الأحبة أصدقاء وأعداء حديقة شمس المشارق.. وإن شئتم (خنادق وبنادق) شمس المشارق.. ٭ وأشواقي لكم لم تفتر لأرواحكم السمحة.. (صبركم الذي كاد أن يلامس صبر أيوب) ورغم ذلك ما غابت الابتسامة لحظة من وجوهكم العامرة بالخير ولا انطفأت، رغم وابل أمطار اليأس والمكاره، ووطأة الحياة شعلة من نيران آمالكم الممتدة وأحلامكم الشاسعة بغدٍ أروع ومستقبل أفضل، ونحن نردد في ثقة ويقين و (قاطعين الشك) أن الشمس ستشرق مرة أخرى وأن الظلام سوف يرحل منهزماً ..وهل كان (الهادي آدم) إلا صادقاً عندما أبهرت به العالم (أم كلثوم) وهي تشدو أو تطرب.. أو تُسكر: غداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاً وغداً ننسى فلا نأسى على زمن تولى وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا.. ٭ الآن يا أحبة أنا في مكتب مدير مكتب النائب الأول الفريق بكري حسن صالح.. وطبعاً وأنت تتأهب لمقابلة الرجل الثاني في الوطن البهيج.. لا بد لك من (جلسة) قصيرة مع السيد مدير مكتبه.. أنا الآن غارق حتى(الرقبة) في كرسي تفضح فخامته ووسامته ملابسي (المركمشة) يقابلني مباشرة السيد مدير مكتبه وبيننا (تربيزة) أرى في (خشبها) الصقيل كل تفاصيل وجهي.. بها كوب من عصير الليمون، وكأن التاريخ عاد بالوطن الى تلك الأيام الزاهيات، التي كانت تصنع مثل ذاك الشراب، وهي مصلحة المرطبات والفنادق التي دهستها خيول الإنقاذ وشيعتها إلى مثواها الأخير، لترقد في سلام موؤدة مع قلاع ولوحات من الجمال هدتها معاول (الأخوان).. نعم أنا في مكتب مدير مكتب النائب الأول.. لا أحس بأنني في حجرة بل في روضة من رياض هبطت من (الجنة) ليس لفخامة أو وسامة.. بل لأن مدير هذا المكتب هو الشاعر السفير الياس فتح الرحمن.. لذا نحن في زورق تتقاذفه في سلم وبهجة وإمتاع موجات ليست من الماء الرقراق، بل هو ماء وأظنه ماء ورد، أو عصير مسك أو عصارة صندل معصور.. سعيد حد النشوة أنا والطرب، حديثنا القصير مع الشاعر السفير ما به حرف واحد عن المباحثات.. تلك ستكون فقط مع الفريق النائب الأول .. كل ونستنا التي تمهد لدخولي إلى مكتب الفريق.. هي عن الفن والإبداع والجمال، والسفير الشاعر هو من مظان البهاء والجمال.. هو قارورة عطر بهيج.. انتزعه القصر ظافراً من (الخارجية) التي أضحت بفقده مثل أفراخ طير أمهم بكرت فأصابها رامياً ما خانه الوتر. ٭ سبحان الذي لا يتغير.. ألم أقل لكم إن الإنقاذ قد بدأت تسترد ثوب العافية، وإنها قد برأت من ذاك الجن الكلكي الذي كان يتلبسها في تلك الأيام المفزعة.. وها هي تعترف مؤخراً بأن أروع لافتاتها وأبهى عناوينها هم الشعراء والسفراء، الذين يكتبون الحروف على صفحة الورود، أو على قشر البرتقال، لتبدو بهية القوام ثرية الأعضاء أجادوا في إبهار توزيعها.. بكرة نقابل النائب الأول.