فتح المهتمون بتاريخ السودان صفحة أحد رجالات المهدية الذين استطاعوا دحر الجيش التركي الغازي للبلاد، المهتمون وضعوا ليونس ود الدكيم الملقب بود تورشين صوراً احتفائية، فأوردت تصحيحات حول الصورة، وزادوا عليها بالكتابة والمعلومات التاريخية المهمة عن رجل نسبت إليه أحاديث كثيرة أشهرها الرسالة التي بعثها الخليفة التعايشي إلي ملكة بريطانيا من الخليفة عبد الله التعايشي خليفة المهدي إلى فيكتوريا ملكة بريطانيا ..سلمي تسلمي .. ونعرض عليك الدخول في الاسلام فإن قبلت وآمنت ودخلت في دين الله زوجناك الأمير يونس ود الدكيم، ان هو قبل بهذا ..والسلام علي من اتبع الهدى) هذه العبارة شكك البعض في صحتها، فهناك من قال إن كتاب التاريخ الأوربيون مثل سلاطين باشا ونعوم شقير لم يذكروا هذه العبارة لأن كتابتهم عن يونس اقتصرت حول رسائل لملوك غير الملكة البريطانية التاريخ المكتوب عن أبطال المهدية سطره أجانب، لذا تجد من يشكك في صحة المعلومات الواردة، حتى المؤرخين السودانين لم يسلموا من دائرة الشك، ويونس حسب ما وصف المؤرخ البريطاني جي آر هو عم وقيل خال الخليفة عبد الله التعايشي، في شبابه عمل صياداً للأفيال، رغم أن ملامح وجهه كانت تتصف بالوسامة، لكن كان جسوراَ، وكان له جسم دقيق وله عينا صقر، مثل كثير من البقارة. كان حاذقاً في فنون الفروسية، وقائداً لسلاح فرسان الخليفة، قبل سقوط مدينة الأبيض بعث به المهدي للتعامل مع قبيلة الرزيقات في دارفور، ودعوتهم للانضمام للمهدية ونجح في ذلك، بعد وفاة المهدي، بعث به الخليفة إلى كردفان لإخماد عدد من حالات التمرد والثورات بين القبائل، وتنقل في عدد من المناطق، شهد الأمير ود الدكيم معركتي «كرري» و»أم دبيكرات»، ولم يصب فيهما بخدش. بقي في أم درمان حتى أدركته المنية في صيف عام 1935م عن عمر ناهز 130 سنة، وهناك من كتب أن يونس تم أسره بعد مقتل الخليفة عبدالله التعايشي في أم دبيكرات، وأخذ إلى سجن رشيد في مصر، ومعه عثمان شيخ الدين (ابن الخليفة المدلل) وآخرون، وكان في نفس السجن من قبلهم الأمير محمود ود أحمد الذي تم أسره بعد معركة عطبرة، وتوفي الأمير محمود ود احمد هناك سنة 1906، أما شيخ الدين الذي كان جريحاً فقد توفي عام 1900 وقد قضى ود الدكيم مدة طويلة في السجن، ثم أطلق سراحه وأعيد إلى السودان وعاش في أمدرمان حتى أدركته الوفاة بعد عمر مديد سنة 1936