زهاء الساعة إلا ربع قضاها المجتمعون داخل القاعة الرئيسة للمركز القومي للإنتاج الإعلامي يترقبون حضور المتحدثون بالندوة الموسومة بخارطة الطريق, الجميع انتظموا في مقاعدهم المخصصة بينما عدسات المصورين صوبت بعناية نحو المنصة ورغم الجهة المنظمة قد ضربت الساعة 12 ظهراً كموعد لانطلاقة الندوة إلا أن تأخر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عن الموعد لنصف الساعة والغياب المفاجئ للأمين السياسي بالوطني حامد ممتاز أربكا القائمين على الندوة، ولولا تدخل وزير الإعمار والتنمية التحتية بالسلطة الإقليمية تاج الدين بشير نيام وإنقاذه الموقف بالتحدث عن القضية المطروحة لوحده بالمنصة ريثما يأتي البقية لكان فُض سامرالندوة قبل أن تعقد، وغياب ممتاز عن ندوة خارطة الطريق التي نظمها طلاب حزبه أمس لم يكن لأول مرة فقد سجل ممتاز غياباً مماثلاً عن الندوة السابقة التي تتحدث عن ذات القضية، هذا الغياب خلف وراءه عدة تساؤلات فسرت بأنها تأتي في سياق عدم رغبة الحكومة مسابقة الأحداث والخوض على الأقل الآن في تفاصيل الحوار الوطني عقب إقرار قوى نداء السودان للتوقيع بخارطة الطريق. تسوية سياسية نيام الذي وجد نفسه المتحدث الأوحد بالمنصبة ابتدر حديثه عن الحوار الوطني بشهية مفتوحة فعرج بحديثه إلى منعطفات عديدة خلص بها الى أن الحوار لم يكن منحة من الوطني للقوي السياسية الأخرى على الرغم من أنه صاحب المبادرة، لافتاً إلى أن الحوار أتى نتيجة واقع سياسي مرير خاضته كل القوى السياسية بعد عمليات قامت بها بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة بمافيها استخدام القوة لأجل الوصول للسلطة. قبل أن يمضي بحديثه الى أن جميع الأطراف تيقنوا بأن القوة لم تكن الخيار المناسب للوصول إلى الحكم وبعد فذلكة سياسية مطولة استعرض عبرها نيام أهمية الحوار في المضي قدماً نحو التسوية السياسية بالبلاد، و أشار الى وجود أكثر من (994) توصية منها (614) توصية اقتصادية قدمت الى لجان الحوار سيدفع بها الى اللجنة العمومية للحوار المنعقدة في السادس من أغسطس القادم دون إجراء حذف أو تعديل عليها لكنه في ذات الوقت أشار الى أن هنالك توصيات ما تزال عالقة لم يسمها لم يتم التوصل بشأنها إلى قرار نهائي ستتم إحالتها الى المؤتمر العام للحوار. وفند نيام مزاعم المشككين الذين يرون بأن مخرجات الحوار حتى ولو خرجت بصورة جيدة سيسعى الوطني الى عرقلتها بوضعها حبيسة الإدراج بقوله إن الحوار أخذ قدسيته من خلال المشاركين فيه والتأكيدات والوعود التي قطعها رئيس الجمهورية على التزامه بتنفيذ مخرجاته هي أكبر ضامن لإنزال بنوده الى أرض الواقع وانعطف نيام بالحديث الي منعطف آخر حينما اشار الي ان التوافق السياسي سيفضي الي انتخابات مبكرة لكن الممارسات التي تفعلها اللجان الشعبية ستؤدي الي افسادها ان لم تسعي القوي السياسية الي حمايتها متهما في ذات السياق الوطني برشوة بعض الاحزاب بعيداً عن التحضيري الأمين السياسي للشعبي كمال عمر المحامي تحسس رباط عنقه ثم بدأ حديثه مترافعاً عن الحوار الوطني مشيراً الى أن الأسباب الحقيقية في اعتقاد بعض الأحزاب الممانعة من المشاركة فيه كان من أجل سد الباب أمام توحد القوى الإسلامية وهذا الذي يجعل هذه الأحزاب لا تعرف الفرق مابين معارضتها للدولة ومابين معارضتها للحكومة ومضى بحديثه إلى خارطة الطريق التي تمثل القنال الذي يوصل قوى نداء السودان إلى الحوار بعيداً عن حوار المحاصصة من أجل الوصول الى حكومة وفاق وطني، وكمال بحديثه هذا جعل الباب موارباً لقوى نداء السودان عبرخارطة الطريق ليقدموا مقترحاتهم وتوصياتهم مرجياً فتح النقاش حول التوصيات التي قدمت من قبل لجان الحوار الى اللجنة العمومية الى حين انضمام هولاء الموقعين على الخارطة وكمال الذي بدا هادئاً وهو يتبادل الابتسامات والهمسات مع جاره نيام بين الفينة والأخرى مضى بحديثه إلى كشف المستور بحديثه بأنهم في آلية (7+7) يديرون حواراً سرياً مع القوى الممانعة بعد طلبات اطلاعهم على أوراق توصيات الحوارمعتبراً أن الحوار طبخة قد انتهت، قاطعاً في ذات الصدد الطريق أمام أي محاولة إلى ولادة حوار تحضيري يكون رديفاً للحوار الوطني , وقال كمال بعد اعتداله في جلسته ومغازلته لطلاب المؤتمر الوطني بأنه أكثرالشعبيين اطلالة على برامجهم وقال إن مدافعته المستميتة عن الحوار جلبت له الاتهامات بأنه مؤتمر وطني أكثر من ناس المؤتمر الوطني ذاتهم