هل أنت محظوظ ؟ يا الله.. فلانٌ هذا شخصٌ محظوظ .. فلانٌ هذا له حظٌ عجيب ..أنا ليس لديّ حظ.. كثيراً ما نسمع هذه العبارات.. فهل يوجد شخصٌ محظوظ وشخصٌ غير محظوظ؟!.. بمعني آخر : هل يوجد حظ؟! الإجابة الصحيحة (نعم يوجد حظ).. والإجابة الصحيحة أيضاً (لا.. لا يوجد حظ).. كيف هذا؟.. كيف يمكن أن تكون كلتا الإجابتين صحيحتين؟.. وكل إجابة هي عكس الأخرى؟!.. نعم إذا عرفت ما هو الحظ ، وعرفت كيف تمسك به، هنا يوجد حظ.. أما إذا لم تعرف ما هو الحظ، ولم تعرف كيف تمسك به، هنا لا يوجد حظ .. حسناً اتفقنا.. إذن ما هو الحظ؟ يقول علماء التنمية البشرية إن معادلة الحظ هي كالتالي: (فرصة + استعداد = حظاً). إذن الحظُ يتكون من فرصة زائداً استعداد. إذن أين تكمن المشكلة حتي تكونَ محظوظاً؟.. دعنا نرى: الفرص موجودة في كل مكان.. وأين ما كنت فأنت محاط بالفرص حتى ولو كنت مستلقياً في سريرك داخل بيتك.. والأفكار موجودة بالعشرات وبالمجان.. ولكن المشكلة تكمن في الاستعداد.. نعم ، المشكلة تكمن في الإستعداد .. فهل أنت مستعد؟ .. أهاااا، رجعنا إلى النقطة الأولى.. ماذا أفعل لكي أكون مستعداً؟ ..الإجابة كن يقظاً على الدوام، وارهف حواسك.. افتح عينيك، وارهف سمعك، وأيقظ فؤادك، فالمؤمنُ كيِّسٌ فَطِن، كما وصفه الحديث الشريف.. وانتبه دائماً لما حولك .. هل سمعت بسلسلة فنادق هيلتون؟.. من المؤكد أنك سمعت بها.. فهي أشهر من أنْ تُعَرَّف.. أسسها شخص اسمه هيلتون ولكنه لم يكن يعمل في مجال الفنادق، أو له صلةٌ بالفندقة .. كان رجل أعمال وفي رحلةِ عملٍ له لإحدى البلدات خارج مدينته.. مكثَ الليل كله يبحث عن غرفةٍ خاليةٍ في تلك البلدة، يقضي فيها ليلته ولم يجد.. وفي الصباح ترك ما جاء له من أعمال، وقال : لماذا لا أنشئ فندقاً؟.. وكما يقول السودانيون (ومن ديك وعيك )، أيْ انطلقْ وما زالت أسرته تتوارث سلسلة الفنادق هذه، وآخرهم الآنسة الشهيرة (باريس هيلتون).. هل هذا الشخص محظوظ؟ وهل أتيحت هذه الفرصة له وحده؟.. كم شخص غيره لم يجد غرفةً مثله، وقام بلعن سنسفيل هذه البلدة المشؤومة، وأهلها المشؤومين؟.. ما الذي صنعَ الفرق لدى السيد هيلتون؟.. الذي صنع الفرق هو الإستعداد والتأهب.. كان هيلتون تاجراً شاطراً.. ورجلَ أعمالٍ يعرف كيف يستثمر وليس الاستثمار في المال وحده، ولكنه كذلك في الفرص الجيدة .. هل أنت مستعد؟ .. إذا لم تكن مستعداً دعنا نشتري لك استعداداً، كيف؟.. ما هو شغفك؟ .. ماذا تحب؟ .. بغضَ النظرِ عن عملك.. أو دراستك الجامعية ..نصيحتي لك هي : ابحث عن شغفك.. ابحث عن حبك ثم لاحظ الفرص في المجال الذي تحبه.. لأن حبك لهذا المجال سوف يجعلك ترى الفرص التي فيه أكثرَ من الآخرين.. وسترى أبعدَ من الآخرين.. وكن مستعداً على الدوام .. جداتنا (حبوباتنا) زمان، كان لهن صندوق خشبي يسمى (السحارة)، يحفظنَ فيه الملابس والعطور والنقود والأدوية وكل ما هو عجيبٌ وغريب .. وبرغم شح الإمكانات، وقلة الأثاث، فإن هذه السحارة كانت تحتوي على كل ما يمكن أن يخطر لك علي بال . فقد كنَّ دائما» مستعدات . لذلك خرجت من بين أيديهم أجيالٌ اعتز بهم الوطن. وأختم مقالة اليوم بهذه القصة : في إحدى دوراتي التدريبية كانت إحدى المتدربات مهندسةٌ تعمل بوزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم.. ذكرت أنها درست تخصصاً جديداً في الهندسة وكانوا هم أول دفعة في هذا التخصص .. وكانوا محبطين لما ينتظرهم في سوق العمل.. حيث إنَّ هذا التخصص جديد .. ولم يسمع به معظم الناس .. فلم يتحمسوا لاستخراج شهاداتهم الجامعية.. ولم ينشطوا للبحث عن وظيفة ما عدا صاحبة القصة والتي استخرجت شهادتها الجامعية وكتبت سيرتها الذاتية وأعدت ملفاً معتبراً تركته في الانتظار .. وكانت المفاجأة أن لجنة الاختيار للوظائف فتحت التقديم لهذا التخصص.. وكان الوقت المخصص للتقديم لا يتعدى الساعات.. وبالكاد استطاعت هذه المهندسة الوصول إلى منزلها بسيارة أجرة.. وإحضار أوراقها والتقديم لهذه الوظيفة .. وماذا كانت النتيجة؟.. تم تعيينها في الوظيفة والبقية كانوا نائمين في العسل المر !! تذكر دائماً بأنه يوجد من الحظ ما يكفي الجميع .. وتذكر دائماً بأنَ الحظَ يتكون من فرصة زائداً استعداد .. وتذكر دائماً أن الكونَ ملئ بالفرص .. وتذكر دائماً أن ما ينقصنا هو الاستعداد .. كن مستعداً على الدوام .. وارهف حواسك واتبع شغفك .. وسيأتيك حظك يسعى إليك على عجل بإذنه تعالى ،،، المدرب الإستشاري :