* الزميل صاحب الرسم الكاريكاتوري المتميز (نزيه)، كان قد جسّد الواقع الاقتصادي ب(كاريكاتير) فحواه، أن مواطناً يسخر من طبيب يقول له لحظة مغادرته لعيادته: (قال ابلع تلاتة حبات ، حبة بعد كل وجبة .. إذا أنا باكل تلاتة وجبات كان جيتك). * اقترب موعد تشكيل الحكومة الجديدة، والذي سيكون في نوفمبر المقبل، وهو الخبر الذي انفردت به (آخرلحظة)، و سيكون الطاقم الاقتصادي ، تحت المجهر بكل تأكيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة. * يعلم القاصي والداني تأثيرات انقطاع نفط الجنوب، عقب الانفصال، و المتغيرات الدولية، والأوضاع ببعض دول الجوار، والتي لديها مع السودان تبادل تجاري ، فضلاً عن العقوبات الأمريكية الآحادية المفروضة على البلاد. * لكن بالنظر لكل تلك المسائل، وجلها مر عليها عدة سنوات، ووقعت في حقبة وزير المالية ومحافظ المركزي السابقين (علي محمود ومحمد خير الزبير).. فالذي كان مرجواً من خلفيهما (بدر الدين محمود وعبد الرحمن حسن)، الانتقال لمربع جديد. * بدر الدين يتبع سياسة في كرة القدم وهي أن ينتظر اللاعب الكرة حتى تأتية في قدمه)، بينما فنون اللعبة تتطلب منك اقتلاع الكرة في أحايين كثيرة.. يقوم الوزير باستكمال برنامج رفع الدعم على استحياء دون أن يظهر مردود خطواته. * دول كثيرة رفعت الدعم عن بعض السلع والوقود، آخرها الدولة الغنية الكويت، والتي رفعت الدعم قبل أيام عن الوقود ، لكن الفرق أن الخطوات هناك تتم بدراسة، بينما هنا يمد تجار الدولار لسانهم لوزير المالية. * يُقابل بدر الدين وكذلك المحافظ عبد الرحمن بهجوم عنيف، واللافت أن انتقاد الرجلين جاء هذه المرة من داخل البيت.. محافظ المركزي الأسبق صابر محمد الحسن أقر بفشل الفريق الاقتصادي، بينما وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي خير الحكومة، بين اتخاذ قرارات اقتصادية جريئة عبر تحرير سعر الصرف أو مواجهة ما أسماها بثورة الجياع. * بل إن تعليق فشل السياسة الاقتصادية على (شماعة) الحصار الأمريكي، لم تعد صالحة للتداول أو مبرئة لذمة الوزير والمحافظ بعد أن أبدى حمدي استغرابه لذلك الأمر، بينما ظل نواب يؤكدون عدم تأثير العقوبات الأمريكية بالحجم الذي تتحدث عنه الحكومة ووزير ماليتها. * لم يستطيع وزير المالية ولا محافظ المركزي كبح جماع الدولار، وحتى صندوق دعم الزراعة الذي كان من الممكن أن يسهم في تحقيق بعض الإنتاج، فشل الوزير في تحصينه ودعمه بالشكل المطلوب. * حتى الآن لم يجب وزير المالية على سؤال، كيف ستتم زراعة الكميات المهولة من القمح والذرة والتي أعل عنها عند استعراضه الموازنة، وهو لم يدعم الزراعة.. لا يخالجني الشك أن مراكز قوى تسيطر على الاقتصاد بأشكال مختلفة. * الحكومة لديها أموال طائلة، ولكن العبرة في من يضبط ذلك المال، ثم يوظفه بالطريقة الصحيحة وقطعاً ليس بدر الدين ولا عبد الرحمن.