سيطر نبأ وفاة الشيخ سعيد محمود موسى مادبو ناظر عموم قبيلة الرزيقات على صدر الصفحات الأولى في الصحف، الأمر الذي يؤكد المكانة الكبيرة التي يحظي بها في أوساط المجتمع السوداني الذي عرف بحبه واحترامه للإدارات الأهلية، وبحسب هارون مديخير القيادي بمجلس الصحوة فإن الناظر مادبو يتمتع بصفات حسنة وترك بصمات في المنطقة المحاذية لدولة الجنوب فيما يلي السلام والاستقرار ونشط في المصالحات، أما محمد عبدالله ود أبوك أحد قيادات المسيرية فقد قال لآخرلحظة إن ناظر الرزيقات رجل هادىء ومتواضع ولا يستطيع أحد طيلة الصراعات القبلية التي حدثت أن يقول إنه تحرك حركة مشبوهة وكان زاهداً حافظ القرآن الناظر سعيد رحل عن عمر يناهز ال 75 عاماً بحسب المهندس إيدام أبوبكر العمدة بقبيلة الرزيقات، وولد الناظر بالضعين وحفظ القرآن الكريم وله 4 من الأبناء وبنتان، وتسلم النظارة من ابن عمه المرحوم موسى إبراهيم موسى مادبو الذى كان وكيله آنذاك واستمر فيها لمدة 21 عاماً ، وأنه لما مرض خلال العامين الأخيرين كان يقوم بتصريف الأعباء إنابة كنه الوكيل محمود موسى إبراهيم، وشهدت فترة نظارته عدلاً في الحكم حيث كان متوزاناً لا يميل إلى أي حزب سياسي. سجل حافل بالمصالحات العمدة إيدام قال إن أبرز المصالحات التى قام بها الناظر الراحل سعيد مادبو الصلح بين الزغاوة والرزيقات في العام 1991م ، والرزيقات والبرقد في نيالا إلى جانب المصالحة بين الرزيقات والمسيرية ببابنوسة ، لافتاً إلى أنه عمل على تحسين العلاقة مع القبائل الحدودية في الجنوب خاصة سلاطين الدينكا والذين أفلح في إنشاء علاقة خاصة معهم مكنت الرعاة من الدخول إلى الأراضي الجنوبية دون عقبات وأن هذه العلائق امتدت قبل الانفصال وبعده، واشتهر بالكرم والحكمة. شهادة الأهل والجيران وكيل ناظر الهبانية جعفر علي الغالي قال إن الناظر سعيد كان رئيساً للمكتب التنفيذي للإدارة الأهلية في ولاية جنوب دارفور القديمة، وشارك في كل المصالحات، وقاد مع زميله المرحوم صلاح الغالي الصلح بين الهبانية والرزيقات في العام 2006م قبل أن يخرج الناس من المستشفى في فترة لم تتجاوز 15 يوماً ، ووصفه بأنه شيخ ورع و"زول آخرة " ونادراً ما يتحدث عن الدنيا ، مشيراً إلى أن من المصالحات التى قام بالمبادرة فيها مبادرة الإصلاح بين الهبانية والفلاتة في العام 2009م. عمر فور ينعي القيادي بالحركة الشعبية شمال عمر عبدالرحمن الشهير ب" عمر فور " سارع لنعي الناظر في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وبعث بتعازيه لعموم الشعب السوداني وشعب دارفور وعلى وجه الخصوص أهلنا الرزيقات وقال إن للناظر فضائل جمة وتاريخ ناصع ونزاهة لا تضاهيها نزاهة ، وعفة وزهد عن مفاخر الحياة وتواضع جم، وأنفة وكرامة وشخصية عظيمة في وسط قيادات الإدارات الأهلية في عموم السودان وفي دارفور خاصة. قصته مع وزير الحركة عمر قال إنه زاره في منزله في نيالا والضعين ، حيث كان يقيم في منازل متواضعة وقال إنه في هذا المقام يذكر له واقعة حدثت بينهما وذلك في العام 2006م في نيالا، مشيراً إلى أنه يوميذ كان وزيراً للزراعة والري إبان حكومة الوحدة الوطنية بعد اتفاقية نيفاشا ،وجاء إليه وكيل الناظر بمكتبه يخبره بأن الناظر سعيد يريد أن يسجل له زيارة بالوزارة إلا أنني رفضت أن يأتيني الناظر في الوزارة، وبعد الدوام اليومي اتصلت بالرفيق عبد الرحمن موسى البشاري، والذي كان نائباً لرئيس المجلس التشريعي لولاية جنوب دارفور في تلك الفترة، حيث رافقني إلى منزل الناظر الكائن بحي الوادي واستقبلنا الناظر دون سابق وعد مني بأنني سازوره، ودار حديث أبوي بيني وبينه ، فاعتذرت له عن سبب رفضي زيارته لي بالوزارة، لأنني وبعد أن رأيت ما حدث للإدارة الأهلية في السودان وخاصة في دارفور قررت ألا يأتيني رجل إدارة أهلية في الوزارة، بل علي الذهاب إليهم وإعطائهم حقهم من الاحترام ما أمكن ، وبعد أن استمع الناظر إلى حديثي بكل أدب واحترام، قال لي يا ابني سيد الوزير، أنا لا أزور الوزراء ولا الولاة في مكاتبهم أو في وزاراتهم، ولكنني سمعت أن وزير الزراعة حافظ للقرآن بين وزراء حكومة الوحدة الوطنية، عليه قررت أن أزورك في مكتبك لذلك لا لشيء آخر. سلام عابر للحدود نعى الناظر لم يقف عند رئاسة الجمهورية أو حكومات الولايات بل حتى مؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية فقد سارعت الحركة الشعبية شمال وحركة تحرير السودان بقيادة مناوي إلى نعيه ، كما خطت الإدارات الأهلية ذات الخطوة ولحقت بها مبادرة (صحفيون ضد العنف القبلي) التي قالت في بيانها إن مجهودات ناظر الرزيقات في السلام الاجتماعي والتعايش السلمي تعدت حدود ولاية شرق دارفور وقبيلته لتعم كل السودان ودول الجوار وإن فقده تتأثر به كل البلاد.