تفصل الهلال نقطه واحدة عن حسم اللقب والفوز بالبطولة المحببة والأميرة المعشوقة، لكن الفوز الرباعي المتأخر حمل أكثر من علامة استفهام قد تكون عادية للمراقب وفق رؤية فنية، حيث يدخل الموسم خواتيمه، وربما تأثر مخزون اللاعبين من اللياقة البدنية. وتأثرت اللياقة الذهنية أيضاً بسبب الإرهاق وطول المنافسة، لكن المبررات المذكورة لا ترقى لمستوى فشل الفريق في ضرب تكتل الأهلي وخرق تحصيناته الدفاعية. بالمقارنه مع الخرطوم الوطني والمريخ يعد الأهلي الأقل فنياً، وهذا يؤشر لاحتمال معاناة الهلال في المباراتين، إذا تعاملنا مع لقاء الأمل على أنه أسهل نسبياً، ولا يحمل عنصر إثارة باعتبار أن الخرطوم والمريخ يتطلعان للتمثيل الإفريقي. ارتكب الدفاع أخطاءً كثيرة خاصة في الشوط الثاني، ولعل إقحام الجهاز الفني لمساوي يحمل أكثر من مدلول، أهمها تجهيزه للقاء القمة الذي يتطلب لاعباً يتمتع بالخبرة، ولكن هل يعد سيف خياراً مثالياً في هذا التوقيت، وهو البعيد عن اللعب التنافسي لشهور. خط الوسط اهتم بالشق الدفاعي فوجود أبوعاقله والشغيل قبل خروجه كان يحمل تخوفاً غير مبرر من الأهلي، فالهلال ينبغي عليه اللعب مهاجماً طالما أن الفرق تتخندق. لم يتجاوز الأهلي نصف ملعبه طوال الشوط الأول، ومع ذلك ظل أبوعاقله ومعه عمار وحسين متسمرين في المنطقه الخلفية لا يحرسون أي لاعب. رجوع نزار لمنطقه المحور منحها الحيويه والانتعاش وطبق مفهومها العصري في البناء من الخلف، وتحويلها لصناعه لعب وليس للدفاع، ولكن أبو عاقله لم يفعل بل أخطأ في كرة هددت مرمى مكسيم. ومن العيوب التي تحتاج علاجاً سريعاً فشل الفريق في استثمار معكوسات أطهر وشيبولا. لأول مرة نلاحظ نشاطاً مكثفاً وطلعات هجومية منظمة أثمرت أكثر من تمريرة لتنفيذ العكسيات، ولكن كاريكا وسادومبا فشلا في الاستفادة منها. الاختراق السليم طبقه نزار كما ينبغي بالتركز السليم والاستلام والتخطي بسرعه وتدوير الكرة على القدمين والتنفيذ المتقن وبقوة. قوة كرة نزار سحبت معها يد الحارس ودخلت الشباك، وكان اللاعب نفسع قدم أجمل لقطات المباراة عندما نفذ كعبية خلفية رائعة ضلت طريقها للمرمى وفتحت شهية الهلال لإحراز الأهداف. كسر الهلال صمود الاهلي وأودع أربعة أهداف، وظهرت أكثر من ايجابيه أهمها امكانية تحمل الفريق غياب بشة، والتعامل مع الطوارئ مثل خروج الشغيل مصابا. ومنحت أبوعاقله فرصة للظهور والثبات، وأكدت امكانيه استمرار عمار وحسين، وطمأنت القاعدة على جاهزية بويا وأعادت مساوي للواجهة. كما أثبت ولاء الدين امكانيه الاعتماد عليها في أي مباراة قادمة لأنه كلما شارك هز ولاء الشباك وأسعد الانصار شريطه أن يدخل بديلا. أشتات !! الأنيقان الهلال والسوكرتا يشتركان في سحر اللون والجمال والفن الممتع وفي بهاء الأبيض والأزرق. والقواسم المشتركة كثيرة ومتعددة، ولكن الأهم منها اقتراب الهلال من حسم اللقب والسوكرتا من العوده لتكتحل منه عيون عشاق الممتاز. ضرب بقوة وجمع تسع نقاط وبات يحتاج نقطه واحده لإعلانه رسمياً صاعداً للممتاز. والهلال يحتاج نقطه كذلك لحصد اللقب.. وقد افتقدت ملاعب الممتاز ساحر الشرق الأنيق وملك المتعه والفن والأداء الممتع الطروب. خطط السوكرتا للعودة بعد فشل وسوء حظ لازمه طوال السنوات الأخيرة، ونتوقع أن يكون إضافة للممتاز، لأنه من أركان الكرة السودانية.