بإلغاء الدورة المدرسية القومية وشعارها «سوا سوا» ما هو إلا رفض لمبدأ الوحدة أو حتى الانفصال السلس وهذه الضبط الرسالة التي يريد باقان أن يوصلها. ويواصل الضابط الرفيع الرتبة.. شديد الغيرة على وطنه ومواطنيه أحمد الجعلي.. أنا ما عارف دي فاتت كيف على صنّاع القرار؟ ويواصل حديثه «طيب إذا كانت الاستعدادات لاستضافة الدورة لا تحتاج لأكثر من أسبوع كما فعلت ولاية الخرطوم فلماذا نستعد لها بالشهور؟ فالأمر ليس مُجرّد بنية تحتية للملاعب الرياضية والمسارح الثقافية.. ولسنا بحاجة لكي نثبت لباقان أو غيره بأننا جاهزين لمفاجآته غير السارة! فهو ومن يحركه يعلمون أننا دولة مؤسسة وقادرة وراغبة في تطوير نفسها وتنمية قدراتها وخدمة مواطنيها وتأمين حدودها وإعمار ما دمرته النزاعات والحروب.. ويقول الجعلي ما ذنب ولاية الخرطوم في أن تتحمل عبء الدورة المدرسية.. وهل فرغت من حل مشاكلها واستجابت لرغبات مواطنيها واحتياجاتهم حتى تنفق على الدورة المدرسية الملغاة.. وتدعو الجنوبيين كمان!! والتقطت من كلام أحمد الجعلي ورأيت صحة ما ذهب إليه فقلت له إنها دورة القضاء؟ وها هي ولاية الخرطوم قد أعلنت انطلاق فعاليات الدورة المدرسية بالثلاثاء ونتمنى أن يجد الأبناء والبنات فرصتهم في إبراز مواهبهم المختلفة فكم من نجوم اليوم كانت الدورة المدرسية بداية ظهورهم الحقيقي.. وأرجو كذلك أن تخف الجهات المهتمة بالأشبال لحضور المباريات حتى تختار أصحاب الموهبة في المناشط الرياضية كافة ولنبدأ مشوار جديد.. ومن المؤكد أنه لن تشارك المدارس الجنوبية لتزيد من إحراج الحكومة هنا. واحد مصري حبيبنا يصلي خلف إمام حسُن الصوت في صلاة جهرية ولحن الإمام في قراءته فأصلحه أحد المصلين فلما فرغوا من الصلاة ذهب المصري للرجل هائجاً تقاطع الإمام ليه؟ فقال له لقد أخطأ في القراءة فقال المصري «ومالوا أصلوا غلط في البخاري ولأ مسلم». وهذا هو المفروض