تصاعُد ارتفاع أسعار الرغيف في الفترة الأخيرة بات هاجساً يؤرق أفكار المواطنين الذين أصبحوا تائهين في ظل الزيادات التي طالت كافة السلع الضرورية للأسر وما بين الارتفاع والحلول المقترحة من قبل جهات الاختصاص ينتظر المواطن على أحر من الجمر انكشاف بوادر الأزمة المتكررة.. وللوقوف على مزيد الحقائق جلست «آخر لحظة» إلى السكرتير السابق لاتحاد أصحاب المخابز محمد عبد الرحيم محمد رحمة. ما هي الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الخبز؟ - أرى أن الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة التي أصبحت تتكرر كثيراً في الآونة الأخيرة ترجع إلى ارتفاع مدخلات الإنتاج والجمارك إلا أن السبب الرئيسي والذي لا يتم التطرق إليه كثيراً هو تغيير عاداتنا الاستهلاكية بالرغم مما يعرف عنا منذ القدم باعتمادنا على «الكسرة» التي كانت تمدنا بقوتنا الرسمي ولماذا لا نفعل ما تفعله بعض الدول كدولة الصين والتي رغم ازدياد عدد سكانها إلا أنهم يعتمدون على الأرز. وكذلك من الأسباب وجود سوق حُر في وقت يصب فيه المواطن جام غضبه على أصحاب المخابز دون الرجوع للأسباب الحقيقية التي ذكرتها آنفاً. أضف لذلك لابد من التزام المخابز بالبيع المباشر للمواطن مع مراعاة التوزيع الجغرافي للمخابز. هل تتفق مع القول بأن ارتفاع أسعار الدقيق يجعل أصحاب المخابز يتلاعبون في الأوزان؟ - الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع أن مسألة الأوزان في صناعة الخبز هي تقديرية وليس للرغيف ميزان محدد فطبيعة العمل لا تحتمل وجود ميزان ومن أراد أن يفعل ذلك فعليه أن يختار كمية من الرغيف لتحديد وزنه. فإذا تحدثنا عن سلعة أخرى كالصابون الذي يُقطّع عبر ماكينات نلاحظ أن هنالك تفاوتاً في أحجامها فما بال الرغيف الذي يقطع بطريقة يدوية. وماذا عن استخدام المواد المضافة كبرومات البوتاسيوم؟ - لا أعتقد أن هنالك صاحب مخبز يستخدم هذه المواد بعد أن ثبت علمياً مدى ضررها ولكن إن وجد فالقانون فوق الجميع وحماية المستهلك لها دورها الذي يجب أن تلعبه في هذا الجانب وكذلك هيئة المواصفات يجب أن تلعب دوراً في هذا الأمر. الاستيراد من الخارج هل يسهم في سد الفجوة المالية ويؤدي إلى انخفاض الأسعار في سلعة الخبز؟ - الاستيراد من الحلول التي وضعتها الحكومة لحل هذه الأزمة إذا دخل الدقيق المستورد الى البلاد دون جمارك واتضح أن سعره أرخص من سعر الدقيق الذي تطحنه المطاحن المحلية يمكن أن تترك هذه المطاحن للدقيق المستخدم لصناعة «المكرونة والشعيرية». برأيك هل المطاحن الموجودة بالبلاد تكفي الطلب؟ - بالطبع لا تكفي إذا ما واصلنا الاعتماد على الرغيف في استهلاكنا اليومي. وما هو مقدار الحاجة الكلية من الدقيق بالبلاد؟ - إذا أردنا أن نعرف احتياجنا الحقيقي من الدقيق علينا أن نتعرف على الكمية المطلوبة من «الرغيف» أولاً، فنحن منذ القدم وإلى يومنا هذا نصنع خبزاً لمائدة لانعرف عدد المدعوين لها فعجبت لحديث أحد المسؤولين عندما قال إننا في السودان نحتاج ل«450» مليون رغيفة في اليوم فكيف توصل لتحديد هذه الكمية؟ برأيك ما هو المخرج من هذه الأزمة؟ - الخروج من هذه الأزمة لن يتأتى إلا بزراعة القمح وذلك لتفادي المعوقات التي تعترض الاستيراد في هذه السلعة بالاضافة لتقليل تصدير الذرة التي يجب أن نعتمد عليها في استهلاكنا اليومي. بالإضافة إلى أن يكون هنالك اتحاد للمخابز له الهيمنة التامة على جميع أصحاب المخابز وكيف يتم ذلك والحكومة تعطي تصاديق للمخابز دون الرجوع للاتحاد؟