@ عاد والي الجزيرة محمد طاهر أيلا من اجازته السنوية التي قضاها مستجما في مصايف جمهورية مصر ، عودته هذه كانت مثيرة للجدل والاستغراب خاصة الحشد الذي أعد له خصيصا و أشرف عليه المعتمدون حتى يأمنوا شرور الوالي الذي يعشق الظهور و الاضواء . لم يكُ الحشد مجرد صدفة او تدافع عفوي كما أشاع و لكنها رغبة اكيدة تلامس الأنا التي ، عطلت لها (دواليب) العمل في محليات الولاية التي تقع في طريق موكبه السائر وسط العاملين المجبرين لاستقباله و كأنه من أبطال اسبارتاكا . حشد من المغلوبين علي أمرهم ، في مقدمتهم تلاميذ المدارس والعاملين بالدولة والهتيفة والبسطاء والذين أعدت لهم غرف النقل بالمحليات ، المركبات وتهافت (المبدعين ) من سماسرة المواكب الذين قاموا باستئجار الذبائح لهذا المشهد الميلودرامي والتي سرعان ما حُمِّلت بعد الذبح (لزوم كاميرات ايلا اليوم ) علي ظهر البكاسي لتباع في الاسواق في مشهد أصبح مألوفا في زمن الانقاذ الذي جاء بأيلا واليا علي الجزيرة (جزيرة مالك ود ابوروف) . @ بعد هروبه من كوارث الخريف عاد أيلا ليعلن الحرب علي مواطني الجزيرة الكرام من خلال خطاب عدائي يرتجف من الخوف ، اساء فيه الي مواطني الجزيرة الذين لهم الحق في الاعراب عن رأيهم الرافض لسياساته التي كانت محصلتها الخراب و الدمار الذي فضحته الامطار . ظن أيلا أن اهل الجزيرة سيسيرون في طريق المركز الذي بالغ في تدليله و عدم محاسبته . عاد ايلا غضبانا كما ذهب ، من المجلس التشريعي الولائي الذي اسقط له مشروع صندوق دعم التنمية حتي يصبح تحت تصرفه بدون رقابة وزارة المالية الوصي علي المال العام و كان المخطط لهذا الصندوق ، مواراة سوءات سياسة أيلا التي اسفرت عن مخالفات و تجاوزات ، جاءت في إفادات احد اعضاء المجلس التشريعي الولائي (الزهاوي بشير) بأن هنالك فساد في عقودات الطرق و الجسور بالجزيرة وفي إفادات اخري تم الكشف عن تجاوزات في الإدارة المالية بتخليها عن النظم المحاسبية المعروفة التي تحكم المال العام ، اصبح هذا و غيره حديث للعامة في ظل غياب المراجعة التي لن تجد صعوبة في كشف الحقيقة للجميع خاصة أولئك المخدوعين الذين سيندهشوا بأن الفساد المالي في عهد أيلا ، فساد (عينة) غير مسبوق له ضحايا من كبار المسئولين فئة (المغفل/ة النافع/ة) . @ اجمع عدد من (المحترمين) في ولاية الجزيرة من عضوية الحزب الحاكم و الحركة الاسلامية بأن أيلا في خطاب(الخوف) الغير موفق اعلن الحرب حتي علي الحزب ولا يمكن مناصحته لأنه مستقوي برئيس الجمهورية و قالها صراحة "ما دام أنا مسئول و مكلف من رئيس الجمهورية لا تخيفني أحاديث الآخرين" . كل ولاة الولايات مكلفون من قبل رئيس الجمهورية ولا يوجد بينهم من إستغل هذا التكليف ليعلن الحرب بكل تلك العنجهية و الصلف و الغرور كما جاء في خطاب (الخوف) و الحقائق المغلوطة و هو يسيء الي معارضيه بخفافيش الظلام ، اعداء للتنمية والاستقرار ، وكأن أيلا يقود تنمية حقيقية و كل ما هناك ردميات طرق بالاسفلت و الانترلوك ذابت بفعل الامطار لأنه هو المهندس و الاستشاري و المقاول ، كان عليه ان يوجه الاتهامات لشركاته التي نفذت تلك المشاريع المضروبة . خطاب ايلا حول الفساد و المفسدين أصبح (مكرر و بائخ) انقلب عليه لأنه من لم يحاسب فاسد فهو فاسد مثله و حتي هذه اللحظة يتحدث عن وجود فساد و مفسدين و لم يقدم متهم واحد للعدالة . ملف تجاوزات و مخالفات أيلا في الجزيرة لا تحص فقط الحسم في يد تيم المراجعة القانونية ولعل هذا ما يرعب ايلا بعد أن تأكد ان الخطوة القادمة بيد المجلس التشريعي الذي يطالب نوابه بتدخل المراجعة القانونية لكشف الفساد المالي الرهيب ولعل هذا ما يجعل ايلا في وضع المدافع بهجومه علي الجميع لدرجة أفقدته المنطق و هو يسيء لمواطنيه ، تهديده لن يمنع تدخل المراجعة التي أصبحت قريبة من كشف (المغطي و ملآن شطة) خاصة في إدارة المالية و وقتها سيظهر (المدسوس) الحقيقي الذي جاء في خطاب (الخوف) . بقاء ايلا في الجزيرة مسألة وقت ولن ينفعه الدلال ( المشبوه ) من قبل المركز و لن يحمه رئيس الجمهورية والكرة في ملعب التشريعي . @ يا أيلا .. المراجع جاااااكم ! [email protected]