ü إنه موسم رحيل الصالحين فقد ودعنا في الأسبوع المنصرم الشيخ عوض عثمان عبد الرحيم حفيد «حدَّار النوق» وأحد أعمدة قبيلة البطاحين أهل الإباء والشمم والإيثار والكرم.. عوض رجل البر والإحسان الذي تشهد له به الخلاوي والمساجد والمسائد وأولها خلاوي ود بسرى التي تخرج فيها الآلاف من حفظة كتاب الله الكريم.. وأول المساجد مسجد الثورة الحارة الثالثة حيث يقيم وقد أمَّ مجلس العزاء فيه خلق كثير من كل أنحاء السودان.. حتى أدهش ذلك ضيفنا المستثمر الإماراتي «أبو سعود» عبد العزيز بن هويدن الكتبي فازداد إعجابه بأهل السودان مروءة ونخوة. فقد كادت الأنفس أن تذهب عليه حسرات. وحضرت الدولة ممثلة في الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ود. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم وجمع غفير ممن يعرفون فضل الراحل الكبير وشقيقه رجل الأعمال «عبد الله ود القبائل» لكي يعلم القاصي والداني أن الاسم على مسمى فقد كانت «القبائل» حاضرة من كل أصقاع السودان يعزي بعضهم بعضاً وياهو ده السودان. ü وقبل أن تنجلي صورة الأحزان من النفوس فجعتنا المنايا برحيل الخليفة العارف بالله المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الطاهرين الخليفة شمس الفلاح الشيخ حياتي «المادح» وقد جاء ذكره الباذخ في كتاب القبائل والأنساب «الموسوعي» للبروفسير عون الشريف قاسم.. وفي كتاب التعارف والعشيرة «لحمدالله» وكتاب مع شعراءالمدائح للأستاذ قرشي محمد حسن.. وفي كتاب الأستاذ صديق البادي «معالم وأعلام» وغيرها من الإصدارات والأسفار ولديه ديوان مطبوع أجتهد في جمعه كثيرون يتصدرهم الدكتور الطيب والدكتور أحمد المصطفى الشيخ حياتي والشيخ حياتي «1871م - 1943م» هو محمد حياتي بن حاج حمد بن محمد العربي بن الخضر المسلمي.. أمه السيدة آمنة بنت الشيخ محمد ود بدر ولد بأم ضواً بان وكفله جده ود بدر بعدما استشهد والده في واقعة حلفاية الملوك عند حصار الخرطوم عام 1885م وبعد رحيل الشيخ ود بدر كفله الشيخ أحمد الشيخ محمد ود بدر.. ثم انتقل إلى العيدج موطن والده الشهيد الحاج حمد.. وود راوة مقر جدته لأبيه.. وقد استقر أخوانه الشيخ المبارك والشيخ المختار شمال مدينة رفاعة في قرى الحضور وعد الشيخ.. وود النور.. ولما بلغ الشيخ حياتي العقد الثالث من عمره أسس مسجداً بقرية «الصقيعة» وتزوج من أم درقسي وله مشهد يُزار.. ولعل الشيخ حياتي يعد من أكبر وأكثر المداح إنتاجاً وله سفر سلس العبارة ذكي الإشارة مشتملاً على كل الشمائل المحمدية والسيرة النبوية ومناسك الحج والعبادات داعياً للقربات والطاعات مستنداً إلى التوحيد خالياً من الشركيات والتجديف.. متنقلاً بين كل إيقاعات المديح النبوي من «الحربي إلى الدقلاشي مروراً بالمربع والمعشر والمخبوت» وقد جاراه في قصائده كثير من شعراء المديح مثلما جارى هو بعضهم ومازال معظم إنتاجه حبيس الأضابير والصدور وما ظهر منه لا يمثل إلا النذر اليسير والذي أثرى الوجدان ورفد المكتبة الثقافية السودانية بإرث بالغ الأهمية.. وأعتاش من مدائحه الكثير من المؤدين.. وألهم الكثيرين من المحبين.. وأوحى إلى كثير من الباحثين. والخليفة شمس الفلاح الذي رُوِّعت النفوس بفقده بلغ أكثر من ثمانين حولاً أمضاها جميعها في الدعوة إلى الله والتمسك بشرعه ونشر محبة الرسول الكريم وإغاثة الملهوف وعلاج أمراض النفوس وإطعام الطعام وإفشاء السلام.. ولم يرزقه الله ذرية من صلبه لكنه كان أباً للجميع وحق علينا أن نسوق آيات العزاء لأسرته الصغيرة نور الدائم ونور الهدى ومختار الشيخ أحمد الطيب والبروفيسور صديق أحمد المصطفى والبروفسير الطيب حياتي وليده اليمنى السيد الشامي عبيد وأخوانه وكل أهله وذويه وقد قبر الخليفة شمس الفلاح داخل غرفة طينية شهدت ميلاد قصائد والده الشيخ حياتي بقرية الصقيعة حسب وصيته. ü في غمرة هذه الأحزان قرأت للأستاذ مصطفى أبو العزائم في عموده الراتب المقروء «بعد ومسافة» وتحت عنوان هل الرقم «تسعة» مقدس؟! وأورد فيه بعضاً من عباراتي التي تداولتها معه حول الموضوع المثير والمعقد الذي كان موضوع المحاضرة فيه عن الخلق والبعث قدمها الأستاذ العبقري «جمال خبير» والذي لا يُدرك عمق استنتاجاته وصحيح استدلالاته إلا من يجلس إليه بالليالي ذوات العدد حول موضوع واحد. وأقول للأستاذ مصطفى وللقراء بأنه ليس هناك رقماً مقدساً فالأرقام «محايدة» دائماً ولا تخضع لأي معيار غير محايد فالواحد يظل وحداً والتسعة أو التسع تظل كذلك. والقاعدة في كلام الأستاذ جمال هو استيداع الأرقام وتجمع أو تضرب أو تقسم ثم تستودع والرقم تسعة لا تكون حصيلته إلا «تسعة» مهما ضربته في أي عدد من 9*1 إلى أي رقم آخر.. مثلاً (9*9=81) 81 .. 1+8=9.. أو 9*100=900 9+0+0=9.. أو 9*102= 918( 8+1+9=18 =8+1=9).. وهكذا إلى ما شاء الله وهذا أمر شائك يحتاج إلى وقت ومعينات. وهذا هو المفروض