اجتمع بالأمس نفر كريم من الشعراء والملحنين تحت شجرة المجلس القومي للثقافة والفنون لمناقشة التعدي السافر على أغنياتهم التي يتغنى بها في حفلات الأعراس دون أن ينالهم من (عداد الحفل) نصيب وهو حق أصيل بالنسبة لهم. المبادرة قادها الملحن أحمد المك والذي كان يأمل أن يبايعه الشعراء والملحنون وكبار المطربين (تحت الشجرة)، على انتزاع الحقوق من قراصنة الأغنيات، مطربين ومطربات، ولكن لم تأتِ رياح الاجتماع بما تشتهي سفن المك ولا كما كنا نود نحن، فقد تحولت (اللمة) إلى جلسة (ونسة) تحت ظلال أشجار المجلس القومي للثقافة والفنون دون أن يخرج (الجالسون بشيء)، وذلك من وجهة نظرنا يمثل خسارة كبيرة للفن والفنانين، لأنه من الصعب جداً أن يلتقوا في جلسة مماثلة، ومن الصعب أن يتفقوا على كلمة سواء، فقد بدا الاختلاف واضحاً من خلال ما طرح من آراء، معظمها كان خجولاً ومرتدياً ثوب العاصفة، بينما جهل البعض أن ما يتناقشون حوله هو قانون وحقوق وليس تسولاً على موائد المغنين والمغنيات. أقولها صراحة، إذا كان هذا هو فهم البعض من كبار الشعراء والملحنين والمطربين لقانون الملكية الفكرية وإنه جودية، فأبشرهم بطول ضياع لحقوقهم، وأبشر القراصنة أن لا أحد سيسألهم. المؤسف أن سياسة الجودية في الوسط الفني كانت غائبة لزمان طويل إلى أن أتى بها الأمين الأسبق لمجلس المصنفات الأدبية والفنية الشاعر التيجاني حاج موسى ثم سار على دربه مجلس نقابة المهن الموسيقية والتمثيلية بقيادة الممثل علي مهدي، وهي بالطبع سياسة لا مكان لها في الساحة الفنية طالما أن هناك (لصوصاً)، نعم (لصوص) يسرقون أغنيات شعراء وملحنين ويتغنون بها في الحفلات الخاصة والعامة ويجنون من ورائها الملايين، في وقت لا يجد أصحابها (حق الدواء) أو (حق الفطور) لأولادهم، وفيهم من قتلته الحسرة وفيهم من يعاني والغصة تطعن في حلقه. المؤسف أكثر أننا من أوائل الدول التي عرفت قانون الملكية الفكرية، ومن أوائل الدول التي أنشأت له النيابات والمحاكم، ولكن سياسة الجودية وتجاهل الجهات المعنية جعل من القانون حبراً على ورق إلا في حالات نادرة، مع أنه من الساهل جداً أن يطبق إذا ما قامت وزارة الثقافة عبر إداراتها المعنية بواجبها كاملاً، وإذا ما عرف مجلس نقابة المهن الموسيقية دوره وقام به.. وإذا وإذا وآه من إذا. *خلاصة الشوف إذا كان الشعراء والملحنون في انتظار أن مجلس نقابة المهن الموسيقية أو مجلس المصنفات أن يعيد لهم حقوقهم المهدرة في (بيوت الأعراس) والمسارح والفضائيات والإذاعات.. (واطتهم أصبحت).