جرى العرف أن منظمات المجتمع المدني في مقدمتها المنظمات الخيرية والإنسانية، تلعب دوراً محورياً في مساندة المجتمعات والمناطق التي تكتنفها أحوال وظروف طارئة، سواء بسبب الكوارث الطبيعية أو نقص الغذاء والمجاعات أو بسبب النزاعات المسلحة والحروب، الحكومات عادة ما تكون مشغولة بما يليها من تدبير شؤون مقاتليها والمواطنين الذين يقعون تحت مسئوليتها المباشرة، إذا كان لديها فائض من المال والخدمات تقدمها لأولئك مثل ما تكون الحركات المسلحة والمتمردة، ومناطق النزاع مهتمة بمقاتليها ومعسكرات اللجوء، والتي تحت في مناطق سيطرتها إذا كان لديها ما تقدمه لهؤلاء، دائماً ما تبقى هناك فجوة سواء في الغذاء أو الخدمات الصحية ومقاومة الأوبئة، التي عادة ما ترافق ضحايا الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة هذه الفجوة غالباً ما تغطيها منظمات المجتمع المدني من جمعيات خيرية أو منظمات مختصة كالهلال الأحمر والصليب، التي بطبيعتها منظمات عابرة للحدود، وتوفر أحياناً بل تلعب دور الوسيط لتبادل الأسرار أو إخلاء سبيل المختطفين من هذا الفريق أو ذاك. هذه المنظمات غالباً ما تصطدم برغبات الحكومات، بأن تعمل تحت مظلتها مباشرة وتحت عيونها، خصوصاً والحكومات تخاف أن تصبح بعرضها بمثابة حصان طروادة لخصومها مثل ما تصطدم أحياناً بالمعارضين المسلحين، الذين لا يحسنون الظن فيها إذا ما جاءت عبر ترتيبات حكومية ظناً منهم أيضاً أنها قد تكون في خدمة منظمات المجتمع المدني، أصبحت على مستوى كل العالم، وهي ذات دور محوري في خدمة المجتمع وأهدافه الكبرى التنموية والإعمارية والتنويرية والمعرفية، تغير اهتمام تلك المنظمات بالكوارث الطبيعية والحروب، فهي تهتم بتنمية المجتمع وقضاياه الحيوية اليومية من صحة وتعليم وتحصين الأطفال، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يمكن أن تلعب دوراً سياسياً رديفاً للأحزاب السياسية دون أن تصبح جزءاً من أي معسكر سياسي بصورة مباشرة، إذا أضحى لديها مقعد محجوز في كل المؤتمرات والمحافل الوطنية والدولية باعتبارها أحد روافد الحوار المجتمعي.