٭ تعاني ولاية الخرطوم من تراكم غير مسبوق للنفايات في أسواقها وأحيائها وطرقات محلياتها السبع وتتصاعد الروائح الكريهة من تلك النفايات التي تتكدس على جنبات المداخل الرئيسية للأسواق التي فشلت الجهات المعنية في توفير آليات لنقلها. ٭ وعلى الرغم من أن الخرطوم أصبحت عبارة عن مكب ضخم للنفايات، ورغم تلك التلال من الأوساخ التي يستفز منظرها المارة بالشوارع ومرتادي الأسواق.. إلا أن رئيس الهيئة الإشرافية للنظافة الدكتور مصعب البرير يحاول أن يرسم صورة وردية لا تتسق مع الواقع.. حيث قال في حديث لهذه الصحيفة إن تذمر المواطنين من تراكم النفايات وشكواهم من عدم انضباط آليات نقلها ليس صحيحاً.. وإن حديثهم ما هو إلا (شعر)! ٭ الدكتور البرير رغم (مكابرته) تلك إلا أنه عاد واعترف وكأنه يبحث عن تبريرات لتكدس تلك النفايات أمام مداخل الأسواق وفي شوارع الأحياء السكنية اعترف أن عربات النظافة بالولاية غير كافية مقارنة بما تنتجه محليات الخرطوم من نفايات يومياً.. وطالما أن عربات النقل غير كافية سيكون هناك تكدس للنفايات.. فالخرطومالمدينة مثلاً وليست الولاية.. كلها تنتج (6570) طناً من النفايات يومياً.. يتم نقل (1965) طناً منها وهو ما يعادل نسبة (30%) فقط وما تبقى منها وهو أكثر من ضعف المنقول.. يتراكم في الميادين والطرقات ويسهم بالتالي في مشكلات بيئية وصحية عديدة خاصة بعد هطول الأمطار في فصل الخريف.. والحال بالتأكيد أسوأ في بقية مدن ومحليات الولاية طالما كان هذا حال الخرطومالمدينة. ٭ صورة وردية أخرى يغالطها الواقع المزري رسمتها غرفة عمليات نظافة ولاية الخرطوم والتي أكدت أن محليات الولاية استطاعت إخلاء نفايات الأسواق بمجهودات كبيرة تم بذلها بإشراف معتمدي المحليات.. أي إخلاء هذا الذي تتحدث عنه تلك الغرفة وجيوش الذباب تحاصر أسواق جبل أولياء والكلاكلة ومايو وغيرها من أسواق محليات الولاية والتي توالدت بسبب تلك النفايات. ٭ الباشمهندس الطيّب مصطفى كان قد رسم صورة وردية أيضاً للخرطوم قبل أكثر من عامين وكان حال الخرطوم كحالها اليوم.. إلا أن الرجل كان يراها على غير ما كان يراها الآخرون وكتب حينها في (زفراته الحرى) يقول إن الخرطوم اكتست حلة زاهية وإن شوارعها أضحت تضاهي في جمالها وروعتها أشهر وأجمل شوارع بلدان العالم.. وإن شارع النيل أصبح يضاهي شارع (الشانزليزيه) في العاصمة الفرنسية (باريس).. صحيح أنني لم أرَ ذلك الشارع الباريسي الأكثر شهرة ولكنني سمعت به ورغم معرفتي السماعية لا أعتقد أن شارع (نيلنا) حتى بعد تلك التحسينات التي حدثت فيه مؤخراً يمكن أن يضاهي شارع الشانزليزيه.. (وعارف أنه سينبري إليّ متطوعون ليقولوا.. طيب لما ما شفته بي عينك بتتكلم مالك.. ألم تسمع بالمثل الذي يقول: ليس من رأى كمن سمع.. والراجل دا شاف بي عينو وأنت ما شفته). ٭ وحتى لو كان شارع النيل.. بل قل شارع القصر والمك نمر والسيد عبدالرحمن (قبل الدمار الذي أصابه الآن).. والبلدية والجمهورية كلها أصبحت أجمل من (الشانزليزيه) ذاك.. هل يعني ذلك أن الخرطوم أصبحت في مصاف العواصم النظيفة والجميلة.. وهل الخرطوم هي (السنتر) الواقع بين تلك الشوارع.. وحتى إن كانت هذه هي الخرطوم العاصمة.. فهي ليست بالجمال والبهاء والنظافة التي جعلت صاحب (الزفرات) يتغزل فيها.. فهناك (جخانين) داخل هذه الحدود لا أظن أنه رآها ولكن يمكن أن يكون قد سمع بها بمثل ما أنني سمعت بذلك الشانزلزيه ولم أره.. وقد رأيت تلك التي لم يرها هو.. وأيضاً (ليس من رأى كمن سمع). ٭ ما رأيته ويراه غيري من (العوام) يجعلنا نقول إن الخرطوم ليست بهذا الجمال ولا نريد أن نقول إنها (وسخانة) لكن (شوفو) منطقة السوق العربي ومواقف (كركر والإستاد).. أما إذا تحدثنا عن محلياتها (السبع) فستكون الفاجعة كبيرة.. الملاريا تفتك بسكان أغلب تلك المحليات خاصة محلية جبل أولياء.. والسبب في انتشارها (الأوساخ) والبيئة الصحية المتردية التي أدت لتوالد البعوض في الأحياء.. أما الأسواق فيها فحدث ولا حرج.. والمحليات مهمومة فقط بجمع (الإتاوات) وفشلت في مشروع (النفايات).