الإنجليز انشأوا مشروع الجزيرة ليمد مصانعهم في لانكشير بالقطن تحديداً وأثروا في ذلك ثراء فاحشاً ثم جاءت ثورة البولستر والملابس غير القطنية لتذهب ريح مصانع الإنجليز ومعها ريح مشروع الجزيرة الذي انهارت مصانع نسيجه ومحالجه ويتدهور تدهوراً مريعاً انعدمت معه الثقة ما بين إدارة المشروع والمزارعين الذين اقتصر بعضهم جهوده الزراعية في إنتاج العجور في أضخم مشروع للري الانسيابي في العالم، وكان من الممكن استغلال المشروع ليكون سلة غذاء لا تضاهى ولا تنافس. في الأخبار أن المشروع فتح أراضيه للاستثمارات الصينية لزراعة القطن المحور وراثياً والصين تعرفونها إذا دخلت على الخط فإنها تضع مصلحتها فوق كل اعتبار ولو كان الأمر يتعلق بزراعة الغذاء الذي تحتاجه الصين فعلاً لما شعرنا بأن في الأمر) إن وأخواتها وبنات عمها وصويحباتها كمان). لماذا القطن المحور وراثياً؟.. هل لأنه يفسد الأرض ويورثها أمراضاً؟.. لماذا لا يزرعونه في بلادهم إذا كان ذا عائد اقتصادي مجزٍ ويزرعون الغذاء عندنا لنحقق فوائد أكثر.. لأن أزمة العالم هي أزمة غذاء أكثر مما هي كساء!! صحيح أن القطن يمكن أن يكون ذا عائد مجزٍ لأن العالم اكتشف مضار الملابس غير القطنية، ونتوقع أن الصين ستصدر إنتاجها إلى أراضيها لتصنيع الملابس والمنتجات القطنية وتصديرها إلى أوروبا.. لأنها تلك تكنلوجيا متقدمة لصناعة الأقمشة الفاخرة.. وإذا تكرمت فإنها سوف تواصل إنتاج الدمورية والدبلان فقط لا غير وهو ذات الأمر الذي ظل يسمح به المستعمر الإنجليزي السابق. لا أعرف كيف نفكر؟.. لماذا نرضى بالدونية في اقتصادنا ولماذا تصبح أراضينا مباحة للتجارب الخطرة؟ ..لماذا لا نفرض شروطنا وذات الصين أخذت بذور الكركدي وزرعتها في أراضيها وتسنمت إنتاجه العالمي؟.. لماذا لا تزرعه عندنا في موطنه الأصلي؟.. لماذا توطن الإنتاج الغذائي عندها ولا تسمح بأن يتم خارج حدودها؟.. أليس بيننا مسؤول وطني رشيد ذو نظرة إستراتيجية؟.. لماذا نفتح أراضينا أمام شركات ودول تستثمر في إنتاج أشياء لا نستفيد منها كالعلف دون أن يكون له عائد مجزٍ كما يتوفر في إنتاج الغذاء؟ نواصل