ربما كان قرار رئيس الجمهورية بتعيين مسشتار له خاص بالشؤون السودانية الصينية قراراً صائباً رغم تحفظات البعض عليه، وذلك لأن دولة الصين دخلت بثقلها في مجال الاستثمار في السودان وفي كافة المجالات ، فالبلد المرشح لأن يحظى بلقب سيدة العالم قريباً أرسل وفداً بقيادة وزير الزراعة الصيني للسودان لتشرييف المتلقى السوداني الصيني لتعزيز التعاون والاستثمار الزراعي في الخرطوم ..الصين اتجهت بعد انفصال جنوب السودان وذهاب الذهب الأسود جنوباً، لأن تعبر بالبلاد من محنتها ومساعدتها في تطوير أهم ما يميزها في العالم كدولة زراعية ذات أراضٍ بكر وممتدة. فوائد مشتركة: يوم أمس الأول بالسلام روتنا انطلقت أعمال المتلقى الذي خاطبه عدد من المسؤولين في البلدين، فكان لزاماً على مسؤول الملف الصيني د.عوض الجاز أن يلقي حديثاً داخل الملتقى ويذكر الحضور بأن السودان لازال يتطلع إلى شراكة ذات فائدة مشتركة مع دولة الصين بعد أن استعرض التجارب الناجحة التي خاضتها الدولتان في السابق والتي حققت منفعة كبيرة لكليهما الشيء الذي أهل الدولتين لتقديم نموذج في العلاقة التي تقوم على تبادل المصالح. وقال الجاز إن الرئيسين الصيني والسوداني وقعا على شراكة إستراتيجية دعمها الرئيس السوداني بإقامة لجنة عليا داعياً إلى تجاوز الحديث ومذكرات التفاهم إلى التطبيق العملي وقال (نعدكم أن نلتقي في الميدان وليس الغرف)، وقال ننتظر سباقاً من أهل الصناعة والحرف والخدمات بالإضافة إلى اتفاقيات محددة البداية والنهاية. خمس قضايا: أصحاب الشأن في الملتقى تباروا في إلقاء الكلمات واحداً تلو الآخر، تقدمهم وزير الزراعة والغابات بروفسير إبراهيم الدخيري الذي وصف في بداية حديثه زيارة الوفد الصيني إلى السودان برئاسة وزير الزراعة بالتاريخية، قائلاً إن السودان يمتلك موارد أهلته ليصبح أحد أهم سبع دول لتوفير الغذاء في جميع أنحاء العالم، وأضاف أن السودان يعيش حراكاً مكثفاً لإنفاذ مبادرة رئيس الجمهورية للأمن الغذائي العربي، معتبراً البرنامج الخماسي من أهم آليات إنفاذه خاصة فيما يتعلق بزيادة الإنتاج والإنتاجية، مثمناً العلاقات السودانية الصينية، مشيراً إلى أنها شكلت لها لجنة عليا برئاسة رئيس الجمهورية، وأكد أن الوزارة ستبذل كل جهد مطلوب لإنجاز خمس قضايا أساسية تشكل عصب التعاون بين الدولتين أجملها في التركيز على إكمال الرؤية والإجراءات والآليات المطلوبة لإنفاذ حديقة النسيج بزراعة مليون فدان قطن ومن ثم إكمال التشاور والاتفاق حول ملف السلع الزراعية ال36 المعفية من طرف الصين، وقال إنها تحتاج إلى إكمال الإجراءات حتى يبدأ التبادل خلال 2016 وإكمال التشاور والاتفاق حول الاستثمارات المباشرة للقطاع الخاص والعام الصيني، بناءً على حزمة المشروعات البالغ عددها 75 مشروعاً، كاشفاً عن إضافة 40 مشروعاً أخرى، بالإضافة إلى الاتفاق على حزمة مشروعات في مجال المدخلات الزراعية من أسمدة ومبيدات وآليات ونظم ري لإحداث التحول في القطاع الزراعي ليستجيب لمتطلبات السوق للاستثمارات الصينية باعتبارها الشريك الاستثماري الزراعي الأول للسودان، متمنياً فتح أسواق جديدة في الصين للسلع السودانية ونشجيع الجهاز المصرفي في البلدين لتسهيل حركة رؤوس الأموال والبضائع والخدمات. جرد حساب: وكشف وزير الاسثمار مدثر عبد الغني أن حجم الواردات من الصين حوالي 1,4 مليار دولار، مشيراً إلى وجود شركات صينية تعمل في مجالات مختلفة، مبيناً أن هناك 176 مشروعاً في القطاعات المختلفة تمثل 14,9 مليار دولار، وقال إن حجم الاستثمار في المناطق الحرة 2,4 مليار دولار، وقال نتطلع لزيادة حجم الاستثمارات الصينية في المجال الزراعي. دولة مهمة: ولم يخفِ وزير الزراعة الصيني هان شانفو سعادته بالملتقى، وركز خلال كلمته على تبادل المصالح والمنافع بين البلدين وقال إنه خلال الفترة الماضية شارك في الملتقى الذي أقيم في جنوب أفريقيا، وقال إنه قرر أن تتواصل الجهود بعد ثلاث سنوات لتوطيد العلاقات بين البلدين، وقال إن الرئيس الصيني خصص 60 مليار دولار لتطوير العلاقات بين الصين وعدد من البلدان، وقال إن السودان واحد من الدول المهمة و النافذة للتعاون مع أفريقيا. مشيراً إلى ازدياد التعاون بين البلدين في مجال الاستثمار الزراعي، وقال إن هناك أكثر من 20 مؤسسة صينية تستثمر في السودان.