لم يشأ مبارك الفاضل إلا أن يشعل النار داخل حزب الأمة القومي.. فالرجل ومنذ انطلاق حوار الوثبة بقاعة الصداقة، والذي صادف عودته إلى الداخل بعد غياب عن الإعلام وصيام عن التصريحات، ظل يقوم بتحركات مزعجة لغرمائه في الحزب، لاسيما ابن عمه زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وأبنائه والمقربون منه.. وربما عض بعضهم بنان الندم على قرار عودة الفاضل لصفوف حزب الأمة بعد طلاق بائن، كون بعده حزب الأمة الإصلاح والتجديد، بعد عودة الأمة إلى الداخل عقب توقيع اتفاق جيبوتي الشهير.. لأن قرار العودة لصفوف الحزب من جديد بعد حل الإصلاح والتجديد لربما استقبله الإمام بحسن نية وهو يطلق نداءاته المتكررة لوحدة الحزب. غير مرغوب وربما مجرد ظهور مبارك على المسرح السياسي من جديد أمر غير مرغوب فيه من قبل خصومه في الحزب الكبير، بيد أن ظروف حزب الأمة كانت تتطلب قبول الرجل من باب بليت بقوم لا أطيق فراقهم، لكن قبول مبارك داخل صفوف الحزب ربما أصبح حمولة مثقلة لاسيما في الفترة الأخيرة التي بدأ فيها الرجل يتحرك عكس تيار الإمام الرافض لحوار الوثبة، وفي نفس الوقت يحاول مبارك إغاظة ابن عمه ويجري اتصالات مع بعض القوى المكونة لنداء السودان في سبيل إقناعهم بالحوار الوطني، ويلعب دور الوسيط بين الحكومة والممانعين. عيار ثقيل في الأيام الأخيرة زود مبارك من عياره الهجومي على غرمائه داخل حزب الأمة، ووصل به الأمر إلى وصف حزبه الكبير بالتابع لحزب في سنة أولى روضة، في إشارة إلى حزب المؤتمر السوداني. ولما فاض الكيل بقيادات الأمة وضاق صدرهم من تحمل تصريحات الرجل، لاسيما المجموعة المقربة من الإمام أمثال دكتورة مريم الصادق وسارة نقد الله والواثق البرير وصديق الصادق، أجمعوا أمرهم على وضع حد لاستفزازات الفاضل، فأشار أحدهم بفصل مبارك من الحزب بقرار من المكتب السياسي، وبعد الاتفاق على القيام بالخطوة حسبما كشف مصدر مطلع ل (آخر لحظة) بدأوا في إجراء اتصالات مع عضوية المكتب السياسي لاقناعهم بضرورة القيام بالخطوة والتصويت لصالح قرار الفصل. مناقشة جندين لكن وحسب المصدر فإن الاجتماع الذي انعقد أمس الأول والذي ناقش جندين أولهما مناقشة تقرير وضعته اللجنة القانونية للحزب حول وضعية الأمة داخل نداء السودان، وتلك حكاية أخرى، وفي ذات الوقت ناقش الجند الثاني إمكانية صدور قرار من المكتب السياسي يقضي بفصل مبارك الفاضل من الحزب . وكشف المصدر أن الاجتماع شهد ملاسنات ومشادات كلامية بين الأعضاء، حيث اضطر رئيس المكتب السياسي محمد المهدي أن يغادر المنصة مغاضباً بعد ملاسنات بينه وبين الواثق البرير، بيد أنه تم إقناعه من البعض بالعدول عن قرار المغادرة، ولم ينته الأمر عند عودة الرجل لإدارة الاجتماع مجدداً، واستأنف البرير هجومه وطالبه بالنص الذي يمنع المكتب السياسي من إصدار قرار بفصل مبارك الفاضل.. في وقت طالب فيه المهدي بالنص الذي يسمح للمكتب بالقيام بتلك الخطوة. ضبط الأداء وكان بعض الأعضاء قد دفعوا بطلب لهيئة ضبط الأداء بالحزب، بصدور توصية تقضي بفصل الفاضل، لكن رئيس الهئية الشيخ محجوب جعفر امتنع عن صدور التوصية، وحسب المصدر فإن رئيس الحزب أوعز لبعض القيادات بحسم الأمر داخل المكتب السياسي، لكن فشل المكتب السياسي في إصدار القرار أدى إلى حالة من الهرج والمرج والفوضى حتى نهاية الاجتماع.