عاد الدكتور "محمد طاهر إيلا" والي الجزيرة إلى مدينة ود مدني حاضرة الولاية بعد إجازته السنوية، عاد لمباشرة عمله واستقبل السيد الوالي من جماهير الولاية استقبال الفاتحين، ليس لأنه عائد من إجازته السنوية، ولكن بسبب الصراع الذي دار بينه وخصومه الفترة الماضية، وبسببها أخذ إجازته على الأقل يهدأ من الصراع، وثانياً يعود إلى الولاية لينفذ مخطط التنمية الذي بدأه الوالي "إيلا" في خطابه من جماهيره توعد بضرب خصومه وضرب المفسدين بيدٍ من حديد، وقال إنه سيشن حرباً على خفافيش الظلام وعنا بذلك خصومه الذين أجبروه على أخذ إجازته. الدكتور "محمد طاهر إيلا" خلال فترة قصيرة من توليه منصب الوالي بالجزيرة أحدث نقلة كبيرة وغيَّر شكل المدينة البائس الكالح إلى مشرق.. بل عوَّض كثيراً من التجار الذين تمددوا خارج الأماكن التي حددت لهم، بجانب تعويض كل الأماكن العشوائية داخل أسواق المدينة، وأصبحت مدينة ود مدني واحدة من المدن التي يُفتخر بجمالها ورونقها.. فمدينة ود مدني ينبغي أن تكون واحدة من المدن، لأنها خرَّجت أجيالاً من لاعبي كرة القدم سانتو أخوان وسامي عز الدين وحمد والديبة ومن الفنانين، أمثال: "محمد مسكين" و"عصام محمد نور" وفوق كل أولئك العملاق "محمد الأمين"، ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت وعبد العزيز المبارك وإبراهيم الكاشف، فمدني تستحق أن يفاخر أهلها ب"إيلا" الذي أعطاها هذا الجمال وهذا الرونق، وليس بوضع المتاريس أمامه، ف"إيلا" شهد له أهل البحر الأحمر جميعاً بالنشاط والحراك الذي غيَّر وجه مدينة الثغر إلى لوحة جمالية تشبه عواصم المدن الكبرى، ومدينة بورتسودان محطة مهمة وعاصمة ينبغي أن تكون بالشكل الذي أحدثه "إيلا" لها، وهي ميناء لصادراتنا ووارداتنا من عواصم الدنيا، وهي القبلة التي يتجه السودان جميعاً نحوها، ولذلك ما أحدثه "إيلا" بها لم يحدثه أي والٍ مر عليها منذ الاستقلال والرئاسة كان من الأفضل لها أن تتركه بولايته التي أحدث فيها النهضة والتطور، ولكن حسب ما وصف خصومه بولاية البحر الأحمر بالخفافيش، فالخفافيش دائماً أعداء النجاح وسيظلون يطاردون الناجحين في كل مكان، فليس "إيلا" وحده الذي تواجهه تلك الخفافيش، ولكنها في كل ولاية من ولايات السودان، فلن يصدق أحد أن السودان الذي بلغ عمره ستين عاماً من الاستقلال ما زال في قاع الدول، وهذا التراجع ليس من قلة موارد ولا من أفكار ومفكرين، ولكن المشكلة من أولئك الخفافيش والفاسدين الذين يفكِّرون في أنفسهم فقط ولا يفكِّرون في مصلحة أمة وطن، وطالما الخفافيش موجودة فلن نتقدم خطوة للأمام ما لم يتم التصدي لهم وكشفهم في الضوء وعلى الملأ، حتى نتحرك للأمام وإلا سنظل مائة عام ونحن متراجعين إلى الخلف بينما الدول تتقدمنا خطوات وخطوات.