من خلال الاستطلاع الذي أجرته آخر لحظة بالخرطوم، اتضح أنه لا زال الارتفاع في أسعار القمح والخبز الذي يعد السلعة الرئيسة لدى غالبية المواطنين، في ارتفاع مستمر، وليست هناك أية مؤشرات بانخفاض الأسعار، وهذا ما أشار إليه معظم أصحاب المخابز الذين استطلعتهم الصحيفة، بل توقعوا أن تكون هناك زيادة في الأيام المقبلة إلا إذا توفر القمح في الأسواق، وهذا في الوقت الحالي يعد ضرباً من الخيال نسبة لارتفاع أسعاره عالمياً، وارتفاع أسعار الدولار أيضاً، مشيرين إلى أن القمح الذي يستعمل في المطاحن الكبرى «سيقا، ويتا وسين» هو قمح مستورد إما من أستراليا أو كندا، وهو من أغلى أسعار القمح عالمياً، مضيفاً أن هناك ضعفاً في الحركة الشرائية منذ بداية الارتفاع.. وأوضح صاحب مخبز أن الأزمة الحالية بدأت منذ ارتفاع أسعار الدقيق، حيث وصل سعر الجوال «116» جنيهاً بدلاً عن «95» جنيهاً، مشيراً إلى أن انعدام الدقيق أدى لارتفاع أسعار الخبز ليصل إلى أن«أربعة عيشات» فقط بواحد جنيه، وأوضح أنه بالرغم من الوعود التي نسمعها من المسؤولين، إلا أنه ليست هناك أفعال ملموسة، بل هناك توقعات بزيادة أكثر من ذلك في الأيام القادمة، متناولاً تصريحات الوالي بالاستيراد من الخارج بأنه سوف يسد الفجوة الحالية فقط ولن يؤدي لانخفاض الأسعار- معلقاً- أن القمح المستورد معظمه من أوربا «أستراليا وكندا»، وأن القمح حالياً في هذه البلاد في مرحلة نمو، أي لن يحصد إلا بعد عدة شهور، موجهاً سؤالاً.. ماذا سوف يحدث خلالها مع هذا الارتفاع المتواصل للقمح، مضيفاً أن الحل يمكن أن يكون في تحرير الأسعار وترك الموضوع للعرض والطلب، وأكد أن المنافسة الحرة يمكن أن تؤدي لانخفاض الأسعار.. وتابع قائلاً: إن الارتفاع يؤثر بصورة غير مباشرة على أصحاب المخابز، حيث إن زيادة الارتفاع سوف تؤدي لضعف القوة الشرائية واتجاه المواطن للتقليل من الشراء ولجوئه لمعينات أخرى والرجوع للذرة. وفي نفس السياق ذكر طارق المنير-صاحب مخبز: أن ارتفاع أسعار الخبز صاحبته أيضاً زيادة في أسعار الخميرة، حيث بلغ سعر الكرتونة «160» جنيهاً بدلاً عن «120» جنيهاً، متسائلاً: إن القمح وراء زيادة سعر الخبز.. فما هو سبب زيادة أسعار الخميرة؟.. وعند سؤاله عن أسعار الخبز الآن أوضح أن سعر «10 عيشات» بلغ 2.5 جنيه، بدلاً عن «2» جنيه.. وتوقع زيادة في أسعار الخبز قد تصل ل10%، مستنداً في قوله على أن الزيادة بدأت بشكل بسيط، ثم انطلقت تصاعدياً. وفي استطلاع قامت به الصحيفة وسط المواطنين عن الزيادة وأثرها على الأسر ذكر المواطن محمد محجوب -معاشي- أن هذه الزيادة «خربت» الميزانية نهائياً، ففي السابق كانت قيمة الوجبة الواحدة من الخبز تقدر ب2 جنيه بمعدل «10» أرغفة، أما الآن ف«2» جنيه لا تفي بالغرض، حيث قلت الكمية من «10 » إلى «8 » عيشات، وهذا على نطاق الأسرة فقط، فما بالك لو جاءنا ضيوف سوف تزيد الكمية وبالتأكيد القيمة، وأنا كمعاشي أية إضافات على ميزانيتي تؤدي لخسارة، حيث إن المعاش بالكاد يسد الرمق ولسنا في حاجة لزيادة في أي شيء، مطالباً المسؤولين بإيجاد الحلول في زمن وجيز وإلا الله أعلم ماذا سوف يحدث، مضيفاً للأسف أنا كمعاشي فإن يومي يقدر ب«4» جنيهات، فأين أصرف هذه الجنيهات في السوق أم الخبز أم السكر أم في ماذا؟ وذكر المواطن حسن أحمد محمد-موظف بالقطاع الخاص- نحن على الأقل لدينا دخل عالٍ فما بالك بصاحب الدخل المحدود وأصحاب الأعمال الهامشية، كيف يواجهون زيادة في سعر سلعة مهمة ورئيسية بالنسبة لهم، مضيفاً أن القمح المستعمل حالياً في المخابز إما قمح استرالي أو كندي، وهو أغلى أنواع القمح عالمياً، ونحن بلد زراعي فلماذا لا نتجه لاستعمال الإنتاج المحلي لفك الأزمة الحالية- مردفاً- بالرغم من وجودة الخبز ولكن نحن في النهاية من دول العالم الثالث، فلماذا لا نستورد قمحاً أقل تكلفة ونضيف إليه بعض المكونات كما هو متبع في دولة مصر الشقيقة، فهذا الارتفاع أضر بميزانية المواطن وزاد على همه هماً جديداً ويكمن الحل في نظره، في أن يكون هناك دعم من قبل الحكومة لهذه السلعة، بل حتى لا يوجد إعلان مسبق لزيادة قبل أن تحدث، ليفاجأ المواطن بالزيادة أمام المخابز، مواصلاً في الحديث قائلاً: ألا يوجد احتياطي لدى الدولة أو إستراتيجية لمواجهة مثل هذه الأزمات، فالمواطن هو المتضرر الأول والأخير.