نحن من جيل تربى على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية غنينا مع جوليا بطرس ( وين الملايين الشعب العربي وين ) وحفظنا أسماء المدن المحتلة ، وكأننا تذوقنا نكهة برتقال يافا مع البياتي و محمود درويش لكن الملاحظ تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لصالح قضاينا الداخلية المتفجرة فمثلاً، في السودان ما زلنا نعانى تأثير زلزال انفصال الجنوب حتى الآن وقس على ذلك. وفي الأيام الماضية راقبنا جولة رئيس وزراء الكيان الصهيوني في أفريقيا وجهوده في الحصول على صفة مراقب بالاتحاد الأفريقى وقد قال فى معرض حديثه ( إن حصولهم على موقع مراقب أمر بالغ الأهمية ) وفي وسط الانحطاط والضعف العربي والصراعات التي قزمت مواقفنا تجد مواقف مضيئة تخرج كبارقة أمل تحي فينا آمال المقاومة والوقوف في وجه التفاف الصهاينة حول منابع النيل ونحن نقف مكتوفي الأيدي نتفرج على خيباتنا وقد كفانا دبلوماسيو السودان والجزائر وهم ينسقون مواقفهم ويعملون لإحباط المخطط الصهيوني للانضمام للاتحاد الأفريقي بصفة عضو مراقب ، وقد وفقوا في مسعاهم بل كان لموقف البلدين حسب ( الفجر الجزائرية ) أثراً كبير في عدم استقبال ( نيتنياهو ) بمباني الاتحاد الأفريقي إبان زيارته للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. المطامع الصهيونية في منابع النيل قديمة وما مقولتهم من النيل للفرات بعيدة عن الاذهان لكن البعيد عن الاذهان مواقف الدول العربية الاخرى ضمن الاتحاد الافريقى و تدثرها بالصمت ، مما يكشف حالة التراخي العربي أو السكوت على التآمر الصهيوني.. إلى متى سيصمد السودان والجزائر في المواجهة، فقد قدم الكيان الصهيوني للقادة الأفارقة ما لم ولن يقدمه لهم القادة العرب ففاقد الشيء لا يعطيه ، قدم لهم العلم والتكنولجيا لتطوير الزراعة ولإنتاج الألبان وقدم لهم التدريب والتقانة العسكرية، قدم لهم البحوث العلمية التي تساعد في درء الفقر الكامن في القارة الثرية بمواردها والقادة الأفارقة أبدوا اهتماماً بما عرضه نيتنياهو، فهم لا يهمهم إن كان مضمخ في الدم الفلسطينى أم لا ، وهم لا يملكون ترف الاتحاد الأوربي الذي ألزمته المنظمات الحقوقية بأن يميز المنتجات القادمة من المناطق المحتلة بأن يكتب عليها أنها من إسرائيل، ورغم أنه ليس قرار سياسي لكنه قرار أخلاقي لا يملك فقراء أفريقيا ممارسته هنا. الصورة الذهنية للعرب الآن مربوطة بالحروب والصراعات و الجهل والتخلف ما بين حرب اليمن وتفجيرات العراق وقتل بشار للسوريين وتشرذم ليبيا وانتشار لداعش وسط جامعاتنا تأخذ بأيدي أولادنا وبناتنا إلى أتون القتل والذبح والتفجير بينما الصهاينة ينفقون على البحث العلمي أكثر مما تنفقه الدول العربية مجتمعة شكرا للجهد الدبلوماسى السوداني الجزائري، ويبقى الأمل في أن يطبق العرب قواعد العدل والعلم فلا ينتقصهم الصهاينة من أطرافهم في أفريقيا.