وأرى شعلة أو مصباح قطار، بل بؤرة نور (صاري المولد) في آخر النفق.. أعلم يقيناً أن هذا الوطن سيظل موطناً وركناً وقلعة من قلاع الأمن والسلام.. لا تزعجني كثيراً ولا قليلاً قسوة الحياة وانفلات الأسعار وجنون (الدولار)، ولا تفزعني لحظة طلقات الحرب المجنونة التي تلون بالشهب الحمراء مساحات الفضاء.. حتماً يوماً ستصمت البنادق وتخرس المدافع.. وينجلي الدخان وينجاب ذاك العتيد عندما نلجم و(نضرم) الشيطان.. وعندما يعود العقل وعندها ستصفو الحياة بعد كدرتها وكل دور إذا ما تم ينقلب.. ووقتها سنغني مع (ثومة)... والبديع (الهادي آدم) حضوراً وكل شعب السودان يغني للوطن وليس للحبيبة. غداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاً، وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى، وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا.. وقد يسأل الناس.. من أين لك كل ذاك التفاؤل يارجل؟ وأجيب في يقين لا يخلخله شك.. وثقة لا يزعزعها ظن إن (يدي مليانه) بالوعد والرجاء والتمني. أول الوعود أن الجنرال النائب الأول قد قطع أمام الشعب المدهش المثقف النبيل والفريد، بأنه سوف يقوم بإصلاح الدولة.. وعد وبشَّر بأن الوابل من سحب الإصلاح ينتظر.. وأن أحشاء سحب الخير لا محالة قادمة.. وها هو رذاذ الإصلاح يبلل تربة الوطن التي صادقها ولازمها الجفاف والتشقق وها نحن نرى ملفات كانت في مخازن وسراديب الخزائن قد انزاح منه دفيقها (التراب) وهاهو مولانا عوض الحسن النور.. يجتاز غابات يربض فيها الشيطان... والرجل (أعانة الله) و(وفقه الله) و(حفظه الله) يدخل في عرين الأسود.. ويتوغل وتتوغل أصابعه في (أعشاش الدبابير).. وهاهم بعض (النجوم) الذين كنا نظن في (غشامة) إنهم لن يقفوا أمام محكمة في الأرض إلا في محكمة العدل الجبار، وعندما ينصب (الميزان) وتتطاير الأوراق ملتزمة (الأعناق) وحيث إما جنات تجري من تحتها الأنهار و (دي ما أظنها تكون مشرعة الأبواب لهؤلاء النجوم).. و(إما ناراً توج دخاناً) وهي الوجهة أو محطة الوصول الأرجح. وفي الحلقة الرابعة كنت قد كتبت إن (الإنقاذ) قد قطعت 50% من مسيرتنا القاصدة قلب الشمس واليوم نفصل.. ولكن قبل الشرح والإبانة لابد من قصة قصيرة نستدعيها من بطن التاريخ.. تقول القصة .. إن الحجاج بن يوسف الثقفي عندما تولى إمارة العراق وفي أول يوم له في مسيرة الحكم جمع الناس وخاطبهم قائلاً.. عليكم أن تحمدوا الله وتلهج ألسنتكم له بالشكر، لأنه وعندما وُليت عليكم رفع الله عنكم الطاعون.. هنا وقف أحد أفراد الرعية وأظنه كان رجلاً (قنعان من الحياة) و(محرقاهو روحو) وكأنه يسعى إلى الموت بقدميه.. وقف الرجل من وسط الجموع وخاطب الحجاج قائلاً (إن الله أكرم من يجمع علينا الحجاج والطاعون). (وأنا قنعان من روحي)، وأقول إن الله أكرم من أن يجمع علينا الإنقاذ و(الأخوان)، وهاهم الجنرالات يزيحون (الأخوان) لنعيش مواسم الأفراح كما عاشها أحبابنا في شمال الوادي، وعندما أزاح السيسي (الأخوان) وفي ذاك اليوم السعيد احتفلت في صخب وزهو مع (عبد الله الشيخ) فرحاً وابتهاجاً بذهاب دولة (الأخوان) وبكره نواصل.