نتابع بكل الحزن والأسف ما يدور في الساحتين الرياضية والإعلامية هذه الأيام من فوضى بطلها كالعادة الاتحاد العام لكرة القدم الذي لا يتعظ من سقطاته وفشله، وأزمات كادت أن تضرب المجتمع في نسيجه الاجتماعي. نعم نقول أزمات ونقول إنها مهددة لأمن المجتمع، طالما أننا نرى الأندية الكبرى تستنفر قواعدها ونرى بعض الأقلام الجاهلة تعزف على وتر الجماهير، وتلوح بها ككرت لكسب الجولة ضد الاتحاد والنادي الغريم. الغريب في الأمر هو غياب الجهات المسؤولة وصمت العقلاء في الوسط الرياضي والإعلام على السواء .. فبدا الأمر وكأننا في غابة للرياضة الغلبة فيها لأصحاب الآلة الإعلامية الكبرى. الغريب أيضاً أن من يثير كل تلك الأزمات هو شخص واحد وهو أمين المال بالاتحاد العام أسامة عطا المنان الذي كما وضح انه ابعد ما يكون عن علم وفنون الإدارة .. والرجل من شدة جهله الكروي الفاضح أصبح الناهي والآمر وصاحب الكلمة في كل ما يتعلق بإدارة النشاط الرياضي بالاتحاد .. هو من يسمح للاعب بالمشاركة غصبا عن القانون .. وهو من يؤجل المبارايات عبر محادثة تليفونية وهو من يتصرف في أموال الاتحاد كما يشاء .. والبقية آخر من يعلمون . أسامة قام هذا الموسم بتأجيل مباراة المريخ أمام الأهلي شندي دون ان تجتمع اللجنة المنظمة وهو التأجيل الذي يخدم النادي الأحمر باستعادة خدمات كبار النجوم .. فكان من الطبيعي ان يرفض اهلي شندي .. لكن الغريب هو رفض بعض أصحاب الأقلام الحمراء لبث قناة النيل الازرق احتفال الهلال بالتتويج ببطولة الدوري وهو حق مكفول للنادي والقناة .. وحتى لا ينسى الغاضبون على القناة أن النيل الازرق أعطت المريخ من المساحات والاهتمام ما لم تعط غيره من الأندية ومع ذلك لم يطالب أحد مقاطعتها. يؤسفنا والله أن نقول ان من يثيرون الفوضى بأقلامهم هذه الأيام هم يعملون على حساب مصالحهم الشخصية لأن الواقع يقول ان الهلال حسم الدوري وأن المركز الثاني أصبح حائرا بين المريخ والأهلي شندي ولن يغير إفساد الموسم من هذه الحقيقة .. لذلك نقول لهؤلاء اتقوا الله في أقلامكم وفي الجماهير وفي الوطن فكرة القدم يوم لك ويوم عليك .. فكم من مرة حازها الهلال وكم مرة حازها المريخ ..وكم مرة هزم الاحمر الازرق والعكس .. فما الجديد الآن. الجديد هو مصالح شخصية وبطولات يبحث عنها البعض على حساب أمن المجتمع .. وعلى حساب إثارة الشارع الرياضي . بالطبع لن أقول أن هؤلاء يقصدون التشويش على الحوار الوطني .. لكن يجب أن تشهد كل الأوساط بما فيها الرياضي الاستقرار التام ليسهم ذلك في تهيئة الناس لبشريات الحوار الوطني القادمة. خلاصة الشوف من يقول لأسامة عطا المنان كفى. من ؟!
