رفع كل الحاضرين حاجب الدهشة في مدينة ود مدني وهم يتابعون خطاب المعايدة الذي القاه والي ولاية الجزيرة محمد طاهر ايلا ...الخطاب حمل بين ثناياه لغة تسامح ودعوة للتكاتف والتماسك وتعهدات بالتنمية والبناء والإعمار .. والمدهش في ذلك أن الرجل وقبل حلول عيد الأضحى بأيام قلائل عند عودته إلى الجزيرة قادما من مسقط رأسه بشرق السودان بعد قضاء فترة نقاهة هناك القى كلمات تحمل الويل والثبور وتتوعد ما أسماهم بخفافيش الظلام وضرب أوكار الفساد فما بين اللغتين أرتسهمت الدهشة في وجوه الحاضرين للخطاب الثاني وبدأت تظهر على شفاههم ابتسامات صفراء وفي وجوههم حالة من الاستغراب وكثير من علامات الاستفهام والتعجب . اللافتة البالية ويبدو أن الرجل لايريد أن يفسد على الولاية الخضراء فرحة العيد أو لعله تذكر العبارة المكتوبة بعناية على اللافتة القديمة البالية عند مدخل المدينة (إبتسم فأنت بود مدني ) ، ايلا غير لغته بصورة كاد لايصدقها البعض لاسيما الذين ارتعشت أيديهم وزاد خفقان قلوبهم عند سماعهم لكلمات الخطاب الأول في غرة شهر ذي الحجة . المهم أن خطاب الرجل الأول في الولاية جاء هادياً وازال كثير من مما علق في النفوس فكلما قال كلمة تسامح كلما تنفست مدينة الفن والجمال الصعداء وظن أهلها خيراً في الرجل وهو يفتح قلبه ويوسع صدره لتخطي حالة الغبن الى براحات التنمية والإعمار ويتحدث عن أن الجزيرة غنية وقادرة على النهوض لما تتمع به من وعي انسانها وثرواتها ، ويقول أن حكومة الولاية ستكون خادمة للمواطن والعمل من أجله وليس هنالك مجالا للحديث أو الكلام ويذهب بحديثه وهو يلطف مزيدا من الاجواء الى اطلاق وعود عن الإهتمام بالتنمية والزراعة والري والاصلاح ، ولم يطلق لسانه ليتحدث عن الفساد والتخوين والتهديد . نار التقابة لم يكن الوالي لينفعل مثلما فعل من قبل وهو يخاطب لقاءً جماهيرياً حاشداً داخل خلاوي الشيخ الطيب المرين بالهلالية ولربما رأى الرجل أن تشتعل نيران التقابة داخل الخلاوة لتطفي نيران الفتنة في الولاية وهو يتحدث عن إعمار الخلاوي ويتعهد ببناء وترميم الخلاوة التي انهارت في السابق مشيداً بالطرق الصوفية في نشر الإسلام والعلم والمحافظة على وحدة البلاد ونبذ الجهوية والقبلية وقال ل(آخر لحظة) أن البلاد ستشهد تحولا كبيرا بعد مخرجات الحوار الوطني في المرحلة المقبلة بتشكيل حكومات وهيئات تستوعب الجميع دون اقصاء لطرف على أن يكون الجميع سواسية أمام القانون داعياً الممانعيين للالتحاق بالحوار الوطني وصولاً الى سلام شامل . لغة جديدة اللغة الجديدة الهادئة التي تحدث بها ايلا انعكست ايجاباً على موقف خصومه في المجلس التشريعي الذين أشادوا بالخطاب وقال عضو المجلس المستقل عمار محمد زين أن حديث الوالي عندعودته كان انتصاراً للذات حيث تحدث بلا مناسبة عن ضرب أوكارالفساد .وخفافيش الظلام .وطالب الوالي بمحاسبة المفسدين إن كان هناك فساد وضرب اوكاره والتعجيل بمحاكمة الفاسدين حتى يكونوا عظة للآخرين.وحتى لايصبح الحديث عن الفساد مثل الحديث عن (ود ام بعلو).