شاب نحيف طويل القامة لا يختلف كثيراً في الطول عن أبناء قبيلته " الدينكا"،يحمل ملامح والده، إنه ديمبيور ابن الراحل د. جون قرنق، زعيم ومؤسس الحركة الشعبية الحاكمة في دولة جنوب السودان، يحمل الفكرة التي حملها والده بنفس الرؤى، والاطروحات، وبذات اللغة والمفردات، ويشترك مع والده في خفة الظل، والابتسامة، والنكتة الحاضرة، فهو الابن الأكبر لقرنق، وسبق وأن قال مبيور بنفسه في حوار أجرته معه الزميلة "أخبار اليوم " إن الدم الذي يجري في عروقي هو دم قرنق، وأنا مناضل ثوري مثله" وفلسفتي قرنقية (من قرنق)، وأضاف أنه متشرب بأفكار السودان الجديد بحكم انتمائه لبيت الرجل الذي وضع فكرة السودان الجديد حلماً ووعداً نبيلاً، وزاد " أنا لست سياسياً أنا مناضل ثوري" دمبيور الذي ولد في الخرطوم بمنطقة الحاج يوسف في العام 1977م، وتلقى تعليمه بيوغندا قبل أن يهاجر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، يحط الرحال هذه الأيام بحسب الخبر الذي أوردته الغراء "السوداني" بعدد الأمس بالخرطوم قادماً من العاصمة الكينية نيروبي وبرفقته القيادي الجنوبي مناسا زندو، تمهيداً للقاء سيجمعه مع رئيس المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان د. رياك مشار، والمغادرة سوياً للمشاركة في اجتماع المكتب السياسي، ومن ثم عقد المؤتمر الصحافي والذي سيعقد غالباً باحدى الدول المجاورة - ومن المرجح أن تكون الجارة أثيوبيا- مقراً لعقد المؤتمر الصحافي، ديمبيور يشغل حالياً رئيس اللجنة الإعلامية القومية والعلاقات العامة بالمعارضة الجنوبية. التمرد على سلفا منذ وفاة والده ظل دمبيور بعيداً عن واقع الجنوب نسبة لصغر سنه، بجانب دراسته التي أبعدته عن العمل العام والسياسي، ولكن يلاحظ في الفترة الأخيرة تزايد نشاطه السياسي، خاصة تصريحاته النارية التي كان ومايزال يطلقها في وجه قادة الحركة الشعبية، والتي لم يسلم منها حتى خليفة والده سلفاكير ميارديت، حيث أعلن دمابيور بحسب ما أوردته صحيفة "مكلاتشي" الأميركية عنه، أنه سيقود معارضة ضد حكومة بلاده برئاسة سلفاكير ميارديت.. ورغم تقليل أحد المقربين من الأسرة من خطورة الخطوة التي أعلنها دمابيور، معتبراً أن من تولوا السلطة بعد وفاة والده قد خالفوا رؤيته، والعمل عكس ما خطط له زعيم الحركة، كاشفاً عن محاولة اغتياله من قبل فريق الحراسه الخاصة بالرئيس سلفاكير، معللاً السبب لنشره آراء على موقع فيس بوك، وجه فيها انتقادات لسلفا معتبراً أن الحكومة التي تم تشكيلها ضمت قيادات من حزب المؤتمر الوطني في إشارة إلى د.عبد الله دينق نيال ود. رياك قاي. طرد مبيور قام سلفاكير بطرد دمبيور قبل بدء اجتماع لمجلس وزراء حكومة الجنوب، والذي كان يشغل فيها منصب وزير الموارد المائية والري، بسبب ملابسه غير اللائقة بحسب سلفاكير، و كان يرتدي بدلة سوداء وقميصاً أبيض وربطة عنق سوداء، الأمر الذي اعتبره سلفا أنه يقلل من هيبة مجلس الوزراء، لأنها ملابس خاصة بالاحتفالات المسائية، قبل أن يعلق الوزير الشاب على خطوة سلفاكير بأن قسم البروتوكولات بمجلس الوزراء لم يعلمه بوجود ملابس خاصة باجتماعات المجلس، مضيفاً بأن على سلفا التركيز على القضايا الرئيسة مثل الوقود والنازحين بالمعسكرات، بدلاً من التركيز على الملابس. تقدير كبير يقول عنه أستاذ العلاقات الدولية د. راشد التجاني سليمان إن دمبيور يحاول جاهداً أن يحافظ على جزء من الانجازات التي حققها والده، ورغم صغر سنه إلا أنه يمتاز بتقدير جيد وكبير من قبل الجنوبين، بجانب والدته لما قدمه والده للجنوبين، وأرجع راشد وجوده بالخرطوم للاطمئنان على صحة زعيم المعارضة الجنوبية المسلحة د. رياك مشار، وأضاف راشد أن دمبيور اشتهر بحدته مع الحكومة السودانية، وسبق أن احتج على سلفاكير لوجود شخصيات في حكومة الدولة الوليدة تتبع للمؤتمر الوطني، ويوافق الصحفي المثنى عبد القادر المختص في الشأن الجنوبي رأشد الراي ويقول إن دمبيور يمتاز بشعبية في الجنوب خاصة وسط الشباب، وذات القبول بين شباب النوير رغم انتمائه لقبيلة الدينكا، وأضاف أن سلفا لم يراع للفتى الذي كان يناديه في السابق بعمي، مما جعل الود بينهم غير موجود، ونفس الشيء ينطبق في علاقته مع الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، ويرجح بأن تباعد الهوة بين دمبيور وسلفا وموسفيني ربما كانت سبباً لتقاربه مع رياك مشار، وأشار إلى أن دمبيور لم يكن من المقربين من الذين عرفوا بأنهم من أبناء قرنق، رغم أنه ابن قرنق الحقيقي .