٭ في كثير جداً من الأوقات تتباطأ الحكومة في إصدار القرار الصائب في الوقت المناسب، في خطوة أشبة بوضع مدرب فريق كرة قدم، للاعب الذي يصنع الفارق ويغير نتيجة المباراة على دكة البدلاء. ٭ حتى كادت الحكومة أن تشعرك باليأس من حدوث إصلاح حقيقي أو معالجة لقضية في مهدها، قبل أن تتكاثر أميبياً ويصعب السيطرة عليها أو الحد منها. ٭ لكن هذة المرة نثمن قرار وزارة التجارة الخاص بوقف استيراد الخضر والفاكهة والأسماك من مصر بعد تقارير دولية، منها تقرير منظمة الغذاء والدواء الأميركية، أعلنت أنها تحقق في انتشار عدوى فيروس الكبد الوبائي في سبع ولايات أمريكية بين أشخاص تناولوا عصير الفراولة في أحد المحال، مصنوع من محصول مستورد من مصر. ٭ كتبت أمس الأول (الثلاثاء)، في هذه المساحة مطالباً الحكومة بضرورة الإسراع بحظر المنتجات المصرية، من الخضر والفواكة، وحذرنا من خطورة إغفال الأمر أو التأخر في البت فيه. ٭ في ذات يوم الثلاثاء أصدرت وزارة التجارة قرار الحظر – ولا أزعم أن الخطوة جاءت بما أوردناه – ولكن المهم جداً هو تحمل القائمين على أمر وزارة التجارة مسؤولياتهم وهي سانحة لنشد على يد الوزير صلاح ووزير الدولة الصادق محمد علي. ٭ كسبت الحكومة هذه الجولة وأودعت في حسابها رصيد (تعزيز الثقة)، في مؤسسات الدولة، كما أن القرار الذي يستحق أن يوصف ب (الجرئ والشجاع)، أكد سريان تنفيذ القرار في ذات يوم الثلاثاء السعيد. ٭ تجولت في عدد من المواقع الالكترونية المصرية مساء أمس، في محاولة للتعرف على ردة الفعل المصرية حيال القرار، ووجدت اهتماماً منقطع النظير بالحظر السوداني للمنتجات الزراعية المصرية. ٭ لفت إنتباهي أن صحف ووكالات مصرية شددت على أن القرار فني وليس سياسي، وهي مسألة جيدة وتُحمد للخرطوم بكل حال، لكن تفاجأت ب (العينة إياها)، من الإعلام المصري. ٭ تلك الفئة التي تندب حظها و(تولول)، وتشق الجيوب، وتزيف الحقائق، ولك أن تضحك عزيزي القاريء حينما تطالع خبراً بعنوان (مستوردون سودانيون): الفراولة المصرية سليمة.. وقرار الحظر غامض). ٭ وقطعاً خبر مضروب بخلاف أنه خلا من أي اسم لمستورد أو جهة، إلا أنه بعيد عن أرض الواقع، ويكفي تعليق إعلامي مصري على تراجع سمعة منتجات بلاده الزراعية بعبارة (يافضيحتك يامصر) – واللهم لا شماتة- . ٭ نعود للتعامل السريع من جانب الحكومة ممثلة في وزارة التجارة، بما أثير من شكوك ومخاوف بشأن المنتجات المصرية، ونؤكد على أهمية أن ترفع الحكومة من حسها في التعامل مع القضايا. ٭ وهذه سانحة لنطالب الحكومة بتجديد ثقتها في الصحافة وماتثيره من قضايا، وقد انتجت عدد من الصحف تقارير صحفية ممتازة عن المنتجات المصرية. ٭ أثبتت وزارة التجارة أنها متابعة ويقظة بعكس وزارات أخرى يظهر وزراؤها ب (الباطل) على صفحات الصحف.